قام باحثون بدراسة علمية تحليلية حددوا بنتائجها العمر الأمثل للدراسة والتعلم وارتباطه بمراحل نشاط الدماغ لدى الإنسان.
ونشرت مجلة "Nature Communications"تحدثت فيها عن أن مقالة الفترة الممتدة بين الـ 17 و20 سنة، هي العمر المثالي لتلقي واستيعاب المعلومات أكثر من سنين الطفولة أو الشيخوخة. إذ تلعب التلافيف في الجزء الظهراني من الدماغ دورا رئيسيا في نشاطه.
ولتأكيد هذه المعلومة أجرى علماء من جامعة لايدن الهولندية تجربة شارك فيها 232 شخصا تتراوح أعمارهم بين 8 و25 عاما، لا يشتكون من أي أمراض تتعلق بالجهاز العصبي. وكان على المشاركين حل مسائل منطقية تحتمل عدة خيارات في الإجابة باستخدام ومساعدة برامج حاسوبية.
وأظهرت نتائج تصوير دماغ المشاركين أن نشاط الجسم المخطط (جزء من تحت القشرية للدماغ الأمامي يستقبل المدخلات من القشرة المخية إلى نظام العقد القاعدية في المخ)، مرتبط بالتقدم في السن، وتبين أن هذا النشاط يبلغ ذروته في عمر ما بين 17 و20 عاما.
ووفقا للباحثين فإن نتائج هذه الدراسة تؤكد على أن سن (17-20) هو العمر المثالي والأنسب للتعلم وإدراك المعلومات على نحو أكثر فائدة وفعالية للإنسان. حسب نوفوستي.
دراسة تستعرض تأثير الرياضة على الأداء الدراسي
وفي دراسة أخرى، تشير مراجعة بحثية إلى أن الطلاب الذين يمارسون نشاطا بدنيا إضافيا، ربما يزيد تركيزهم في الدراسة ويتحسن أداؤهم تعليميا خاصة في مادة الرياضيات.
وحلل فريق الدراسة بيانات من 26 دراسة نشرت من قبل وشملت أكثر من عشرة آلاف طفل تتراوح أعمارهم بين أربعة أعوام و13 عاما. وقاست كل الدراسات السابقة تأثير مجموعة مختلفة من برامج النشاط البدني على الأداء الدراسي.
وبحث معدو الدراسة أيضا ما إذا كان تأثير التدريبات يختلف باختلاف المواد الدراسية.
وعلى الرغم من أن فوائد النشاط البدني كانت أقوى بالنسبة للرياضيات فإنها كانت أقل بشكل طفيف فقط بالنسبة لمواد أخرى مثل اللغات والقراءة، مما يعني أن النشاط البدني يفيد التعلم في كل المواد الدراسية.
وقال إيفان كافيرو ريدوندو من جامعة قشتالة-لا مانتشا في قونكة بإسبانيا، الذي شارك في إعداد هذه الدراسة إن "التدريبات تؤثر على المخ من خلال زيادة تدفق الدم إلى الدماغ وهو ما يزيد من إمداد الأوكسجين والعناصر الغذائية ويشجع على تكوين الشعيرات الدموية ويزيد من الاتصال العصبي من خلال تشجيع الوصلات العصبية وتوافر الناقلات العصبية.
"وعلاوة على التفسيرات المتعلقة بالجهاز العصبي تشمل التدريبات عنصرا اجتماعيا مهما يعزز فوائدها للصحة النفسية".
وفي الوقت الذي تواجه فيه مدارس كثيرة صعوبة في تخصيص وقت لفترات الرياضة البدنية وسط حملة لتحسين نتائج الامتحانات الدراسية من خلال تخصيص وقت أكبر للدراسة، تقدم النتائج أدلة جديدة على أن النشاط البدني أحد وسائل المساعدة في تحسين مستويات الطلاب.
وقال ريدوندو إنه عندما يحصل الأطفال على وقت خلال اليوم الدراسي لممارسة نشاط بدني فذلك يسهل عليهم التركيز على دروسهم وتحسين أداءهم في المدرسة.
في نيوزيلندا.. مدرسة بلا طلاب
ومن جانب آخر، تعهدت مدرسة في ريف نيوزيلندا، لا يوجد بها طلاب، بالبقاء مفتوحة لأطول فترة ممكنة، في حالة رغبة تلميذ جديد في الالتحاق بها.
وتعاني مدرسة توتوروموري في وايرارابا في الجزيرة الشمالية انعدام التحاق أطفال بها في الأعوام الدراسية الأخيرة، كما أنها بدأت العام الدراسي الجديد بدون أي أطفال جدد.
وأرجع المعلمون الافتقار إلى الطلاب إلى الأسر التي تنتقل من المنطقة بسبب عقود الصناعة الزراعية، وفقا لصحيفة "الغارديان" البريطانية.
ورغم ذلك، قال مجلس إدارة المدرسة إنها لن تيأس، وسوف تستخدم حساب التوفير لديها لدفع رواتب 3 موظفين حتى يمكن أن تبقى مفتوحة للفترة المقبلة.
وتخطط المدرسة لشراء حافلة تمكن الأطفال من الدراسة في أقرب بلدة لتوتوروموري، على بعد 35 كيلومترا، إذا لم يلتحق بها أي طلاب جدد.
وقالت شارمين بوتر، التي تعمل مساعدا للمعلمين في توتوروموري، إن هناك فوائد للعمل في المدارس الصغيرة.
وقالت لنيوزيلندا هيرالد: "من الممتع أن تعمل في مدرسة صغيرة مع عدد صغير من الطلاب، حيث يمكنك قضاء الوقت في مساعدتهم ومشاهدتهم وهم يكبرون ويتعلمون".
يذكر أن مدرسة توتوروموري كان لديها 22 طالبا منذ 5 سنوات، ولكن الأرقام تضاءلت بشكل مطرد منذ ذلك الحين.
طفل سوري يفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال للعام 2017
هذا وقد فاز لاجئ سوري بجائزة دولية مرموقة لقاء بنائه مدرسة توفر حق التعليم لمئات الأطفال الذين فروا إلى لبنان هروبا من الأزمة القائمة في سوريا.
وكان محمد الجندي، البالغ من العمر 16 عاما، قد قرر إنشاء مدرسة في مخيم البقاع للاجئين في وادي البقاع، عندما كان في الـ12 من عمره، حيث قام بتجنيد أقاربه ومتطوعين للمساعدة في إنشاء المبنى وتعليم الأطفال بالمخيم مجموعة من المواد الأساسية مثل الإنكليزية والرياضيات وحتى التصوير الفوتوغرافي.
وفاز الجندي بجائزة السلام الدولية للأطفال للعام 2017، الاثنين 4 ديسمبر، والتي تخصص سنويا منذ عام 2005 للقصّر الذي يثبتون جدارتهم في الالتزام بحقوق الأطفال.
وفي غضون 3 سنوات، أصبحت المدرسة تفتخر بانضمام أكثر من 200 طفل لاجئ إليها، حيث لا يزيد عمر بعضهم عن 5 سنوات. كما تضم المدرسة عددا من المعلمين المحترفين الذين يقدمون دروسا للأطفال فضلا عن دروس محو الأمية للاجئين البالغين.
وقال الجندي عند تسلمه الجائزة: "شعرت بالسعادة لأنني لم أكن مجرد مدرّس، بل صديق، وأصبحنا أسرة، نحن أقوى معا".
وأضاف قائلا: "إنه ليس مجرد تعليم للقراءة والكتابة، ولكن إعطاء اللاجئين الشباب مساحة آمنة للتعبير عن أنفسهم".
ومن بين الفائزين السابقين بالجائزة، التي أطلقتها مؤسسة "KidsRights" في العام 2005، نجد الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزاي، أصغر الحاصلين على جائزة نوبل للسلام والتي حازتها عام 2014، وتبلغ قيمة جائزة السلام الدولية للأطفال 100 ألف يورو.
وأكد الجندي أنه "من المهم جدا منح هؤلاء الأطفال تعليما، وإلا فإنهم قد يصبحون جيلا مفقودا". حسب رويترز.
اضافةتعليق
التعليقات