قد تحلم وتخطط كثيراً لكن بالمقابل لا تنتج شيئاً ولا تحقق احلامك وطموحاتك، فهل تشعر بأن وقتك ضيق ولايكفي كي تقرأ كتاباً مثلاً او أن تنجز اعمالك الروتينية المعتادة، مع ان كل البشر يملكون اربعة وعشرون ساعة الا ان بعضهم ينجز الكثير وبعضهم القليل واخرون لاشيء فما هو السر وراء ضيق الوقت واتساعه؟.
في بداية الأمر لا تلقي اللوم دائماً على الحظ والظروف، قد يكون عدو النجاح هو من يتربص بك الدوائر فتعالوا معي من خلال حديث الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام نتعرف عليه كي نستطيع محاربة عدونا اللدود الذي يعيق نجاحنا وتقدمنا في الحياة حيث قال سلام الله عليه {الأجل آفة العمل}، وظاهر الحديث يدلنا ان كثرة التأجيل للأعمال يكون سبباً لزوالها او عدم حدوثها، فالتسويف والممطالة هما العدو الخطير للنجاح والتقدم.
فالتسويف: هو تأخير وتأجيل تنفيذ عمل ما دون مسوّغ أو عذر حقيقي مقبول.
فالكثير منا يختلق الأعذار ولايقف موقف الصادق مع نفسه فاسباب التسويف كثيرة ومنها :-
أسباب نفسية
المسببات النفسية للتسويف مختلفة لكن في العموم قد يكون القلق والتقليل من قيمة الشخص لنفسه أو ما يسمى بضعف تقدير الذات من أهم المسببات للتسويف. أيضا إذا وجدت الهزيمة الذاتية أو العقلية المنهزمة ذاتيا فهذا قد يسبب التسويف وكذلك يعتقد أن المسوفين لديهم مستوى أقل من غيرهم في الاجتهاد والهمة ولديهم جنوح للأحلام والأماني في تحقيق الكمال والإنجازات مما يدل على غياب الواقعية في تقديرهم لواجباتهم وكذلك في تقديرهم لما هو متوقع من أمثالهم فقد يكون المتوقع منهم أقل مما يحلمون بالوصول إليه.
أسباب فسيولوجية
الفسيولوجيا هو علم أعضاء جسم الإنسان. والمخ من أكثر الأعضاء تعقيدا ويعتقد أن له علاقة بالتسويف. فالقشرة الأمامية من المخ مسؤولة عن الوظائف التنفيذية للمخ مثل التخطيط والانتباه والسيطرة على الانفعالات. وهذا الجزء من المخ يقوم بدور مهم في التقليل من التشتيت الحاصل من محفزات يسببها أجزاء أخرى من المخ. إذا كان هذا الجزء من المخ مصابا أو لا يعمل بكفاءة فإن هذا يعني أن التشتيت الحاصل بسبب المحفزات القادمة من أجزاء المخ الأخرى لا يتم فلترتها وذلك يقود في النهاية إلى سوء التنظيم وفقدان التركيز وكثرة التسويف.
کیف اتغلب على عدوي؟
تعتبر الكمالية Perfectionism السبب الرئيس للتسويف، بسبب ما ينتج عن الإسراف في السعي إلى الكمال من الوقوع في الفشل.
وللتغلب على التسويف يُنصح بما يلي:
1- الانتباه من العادات والأفكار التي تقود إلى التسويف.
2- طلب المساعدة عند مواجهة مشكلات قاهرة مثل الخوف أو القلق أو ضعف التركيز أو سوء إدارة الوقت أو التردد أو الكمالية.
3- تقييم أهدافك ونقاط قوتك وضعفك وأولوياتك. وضع أهداف واقعية، وتطوير رابط شخصي إيجابي بين المهمات والأهداف المنشودة.
4- إعادة هيكلة الأنشطة اليومية. عدّل بيئتك. مثلاً أزل أو قلص مصادر الضوضاء أو السرحان.
5- وجه جهدك نحو الأمور المطلوبة وقلّص من أحلام اليقظة.
6- اضبط نفسك وفق الأولويات التي وضعتها.
7- حفّز نفسك بالأنشطة الممتعة والبنّاءة والاجتماعية.
8- جزّء المهام إلى أجزاء صغيرة من الوقت، بدلاً من محاولة حل المشكلة دفعةً واحدة.
9- لتجنب الانتكاس، قم بإعادة دعم أهدافك في ضوء احتياجاتك. وقم بمكافأة نفسك بشكل معقول على الإنجازات المتحققة.
على أي حال، فإن وضع جدول زمني صارم لإتمام المهام المطلوبة قد لا يناسب الكثيرين. بل قد يتسبب في تقليل الإنتاجية لدى البعض. بدلاً من جدولة المهام بشكل صارم، يُنصح بتنفيذ المهام بشكل مرن وغير مرتب مع وضع وقت فقط للأنشطة الضرورية.
واخيراً ضع مقولة الامام الرضا نصب عينيك فالأجل هو آفة العمل فحاول جهد امكانك ان لاتؤجل عمل اليوم الى غد فإن لغد شأن يغنيه.
اضافةتعليق
التعليقات