• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

"الولادة من دون مساعدة" تحظى بشعبية كبيرة فهل هي خطيرة؟

بشرى حياة / الأربعاء 27 آذار 2024 / صحة وعلوم / 1063
شارك الموضوع :

ويقطب الطفل وجهه، ثم يطلق صوت نحيب عاجلاً تسمعه القابلات في أسفل الممر ويعرفن أنها الصرخة الأولى

دخلت آنا المرحلة النشطة من المخاض. وكانت وصلت الأم إلى المستشفى قبل أقل من ساعة، وراحت تحرك جسدها.

على مهل تتمايل بوركيها إلى الأمام والخلف. تتوقف عن التحدث إلينا وتدخل المرحلة الانتقالية من المخاض [ما قبل مرحلة الولادة]. التركيز كله منصب الآن على لغة الجسد. عليه، لما صارت الانقباضات مصحوبة بأصوات من الأنين الطويل والصاخب، أشير إلى أن الوقت قد حان للنزول إلى الماء إذا ما كانت آنا ترغب في الولادة المائية. أومأت برأسها موافقة ودخلت حوض الماء برشاقة.

بعد مرور 45 دقيقة فقط، وفي غمرة شعورنا بالطمأنينة الهادئة شريكها وأنا، وللمرة الأخيرة قبضت آنا عضلات بطنها وحبست أنفاسها مستسلمة لرغبة ملحة بالدفع فخرج طفلها من الرحم ليطفو حراً في الماء. وعلى نحو غريزي، ترفع الأم صغيرها برفق إلى سطح الماء.

ويقطب الطفل وجهه، ثم يطلق صوت نحيب عاجلاً تسمعه القابلات في أسفل الممر ويعرفن أنها الصرخة الأولى لمولود حديث. "آه، جميل، يبدو إذاً أن الأم في الغرفة السابعة قد انتهت من الولادة للتو! سأبدأ بملء سجل المواليد..." تقول إحداهن.

كان ذلك مشهداً متخيلاً لامرأة حامل حالتها الصحية "منخفضة الخطورة" [تنتظر طفلاً واحداً وتنعم وجنينها بصحة جيدة] وصلت إلى قسم للولادة تحت إشراف قابلات قانونيات بعدما بدأ المخاض لديها بشكل تلقائي [من دون تحريض اصطناعي]، ونجحت في خوض ولادة مهبلية غير معقدة. كنت أستمع إلى نبضات قلب الطفل طوال دقيقة واحدة من الوقت كل 15 دقيقة، وأراقب نبض المرأة ودرجة حرارتها وضغط الدم ومعدل التنفس لديها.

ويساوي ذلك نحو خمس دقائق من "فحوص السلامة" في الساعة، أما البقية من الوقت، فتمضي بين مراقبة وانتظار لا يخلوان من عبارات تشجيع تحث الأم على عدم الاستسلام. يسعني أن أقول بصدق إن شعوراً بالقشعريرة يجتاح الجسد عند رؤية امرأة تثق بجسدها فتسير الأمور كافة على خير ما يرام.

إذا كنت أرغب في تحقيق أمنية واحدة للنساء غيري في هذا العالم، فهي أن تختبر كل امرأة تجربة الولادة التي تحلم بها، أياً كان شكلها. الولادة المثالية في نظر بعض النساء جراحة قيصرية يخترنها بأنفسهن، وتكون هذه الرحلة جميلة ومؤثرة بنفس قدر الولادة الطبيعية أيضاً.

وتختار نساء أخريات اللجوء إلى حقنة التخدير فوق الجافية أثناء المخاض بأسرع ما يمكن لأنهن يعترفن بأنهن "لا يتحملن الألم". أعتقد أن أفضل ما يمكنك فعله أثناء الحمل أن تبحثي في أعماق ذاتك وتحاولي أن تحددي شكل الولادة الذي يناسبك. لا تنال هذه المرأة أو تلك أي ميدالية كمكافأة على شكل معين من الولادة يتوافق مع أي نوع من الأعراف الاجتماعية المتصورة، وكل ولادة تبقى فريدة من نوعها تماماً كما بصمة اليد.

أحياناً، نسعى جاهدين إلى تحقيق الولادة التي نرى أنها مثالية، ولكن يظهر عامل خارج عن سيطرتنا يقف في المرصاد أمام أفضل خططنا. تستفيد حالات صحية كثيرة من مسارات الرعاية الفردية التي يشرف عليها استشاريون طبيون، ولكن معدل ضربات قلب الطفل يبقى التخطيط الذي تزيح قابلات الولادة عنه عيونها في أثناء المخاض، ذلك أن الانقباضات المطولة (من بين عوامل أخرى) تتسبب أحياناً وبمرور الوقت بنقص في الأوكسجين الذي تنقله المشيمة من الأم إلى الجنين.

ومعلوم أن نقص الأكسجة الشديد يقود إلى إصابة الطفل بمشكلات صحية دماغية طويلة الأمد، وإنه السبب الرئيس الذي يحمل الطبيب على أن ينصح المرأة فجأة بالخضوع لجراحة قيصرية طارئة، أو، التوليد الآلي [استخدام ملقط مخصص لإخراج رأس الطفل] إذا كان عنق الرحم قد بلغ مرحلة التوسع الكامل [أي 10 سنتمترات]. تتمثل مهمتنا في ولادة الطفل في أفضل حالة ممكنة، وليس الإسراع بالولادة فحسب.

نصل إلى "الولادة من دون مساعدة" أو "الولادة الحرة" freebirthing. إنها خيار ترتأيه المرأة الحامل للولادة من دون وجود متخصص مدرب. وقد شهدت المملكة المتحدة صعوداً في هذه الظاهرة خلال جائحة "كورونا"، عندما أصيبت النساء عن حق بصدمة كبيرة، إذ مُنع شركاؤهن من البقاء إلى جانبهن في المستشفى، إضافة إلى الخوف من الإصابة بالفيروس عند الدخول إلى هذه المرافق الصحية.

وأغلقت المستشفيات أقسام الولادة التي تتولاها القابلات بسبب حشد الموظفين في الأقسام العلاجية الأساسية، وشهدت بعض المناطق تسريحاً موقتاً للفرق المتخصصة بالولادة المنزلية المجتمعية.

هكذا تركت هذه التدابير النساء أمام خيار واحد فقط، إذ لم تكن الولادة في المستشفى مواتية لظروفهن. ولكن اختارت أخريات "الولادة الحرة" لأنهن شعرن بأنهن سيكونن أكثر أماناً بعيداً من النماذج الطبية للولادة، أو لأنهن تعرضن سابقاً لتجربة مؤلمة في المستشفى. لكل ظرف طابع فردي جداً، وجزء من دورنا كقابلات أن نقدم التعاطف والدعم لجميع النساء في مختلف خياراتهن بالنسبة إلى شكل الولادة.

في المملكة المتحدة، "الولادة الحرة" ممارسة مشروعة. ربما يكون شركاء الولادة و"الدولا" [أو رفيقة الولادة علماً أنها لا تمتهن مهنة الطب بل تساعد النساء قبل الولادة وأثنائها وبعدها] حاضرين فيما تخوض المرأة هذا الشكل من الولادة، ولكنهم قد يحصلون على غرامة مالية تصل حتى خمسة آلاف جنيه استرليني في حال تولوا دور القابلة بأي شكل من الأشكال.

أكثر ما يقلقني هنا أنه من المحال أن تعرفي ما إذا كان طفلك يعاني نقص الأكسجة ما لم تكوني على دراية تامة بحركات الجنين من بداية المخاض حتى نهايته، علماً أن ذلك لا ينطبق على كثير من النساء.

فهم التغييرات الطفيفة التي يستجيب فيها معدل ضربات قلب الجنين لانخفاض معدل الأوكسجين يتطلب ثلاث سنوات من التدريب المكثف كطالبة. هذه المهمة أكثر تعقيداً من مجرد التحقق من أن نبضات قلب الطفل مسموعة.

حتى لو اخترت الولادة في المنزل، من المؤكد أنه لن يضر وجود قابلة ذات خبرة أيضاً، قادرة على أن تنبهك وشريكك إلى أي مشكلات ومخاوف ربما تطرأ في خضم هذه التجربة. ألا نكون هكذا قد استفدنا من شكلي الولادة كليهما [في المستشفى وبشكل مستقل]؟

إذا كنتِ تفكرين في الولادة الحرة، أنصحك بأن تراجعي بعين الناقدة جميع البحوث والمنشورات المتوافرة في هذا الشأن، ثم التشاور مع القابلة بشأن ترتيباتك.

أقله، ستتحدث القابلة إليك حول كيفية إعداد منزلك ليتلاءم مع القادم الجديد، والخطوات المطلوبة لتسجيل ولادة طفلك. إعداد خطة مسبقة للرعاية الصحية ستلبي الحاجات الشخصية فيما تشتمل أيضاً على قدر من المساعدة المهنية.

القابلات موجودات هنا من أجل دعم الأسر ورغباتها، ولكن نظراً إلى أن الحفاظ على السلامة هو أحد المبادئ الأربعة الرئيسة في ميثاق أخلاقيات المهنة التي وضعها سجل "مجلس التمريض والقبالة" في بريطانيا، سوف يكون شاغلنا دائماً تقليص الأخطار التي تتعرض لها الأمهات والأطفال حيثما أمكننا ذلك. وكما كتبت طبيبة التوليد والقابلة الأميركية إينا ماي جاسكين ذات يوم: "الولادة آمنة فقط عندما نلتفت إلى الماضي ونستعيد هذه التجربة".

إذا بدا أن عيادة التوليد المحلية حيث تتعاينين تواجه نقصاً في الموظفين يؤثر سلباً في رعاية المرضى، أقترح عليك إرسال بريد إلكتروني في هذا الخصوص إلى الممثل البرلماني عن دائرتك. حسب اندبندت عربية

الصحة
دراسات
العلم
الطب
المرأة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    الرموز الموجودة على عبوات السلع ليست لوغاريتمات.. إليك تفسيرَها

    النشر : الخميس 26 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أسرار تسمم الغذاء التي يكشفها مفتشو الأغذية

    النشر : السبت 13 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    صفات المؤمن

    النشر : الأربعاء 23 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    أيهما أكثر خرافة في المجتمع المغربي... الذكر أم الأنثى؟

    النشر : السبت 11 حزيران 2016
    اخر قراءة : منذ 24 ثانية

    ماهو الأفضل من الناحية الصحية.. الدجاج المقلي أم البرغر؟

    النشر : الخميس 18 آب 2022
    اخر قراءة : منذ 27 ثانية

    العلاج بالفن.. طريقة فعالة للتخلص من التوتر

    النشر : الأربعاء 10 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 42 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1205 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 438 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 431 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 406 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 378 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 375 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1551 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1316 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1205 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1171 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1106 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 934 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • منذ 16 ساعة
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • منذ 16 ساعة
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • منذ 16 ساعة
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • منذ 16 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة