عندما تطرق أسماعنا كلمة إتيكيت قد لا تستهوينا بالبحث عن معناها ومعرفة اصولها اعتقادا منا انها تخص طبقة معينة او ربما تكون مجرد اُسلوب دخيل على حياتنا او من الممكن ان يكون التعامل وفقها في أماكن معينة لكن المعنى الحقيقي للإيتيكيت هو حسن التعامل مع الآخرين والذي يعد من الأمور الواجب ان ندرب أنفسنا عليه, فالأيتيكيت لا ينحصر بمسكة شوكة او تقديم طعام بصحون فارهة او استقبال ضيف بهندام يحمل ماركة عالمية.
الإيتيكيت هو الأخلاق التي لها دور كبير في تغيير الواقع الحالي الى الأفضل فإذا كان اهتمامنا باكتساب الأخلاق الحميدة والابتعاد عن العادات السيئة نكون بذلك قد اتقنا فن الإيتيكيت وبما ان القرآن الكريم واحاديث أهل البيت عليهم السلام يمثلان دستور الشريعة الاسلامية فلا يمكن ان يعنى هذا الدستور بمجال دون آخر.
وللإيتيكيت مجال فيها بل انها قائمة عليه فمن خلال قول رسول الله صلى الله عليه وآله: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. بهذه الكلمات حُددت الغاية من بعثته عليه الصلاة والسلام وهي تتميم مكارم الأخلاق في نفوس أمته والنَّاس اجمعين وجعل قانون التعامل هو الخلق الحسن الذي ليس فوقه قانون.
فالإيتيكيت خلق إسلامي قبل ان تنادي به الدول الأوربية فمعظم قواعد الإيتيكيت نجد أصولها في الآداب الاسلامية ومنها:
* آداب التحية في قوله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً).
* آداب المصافحة: اهتم الإسلام بالتصافح الذي يكون مع السلام، ففي الحديث عن رسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله و سلم: "إذا التقيتم فتلاقوا بالتسليم والتصافح وإذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار".
* آداب قواعد السلام في حديث مروي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله و سلم: "يسلم الصغير على الكبير، ويسلم الواحد على الاثنين، ويسلم القليل على الكثير، ويسلم الراكب على الماشي، ويسلم المار على القائم، ويسلم القائم على القاعد.
* آداب المحادثة ورد عن النبي الاكرم صلى الله عليه وآله (الكلمة الطيبة صدقة) * آداب اللهجة في قوله تعالى: (وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ).
* آداب الزيارة: فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "من زار أخاه في بيته قال الله عزّ وجلّ له: أنت ضيفي وزائري، عليّ قراك...".
* آداب الضيافة: من الاداب الخاصة بصاحب البيت أن يأكل مع ضيفه فلا يتركه يأكل لوحده, ففي الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله: "من أحب أن يحبه الله ورسوله فليأكل مع ضيفه.
*آداب البشاشة: في الرواية عن الإمام علي عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن الله يبغض المعبس في وجه إخوانه".
* آداب الإستئذان في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّىٰ تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَىٰ أَهْلِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
* آداب الهدية: عن النبي الاكرم صلى الله عليه يقول: «تهادوا وتحابّوا».
* آداب تقديم الورود، عن النبي صلى الله عليه وعلى اله: "من عرض عليه ريحان فلا يرده، فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة".
* آداب التواضع، ورد عن الامام علي عليه السلام: (انه لا ينبغي لمن عرف عظمة الله أن يتعظم، فأن رفعة الذين يعلمون ما عظمته تعالى أن يتواضعوا له).
اضافةتعليق
التعليقات