انتشرت مؤخرا ظواهر عديدة لا تمت بصلة للعادات التي تربى كل شخص منا عليها وكأننا أصبحنا ألعوبة بيد الغرب ويعتبر الكثير ماهذا إلا تحضرا وتطورا وثقافة وهذا التقليد الجاهل إن تم بهذه الطريقة فعلى عوائلنا السلام.
وإنَّ من الجدير بالذكر ومايثير الشجن بصراحة أن تلك الثقافات الغربية التي شاعت في مجتمعا مؤخرًا بِشكلٍ واضح دخلَت بيوت العوائل المسلمة والتي تمتلك إيمان وتعرف الدين وقواعده، وليس الجهلة فحسب. حتى بات الأبوين لا يمتلكون السيطرة على أولادهم ففئة الشباب باتت ضحية لهذهِ العادات الدخيلة على مجتمعنا الذي منهُ وإليه يرجعُ أساس الدين والثقافة، وكان لابد أن نُقَلَد ولا نُقلِد.
وقد لاحظتُ مؤخرًا وللأسف الشديد بعض الفتيات اللواتي لم أكن أتوقع منهنَ أي تأثير بهذهِ الأمور؛ قد بدأنَ يفكرنَ بأفكار بعيدة كل البعد عن الدين والعادات، في أسلوبهن، وتصرفاتهن الحياتية.. لذا علينا أن نُدرك إنَ ليسَ كلُ مانراهُ يُطبق كما ليسَ كلُ مانسمعهُ يُقال..
من تلك الأمور التي أثارت استغرابي حقًا تربية الحيوانات مثلاً كالقطة والكلب ربما هي موجودة في بعض البيوت منذ زمن ولكنهُ يُربى من قِبل أهل البيت لأمور مختلفة وعقلانية كالحراسة مثلاً. ولكن الحديث على من يعتبر تربية الحيوانات تُدرج في قائمة الثقافة والتحضر والتطور..
و بلا شك هذهِ الأمور التافهة حقًا لا يُطبقها سوى الجاهل أو الطارئ على العلم أي جديدُ عهدٍ على مفهوم الثقافة الحقيقية وأساسياتها التي ترتكز على ركائز بعيدة كل البعد عن هذهِ الأمور التي لا تمد للثقافة بشيء بل هي تقليد أعمى.
فمنذُ متى أصبح الكلب يأكل ويشرب وينام ويجلس معنا، منذُ متى أصبحت القطة رفيقتنا في أي رحلة.. وإن كان الرسول يوصينا بالرفق في الحيوان وأوجبهُ علينا في نص الحديث "الرِفق بالحيوان، من واجب الإنسان" هو أوجب ذلك على أن نُرفق به ولا نؤذيه ولم يكن القصدُ من ذلك سوى تفعيل الرحمة والإنسانية بداخل الإنسان. لم يكن يقصد أن نُشاركه خصوصية حياة الإنسان الطاهرة..
هذا الجيل يحتاج إلى إعادة هيكلة وترميم من العائلة من الأساس وتركيز العائلة على زرع المفاهيم الدينية الرصينة بداخل عقول أولادهم. فهذه الأمور وإن كانت بسيطة بنظر البعض هي حجر أساس لبداية زرع مفاهيم وبناء شخصية غربية في مجتمعنا الإسلامي..
اضافةتعليق
التعليقات