الكثير منا يضع أهدافا كثيرة وخطط مطلوب إنجازها وفي زمن بسيط يظن أنه سيحققها، وبعد مرور وقت من الزمن يجد أن تلك المهمة أو العمل قد يخفق لأي سبب من الأسباب وقد لا يُعيد كرة المحاولة، ويبحث بديلاً عنها..
اختبر نفسك! عندما تستيقظ في الصباح وتنهض من السرير كل يوم وقبل أن تذهب إلى العمل: هل تشعر بالغبطة والنشاط، وهل أنت بنفس الحماس يوميا. وهل تذهب إلى العمل لأن عليك أن تعمله أو لأنك تريد أن تعمله؟ فإذا لم تحب مجال عملك لن تسعى في إضافة شيء جديد ومهارة جديدة ولن تحقق تغيرا وتطويرا في ذات المجال! لأنك لم تكتشف مواهبك الحقيقية بعد.
هل سمعت بقانون الإضافة البسيطة؟
هو قانون بسيط جدا مثلا أنت تريد تعلم اللغة الإنجليزية أو حفظ القرآن أو تعلم مهارة جديدة، أو إكتساب عادة جديدة، فقط واضب عليها وكل يوم خصص وقتا قصيرا للتعلم مثلا عشر دقائق لا غير، على المدى الطويل ستزيد محصلتك مما تتعلم. المهم أن لا تتوقف وفي نفس الوقت إما أن تزيد الوقت المخصص أو تحافظ على تلك العادة .
أمثلة على قانون الإضافة البسيطة:
* إذا استيقظت مبكرًا (ساعة واحدة فقط) قبل العمل، وقرأت في مجال تخصصك، فستحصل على 7 ساعات في الأسبوع، بعد فترة قصيرة، سوف تكون مميزاً بالمقارنة مع زملائك في العمل ويشار إليك بالبنان كونك الخبير بينهم. (إضافة بسيطة ولكن اختلاف كبير في النتائج).
* إذا ذهبت للمسجد قبل الآذان بقليل أو مع الآذان فإنك سوف تقرأ على الأقل 10 صفحات من القرآن الكريم على افتراض أنك تأتي مبكرا فريضتين فقط من الصلوات سوف تقرأ 20 صفحة في اليوم الواحد.. وتقرأ 140 صفحة في الأسبوع.. وتقرأ في الشهر الواحد 560 صفحة في الشهر.. فإنك اقتربت من ختم القرآن خلال شهر واحد... أي 12 ختمة للقرآن في سنة واحدة.. (أناس يعيشون بيننا لا يختمون ولا ختمة واحدة في السنة) ويشكون من ضيق الوقت ولا ينتبهون أن جلوسهم على هواتفهم النقالة يأخذ ساعات، ويسرقهم الوقت دون انتباه نعم إضافة بسيطة من الوقت ولكن فروقات كبيرة في النتائج.
* في أولمبياد 1976 كان هناك ثمانية متسابقين لنهائي سباق ال 100 متر.. الفائز بالميدالية الذهبية كان أسرع فقط (بعشر من الثانية) من آخر المتسابقين الثمانية (فرق بسيط في السرعة ولكن فروقات هائلة في النتائج).
*اثنان من المحلات التجارية. كلاهما يبيعان نفس الأجهزة الإلكترونية. الأول يستقبل زبائنه (بابتسامة) والآخر يستقبلهم بوجه عابس.. الأول أتم صفقة البيع بنجاح بنسبة 100% والآخر فشل في صفقة البيع. (الفرق بسيط جدا مجرد ابتسامة من القلب. ولكن فرق هائل في النتائج) فرق بسيط بالتعامل وطلاقة الوجه سببت له الربح.
* أب تعود على قراءة قصة قصيرة باللغة الإنكليزية لإبنه الصغير في مراحل مبكرة من عمره. لمدة 15 دقيقة في أثناء تحضير وجبة العشاء. في مرحلة الثانوية لم يعاني الولد من اللغة ويتحدث بطلاقة. مجهود بسيط نتيجة مذهلة.
مارس قانون الإضافة البسيطة في كل مجالات حياتك.. إذا كنت في عالم التجارة.. انظر إلى منافسيك ماذا يقدمون من خدمات إلى زبائنهم... فما عليك إلا أن تزيد ولو بمقدار ضئيل من الخدمات على منافسيك وسوف ترى الفرق الكبير في النتائج.. انظر إلى عملك، علاقاتك. إلى صحتك هل أضفت عليها بعض التمارين الصباحية! وتركت ماهو ضار بها..
لو كنت طالباً أو موظفاً أو أي مهنة أخرى. فكر.. ثم اعمل- هل من الممكن أن أضيف وأصنع فارقا.. فمن المؤكد سوف تفكر في اضافات هنا وهناك وسوف بالتأكيد ترى تغيراً كبيراً في نوعية حياتك.. علاقاتك. وطبعا انجازاتك. "قليل دائم خير من كثير منقطع". لا يوجد شيء غير قابل للتطوير والتغير والإضافة إنما بالسعي والجد في تحقيقه تصل إلى مبتغاك.
فلو استوقفت أُماً أوربية أو عربية عن سبب نجاح أو ضعف أداء ابنها في المدرسة، لأرجعت ذلك إلى القدرات الفطرية.. ابني ذكي.. ابني متوسط الذكاء.. ابني غبي.. كما هو شائع عند طرح ذلك السؤال.. ولكن ماذا لو استوقفت أماً يابانيه وسألتها السؤال نفسه ماذا ستكون الإجابة؟ إنها ستكون وبالاتفاق عند كل الأمهات اليابانيات أنه يرجع إلى حجم المجهود المبذول.. ابني أخذ درجة عالية لأنه بذل مجهودا أكبر.. ابني أخذ درجة ضعيفة لأنه بذل مجهوداً متواضعاً. وإنه بالرغم من إقرار المعلمين اليابانيين بوجود فوراق في القدرات، إلا أنهم لايجوز لهم تصنيف الطلاب إلى فئات بناء على قدراتهم، وكأنها رسالة واضحة من المعلمين إلى الطلاب تقول: (إنَّ الفروق التي تشاهدونها في درجاتكم ترجع إلى حجم ما بذلتموه من مجهود وعمل مركز) فارق قليل درجات عالية.
يعد قانون الإضافة البسيط خيارًا رائعًا ومفيدًا جدًا لأي شخص يجد في وقته ازدحاماً كبيرًا بسبب العمل أو نحو ذلك ..
إذاً كم من التغيير الذي سيحدثه هذا القانون عند أولئك الذين يعيشون الفراغ أكثر الليل والنهار. فالإنجازات الكبيرة تحتاج لعادة يومية صغيرة.. وإضافات جديدة متغيرة أو الإستمرار على العادات الجيدة. لكل نجاح، وهدف، ووسيلة مخطط لإنجاحه. فلابد من تنظيم الأوقات والأعمال والعلاقات الأجتماعية والحياة الشخصية لتصبح شخصا ناجحا فالفوض لا تنتج إلا فوضى. نحن نحتاج إلى السعي وبذل مجهود بسيط حتى نحدث فارقاً كبيراً في حياتنا.
اضافةتعليق
التعليقات