كثرت في الآونة الأخيرة استخدام المضادات الحيوية للقضاء على البكتريا، وعلى الرغم من أن هناك العديد من أنواع المضادات الحيوية، ولكن جميعها تعمل في إحدى الطريقتين، مضادات حيوية مبيدة للجراثيم مثل البنسلين حيث تقوم بقتل البكتيريا عن طريق منعها من بناء الجدار الخلوي أو بناء مكونات الخلية.
والصنف الآخر المضادات الحيوية الكابحة للجراثيم التي توقف تكاثر البكتيريا، وعند وصف مضاد حيوي للعلاج يجب أن يكون معتمدا على نوع العدوى, والمنطقة المصابة والعديد من العوامل الأخرى وتؤخذ المضادات الحيوية عادة عن طريق الفم ويمكن أن تؤخذ أيضاً عن طريق الحقن أو موضعياً، وتبدأ فاعلية المضادات الحيوية في غضون ساعات قليلة من تناولها ويجب إكمال العلاج بالمضادات الحيوية لمنع عودة العدوى وعدم إعطاء البكتيريا فرصة لمقاومة المضادات الحيوية مستقبلاً.
هكذا عرف الطب المضاد الحيوي واستخدامه الصحيح لكن ما نراه اليوم هو استخدام هذه المضادات في نزلات البرد والتهاب الحلق، والانفلونزا وغيرها حتى إن بعض الناس يذهب إلى الصيدلية من دون مراجعة طبيب ومعرفة نوع المرض ويطلب العلاج بنفسه، وهذا يعتبر مخالف للقانون العام فلا يسمح للصيدلاني أن يصرف العلاج من دون ورقة من الطبيب، فليس كل ما يطلبه المريض هو نافع له فالبكتيريا أنواع مختلفة فلذلك هناك مضادات حيوية غير قادرة على علاج الأمراض التي تسببها الفيروسات مثل الانفلونزا ونزلات البرد.
وفي سياق هذا الموضوع أجرى موقع (بشرى حياة) حوار خاص مع الدكتورة،
زهراء علاء (طالبة بورد في طب الأطفال) في مستشفى كربلاء التعليمي للأطفال عن سوء استخدام المضادات الحيوية وتأثيرها على الصحة؟
-في البدء يحاول الطبيب قدر جهده أن يساعد المريض ويخفف المرض عنه، ومن خلال عمل الطبيب في المراكز الصحية يكون مؤهل علميا وذلك من خلال الدورات الطبية المستمرة للأمور الطبية المستجدة في مجال عمله فعندما يصف العلاج يعرف جيدا الحالة للمريض وتأثير العلاج واستطبابته.
نعم نحن نحاول قدر الإمكان ان نتلافى موضوع الأخطاء في الوصفات العلاجية، ونحاول إقناع المريض من خلال شرح حالته الصحيه وكيفيه شفاؤه من خلال استخدام الدواء حسب وصفنا له.
اليوم نشاهد تصرفات خاطئة من المريض حتى يتجنب الذهاب إلى الطبيب والكشف وأخذ التحاليل الضرورية التي يعرف من خلالها نسبة الدم وأمراض الدم.. فيذهب إلى أقرب صيدلية ويطلب العلاج أحيانا ولا يعرف اسم العلاج فيقول لون العلاج أخضر.. أو أزرق.. طبعا هذا تصرف خاطئ جدا واستخدامه بدون إرشاد صحيح من قبل الطبيب، قد يعرض صحته للخطر.
ولاحظت من خلال دوامي مضاعفات كثيرة حدثت للكثير من المرضى وخاصة الأطفال منهم نتيجة الإستخدام غير الصحيح لبعض الأدوية دون استشارة طبيب.. من المضاعفات مثلا حساسية من دواء معين أو جرع مضاعفة وغير صحيحة تؤثر على الفعاليات الحيوية للمريض أو حتى على وعيه.
ومن هذا النوع المضادات الحيوية: حيث إن استخدام المضادات الحيوية بكثرة يعتبر تصرف خاطئ لأن أغلب الأمراض هي أمراض فايروسية وخاصة في فصل الشتاء والخريف مثلا نزلة برد أو التهاب اللوزتين الحاد الفايروسي أو التهاب الأمعاء الفايروسي لا تحتاج إلى مضادات حيوية لأن كثرة استخدامهم يؤدي إلى حدوث مقاومة من بكتيريا معينة بحيث إذا لا سامح الله أصاب بعض المرضى التهاب بكتيري هذه الأدوية لا تنفع لعلاج هذا الالتهاب، بالاضافة إلى مضاعفات كثيرة منها الاسهال، التهابات فطرية، البعض منها يؤثر حتى على نخاع العظم ويقلل من فعاليته وغيرها الكثير.
للوقاية من أضرار المضادات الحيوية هذه النصائح والإرشادات للوقاية من طول فترة الشفاء ولسلامة صحتك:
- استخدم المضاد الحيوي تحت إشراف الطبيب.
- استكمل العلاج وتناول الجرعة المناسبة فقط، وفي حالة نسيان الجرعة اسأل الطبيب.
- لا تأخذ المضاد الحيوي من تلقاء نفسك أو بوصفة طبيب صيدلي، ولا تشتري من الوصفة الطبية السابقة حتى وإن كان لديك نفس الأعراض.
-لا تستعمل المضاد الحيوي من مجرب أو شخص آخر لديه نفس أعراضك. لا تلح على طبيبك بكتابة المضاد الحيوي لك. حتى لا تنمو البكتيريا بداخل جسمك.
- تأكد من غسل الفواكه والخضروات وغسل الأسطح التي تلمسها جيداً، ومن غسل يديك بعد استخدام المرحاض، وبعد وقبل الطعام.
- هناك بعض الأشخاص الذين يعانون من حساسية البنسلين وحساسية الجلد بسبب المضادات الحيوية، لذا يلزم عمل اختبار سريع قبل تناول المضاد عن طريق الفم أو أخذه.
اضافةتعليق
التعليقات