قد تجد نفسك في متاهة عجيبة تستجدي من القدر فرصة تستضيء منها زوايا عمرك لكنك لا تحظى بهذه الفرصة بأي وسيلة كانت!.
وذلك لأن الحياة رحلة عمرية تجد فيها اكثر من ميزانٍ بكل الانواع والتفاصيل، لا بأس لو كان نصيبك منها ميزانا غير منصفا ربما في نهاية الأمر ستنقلب الموازين وتسترخي كافة حواسك بعد صراع عنيف مع ايام عمرك..
لا شيء غير الصبر وحده من يمكنه أن يسيطر على كل الفعاليات الحياتية الشخصية ليتبلور الطريق بما تشتهي النفس، قد يطول الصبر الى درجة مميتة ويرى الإنسان انه قد أوشك على النهاية فيحدث من بعد ذلك ما لم يتوقعه لمجرد انه صبر الى هذا الحد المؤلم ولم يتبطر فيرزقه الله تعالى ما يروي ظمأ فؤاده وحتى حواسه.
أتذكر حادثة شخصية، في احدى ليالي الشتاء حين وضعت رأسي على وسادة لأهرب من الحزن حينما شعرت بوقتها ان قلبي يكاد ينفجر لا محالة ولا مهرب سوى النوم لكن في تلك الليلة رغم كل توسلي بالنوم لم يرضى ان يزورني حتى خطر على بالي أن استغيث بإمام زماني الحجة المنتظر (عج) الذي كلما استغثت به زال عن صدري حملا ثقيلا غير محتمل ووقتها رحمتني هذه الاستغاثة ونمت دون وعي مني!.
فليس خرافة لو رميت نفسك بين يدي الله تعالى او امام زمانك او حتى ان تحتضن نفسك بنفسك الأهم ان تنقذ روحك من الخراب..
لا تبين ضعفك للملأ حتى لا يستضعفونك كن دائما الإنسان القوي صاحب الابتسامة الخفيفة وحين تبقى بمفردك مارس كل طقوس حزنك بأدق التفاصيل المقدسة على الأقل بنظرك!.
في كل الأحوال سيمر الجميع إلا ما ندر في هذه المرحلة الموجعة وهنا يصل الفرد الى اليأس والاندفاع نحو الخذلان والاستسلام وهناك ايضا من يبقى يقاوم وقوعه مصارعا رغم ما مر على أم رأسه من اذى فتتهيأ له عند نقطة معينة النتيجة التي رسمها الفرد بمخيلته حتى لو أتت بعد عناء طويل..
الحياة حقل تجارب، كل التجارب الفاشلة لو تمعنت فيها ستجد فيها جانب ازاح عنك غشاء ظلمة حتى اصبحت اكثر ادراكا ووعيا، فحتى لو اصابك اليأس لا تستسلم فوسيلة انقاذك تحتاجك انت بقوتك وعقلك فحاول كل المحاولة ان لا تستسلم.
اضافةتعليق
التعليقات