كلها ثقة بأنه لن يخونها، وتملأها الثقة بذاتها أنها تكفيه، ولكنها لا تثق بالأيام وما آلت اليه الظروف في أيامنا هذه، وكيف اصبح الرجال يتباهون في مابينهم أيهم يملك اكبر عدد من اسماء النساء في سجل الهاتف المحمول وبرامج التواصل حيث الصداقات المحرمة، وايهم يوقع بالنساء اكثر من اقرانه في العالم الإفتراضي، والحق انهم هم من تتكرر سقطاتهم في وحل الرذيلة مستسلمين لهواهم منقادين لشهوتهم..
ما إن يعود الى البيت حتى تبحث منه عن رائحة اخرى، فلا تجد سوى رائحة عطر اهدته اياه قبل ايام قلائل، تطيل النظر في عينيه باحثة عن اخرى في خباياهن علهن يفضحن اسراره، ولكن لا ترمش له عين ولايزيغ له بصر لنقاء قلب تسكنه هي دون غيرها، تتصفح جهازه المحمول فتفتش برامج التواصل واحداً تلو الآخر بحثا عن محادثات مع نساء..
ثم بعد نهار طويل من العناء والتعب وبعد جلساتهم تسترجع كل كلمة وكل لمسة علها تعثر على دليل يدينه.. يعذبها الشك، ثم يقتلها القلق، تقلب صفحات أفكارها وتسمع أصوات تتزاحم، (لاتثقي بالرجال) كلمات نصحتها بها صديقة إنكوت بنيران الخيانة حد الاحتراق..
ثم نصيحة لأخرى دمرت حياتها الزوجية الصداقات المحرمة، (النساء يوقعن به كوني حذرة)
ما تسمع من القصص عن دمار البيوت، سرقة الرجال من زوجاتهم واولادهم يعكر صفو حياتها ويجعلها في حيرة من أمرها كحال العديد من السيدات.
لتسليط الضوء عن موضوع الصداقات المحرمة عبر برامج التواصل كان لنا جولة استطلعنا فيها آراء بعض الشباب وعن السؤال، ايهم المذنب في الصداقات المحرمة الرجل ام المرأة؟
وما هي أسباب لجوئهم إلى الصداقات عبر الإنترنت؟
اجاب (أحمد)/ بكالوريوس علم اجتماع: المذنب بالصداقات المحرمة عبر برامج التواصل هم الطرفين الرجل والمرأة فلو كان الرجل هو صاحب الفكرة والمبادرة في الدردشة فأن المرأة غير مجبرة على الرد على رسائله ومسايرته والعكس صحيح، فليس هناك ضحية إنما الاثنين مذنبين..
أما عن الشق الثاني من السؤال، أسباب اللجوء إلى الصداقات المحرمة فبرأيي؛ لايوجد سبب مقنع يجوّز للطرفين الوقوع في الحرام والخوض في الحديث مع أعراض الناس وتضييع الوقت بالحديث المحرم، ففي بعض الصداقات كما نسمع تتعدى الرسائل فتصل إلى إرسال الصور والإتصال بالصوت والصورة والكثير من المحرمات، وسرعان ما تحصل المشاكل كتسرب صور المرأة أو اكتشاف الزوجة خيانة زوجها.
(هديل)/ ماجستير علوم انسانية وعن السؤال تقول؛ ما دام الانسان مخيّر بين سلوك طريق الحق وطريق الباطل فهو الجاني اذا اختار طريقا غير الحق، الرجل والمرأة مذنبين على حد سواء..
أما الاسباب التي تدعوهم لإقامة هذه الصداقات المحرمة فلعلها كثيرة اهمها: وبالدرجة الأولى قلة الوازع الديني والاخلاقي، والثاني الفراغ لدى الشباب، وما ادراك ما الفراغ ... أراه سما يسري في جسد المجتمع.
(سيف)/ طالب جامعي اجاب: المذنب بالصداقة بين الرجل والمرأة عبر برامج التواصل هو من يتعدى حدود الصداقة ويجعلها محرمة، أما أسباب الخوض بهكذا صداقات فترجع لشخصية الإنسان ودوافعه، فالبعض هدفهم الحصول على المال من خلال النصب والاحتيال، والبعض يهربون من واقعهم فيتقمصون شخصيات أخرى.. واخرين يعانون الحرمان العاطفي فيحاولون ملئ الفراغ من المصدر الخطأ ولا فرق بين الرجل والمرأة.
(اسراء)/ خريجة فنون جميلة اجابت؛ ربما يبدؤون الصداقة والهدف منها علاقة زمالة وحديث في مجال معين ولكنها سرعان ما تتطور بعد ذلك إلى حديث إعجاب متبادل وما يتبعه من مصائب، ولا فرق بين الصداقة الواقعية والصداقة عبر الانترنت لأنه في كلا الحالتين تكون هناك عواقب سلبية تؤثر على التوازن النفسي والروحي للإنسان، فبرأيي كلا الطرفين على خطأ، أما عن الأسباب التي دفعتهم لذلك لعله حب اكتشاف الجنس الآخر ولعله من باب مواكبة التطور على حسب ادعائهم.
إن صلة الرجل والمرأة ينبغي أن تظل محصورة في أضيق نطاق ممكن، لأنه من غير الممكن أن تكون صداقة بين الرجل والمرأة وتكون خالية في الكثير منها من المحرمات، وما يؤكد ذلك قول النبي محمد (ص): ما تركت من بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء.
اضافةتعليق
التعليقات