هل وجدت نفسك يوماً تخط خطوطاً عشوائية في لحظة توتر، ربما خلال مكالمة مشحونة أو في وقت الانتظار قبل موعد مفاجئ؟ قد لا تكون مدركاً لذلك، لكن هذا يعتبر شكلاً من أشكال العلاج بالفن.
ويشير مصطلح "العلاج بالفن" إلى استخدام أيٍ من أشكال الفنون في الأغراض العلاجية، بما في ذلك تنفيس القلق والتوتر. وتقترح النظرية المتعلقة بهذا الرسم والتلوين والنحت للتواصل مع الألم والتعبير عنه وعن المشاعر التي يصعب التنفيس عنها بالكلمات.
سنشرح لك في هذا التقرير كيف يساعد الرسم على التخفيف من التوتر وفوائده لصحتك الذهنية.
قد يجعلك القلق الذي يواصل المرور عبر أنشطتك اليومية في حالة مستمرة من عدم الارتياح. وقد يبدأ هذا في التأثير في كل شيء من جدول نومك إلى شهيتك.
يتيح لك استخدام القلم على الورق بعض المساحة بعيداً عن الأفكار غير المرغوب فيها، التي غالباً لا يمكن السيطرة عليها، والانخراط في نشاط يمكنك التحكم فيه. فأنت تختار ما ترسمه والألوان التي تضيفها إلى التصميم. وبينما تركز على العملية الإبداعية، فأنت لا تسمح للقلق باستنزاف طاقتك.
وهناك أيضاً الكثير من الأبحاث التي تدعم تأثير الفن في التنفيس عن الضغط والتوتر؛ إذ اقترحت دراسة أُجرِيَت عام 2018 ممارسة أنشطة التلوين بذهن حاضر للمساعدة في تخفيف القلق المرتبط بالامتحانات، وهو مصدر توتر كبير لدى الكثير من الطلبة.
يعمل كشكل من أشكال الرعاية الذاتية
في بعض الأحيان، مع كل مسؤوليات الحياة، ننسى أننا نحتاج ونستحق التوقف والرعاية الذاتية. يمكن أن يمنحك قضاء بضع دقائق على أساس منتظم للقيام بهواية ما المزيد من الراحة والهدوء. مع الفن، لديك فائدة إضافية تتمثل في أن تترك شيئاً جميلاً على الورق.
يساعدك على الاستفادة من "حالة التدفق"
يصف التدفق الحالة المُثلَى للانخراط الذهني والتركيز. وفي حالة التدفق الذهني، قد تشعر بأنك منغمس تماماً فيما تفعله؛ لدرجة أنك لم تعد تلاحظ أية مشتتات خارجية أو أفكار مُقلِقَة.
يقترح بعض الخبراء أنَّ هذه الحالة تعزز الإبداع والسلامة العاطفية من خلال المساعدة في تخفيف التوتر. وهناك الكثير من الطرق للدخول في حالة التدفق الذهني، وتُعَد الأنشطة الفنية مثل الرسم أو التلوين طرقاً رائعة للبدء.
على غرار التأمل يمكن أن يحسن التدفق الأداء ويقلل من مستويات التوتر. قد تواجه التدفق عند ممارسة الرياضة أو البستنة أو الكتابة أو الرسم.
يشتت تفكيرك عن بعض الأشياء
يمكن أن يؤدي الفن إلى تشتيت ذهنك عن كل ما يضغط عليك، على الأقل لبضع دقائق. من الصعب أن تستمر في التفكير في مشاكلك عندما تركز على الإبداع. إذا استمرت مشاكلك معك، فيمكنك دمجها في إبداعاتك. بمجرد الانتهاء، يجب أن يكون لديك ذهن صاف للتعامل مع مشاكلك مرة أخرى، وفقاً لموقع Very Well Mind.
الفن يقطع حبل الاجترار
غالباً ما ينطوي القلق على دوامة الأفكار المتكررة، أو ما يُعرَف بالاجترار الذهني. ويبدو أحياناً كما لو أَّن التركيز على نفس المخاوف يمكنه المساعدة في إيجاد حل لها. لكن الالتفاف حول نفس الأفكار غالباً ما يؤدي فقط إلى زيادة الضيق.
إذا كنت تبحث عن طريقة لأخذ قسط من الراحة بعيداً عن الأفكار المؤلمة، فإنَّ الرسم يوفر وسيلة لتركيز انتباهك على شيء مهدئ. وسيساعد الرسم أو الشخبطة أو التلوين على منعك من الانجراف مع تيار الأفكار هذه، والحصول على بعض السلام منها.
نصائح لتخفيف التوتر
لست بحاجة إلى التمتع بخبرة أو مهارة فنية للاستفادة من علاج القلق بالرسم. إنَّ العلاج بالفن يتطلب عقلاً متفتحاً وتجربة حقيقية.
وركز على النصائح التالية لمساعدتك على تحقيق الاستفادة القصوى من الرسم أو التلوين في التخلص من التوتر والقلق:
عِش اللحظة
ابحث عن مكانٍ هادئ خالٍ من عوامل التشتيت، حيث يمكنك قضاء 20 إلى 30 دقيقة في الرسم أو التلوين. وقد يساعد أيضاً إيقاف تشغيل التلفزيون وكتم صوت الهاتف.
تذكر ليس هناك شيء اسمه خطأ
وأنت ترسم حاول تجنب الآتي:
مراجعة ما رسمته ومحوه.
التساؤل ما إذا كان رسمك جيداً أم سيئاً.
القلق بشأن عدم دقة النِّسَب.
الانشغال بقوة بمحاولة جعل الرسم يبدو واقعياً ودقيقاً.
حاول أن تجعل رسمتك هي التي تحركُك، بدلاً من وضع توقعات لنفسك. عملية الرسم نفسها هي ما يهم، وليس المهارة الفنية.
وبدلاً من التشكيك في مهاراتك، ركز على الإبداع. وإذا ساعدك فنك على التحكم بالأفكار المُقلِقَة، فقد حقق غرضه.
استخدم ما يناسبك
قد ترغب في تجربة كتاب التلوين لتقييم مدى فائدته في تحقيق الاسترخاء بنفسك. لكن، إذا كنت معتاداً على الرسم، فلا داعي للاستثمار في أية مواد جديدة. قلمك المفضل وبعض الورق سيفي بالغرض. تذكر أنَّ فنك مخصص لك وحدك، لذلك ليس من الضروري أن يبدو جميلاً أو مثالياً.
ومع ذلك، يقدم العديد من المعالجين العلاج بالفن باعتباره جزءاً من نهج مُركَب وليس وسيلة علاج قائمة بذاتها. وقد لا يخفف العلاج بالفن وحده القلق الخطير أو المستمر، لكن يمكن لمُعالِج مُدرَّب مساعدتك في استكشاف خيارات علاج أخرى. حسب عربي بوست
4 طرق لتدريب عقلك على التوقف عن القلق
هل تشعر بالقلق طوال الوقت، وبشأن كل شيء؟ إذن من المرجح أن القلق بات يؤثر على جودة حياتك اليومية، وعليك اتخاذ الخطوات المناسبة لتدريب نفسك على التخلص من هذا الشعور الملازم للأحداث والمواقف اليومية.
تطرق موقع "باور أوف بوزيتيفتي" الأميركي إلى التعريف الذي قدمه مؤسس علم النفس وليام جيمس بشأن "الانتباه"، وهو "استحواذ فكرة واحدة على العقل، في خضم احتمالات لا متناهية أو سلسلة من الأفكار التي تتزاحم في وقت واحد".
ويعني ذلك "الانسحاب من شيء ما للتعامل بفعالية مع أشياء أخرى". وعلى غرار العديد من الخبراء الآخرين، اعتقد جيمس منذ نحو عقد من الزمان أن هذا الانتباه هو قدرة ثابتة وفطرية. لكن ذلك غير صحيح.
وقد يعرف القلق بأنه "ما يزعج راحة الذهن ويتسبب في ضائقة عاطفية أو ذهنية أو في كليهما".
القلق ليس سيئا دائما
القلق هو جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، لكن إلى أي مدى تعد هذه المشاعر سيئة؟ الإجابة عن هذا السؤال ظلت محل جدل بين مختلف الأشخاص والمهن، بمن في ذلك علماء الأعصاب، وعلماء الأحياء التطورية، وحتى الأشخاص الذين يمارسون التأمل.
من منظور علمي، اكتشف علماء الأعصاب أن بعض مناطق الدماغ مثل اللوزة الدماغية، والجهاز الحوفي، تنشط بالتزامن مع شعور الفرد بالانفعال أو الضيق. ومن وجهة نظر علم الأحياء التطوري، واجه أسلافنا منذ قديم الزمن مواقف مصيرية مضنية تتعلق بالحياة أو الموت.
ونتيجة لذلك، يفترض العلماء أن البشر قد ورثوا آليات عصبية دفاعية (من قبيل الاستجابة للقتال) تجعلنا عرضة للقلق. قد تكون مشاعر الخوف والشعور ببعض القلق حافزا يدفعنا للتطور. ودون ذلك الحافز، لن يكون لنا دافع كبير للعمل من أجل كسب لقمة العيش.
اضطرابات القلق
بعيدا عن التشخيص الطبي، يمكن اعتبار القلق والتوتر مترادفين. لكن من الناحية الإكلينيكية، الاختلافات شاسعة.
تشير التقديرات إلى أن ما يزيد على 275 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من اضطرابات القلق. وفي الواقع، يفوق هذا الرقم عدد سكان روسيا والمكسيك مجتمعين.
وتنقسم اضطرابات القلق إلى خمسة أنواع، هي اضطراب القلق العام، واضطراب الوسواسي القهري، واضطراب الهلع، وكذلك اضطراب ما بعد الصدمة، واضطراب القلق الاجتماعي أو ما يُعرف بالرهاب الاجتماعي.
وفي حين أن هذه الاضطرابات تختلف إلى حد ما، فإن العديد من الأشخاص يعانون مزيجا من اثنين أو أكثر من الأعراض التالية:
الرغبة في تجنب الأشياء التي تثير القلق.
التنفس بسرعة (فرط التنفس).
صعوبة التركيز أو التفكير في شيء آخر غير القلق الحالي.
صعوبة التحكم بالقلق.
مشاكل الجهاز الهضمي.
الشعور بالخطر الوشيك أو الذعر أو الهلاك.
زيادة معدل ضربات القلب.
مواجهة مشاكل في النوم.
العصبية والأرق والتوتر.
التعرق.
الارتجاف.
الإحساس بالتعب أو الإرهاق.
عادات لتدريب عقلك
1- فكّر في الحاضر
إن القلق الذي نشعر به في معظم الأحيان ينبع من التفكير في الماضي، أو الخوف من المستقبل. وعندما نشعر بالقلق، ننسى ما نمر به في الوقت الحاضر. لكن ممارسة الوعي التام أو اليقظة لا تمثل حلا لهذه المشكلة فقط، بل فوائدها مثبتة علميا أيضا.
ولحسن الحظ، هناك طرق متعددة لممارسة الوعي التام، ويمثل التأمل أكثر هذه الطرق شيوعا، لذلك يجب أن تنتبه للأحاسيس التي تشعر بها ولأفكارك.
2- كتابة الأفكار
إذا كنت تفكر باستمرار في المشكلة التي لديك ولم تتمكن من التوقف عن ذلك، فما عليك سوى أن تكتب أي شيء يخطر ببالك على الورق. وفي الواقع، اتضح أن تدوين الأفكار التي تدور بعقلك قد يحسّن أيضا من مهاراتك في حل المشكلات.
3- الرياضة اليومية
يحسّن النشاط البدني من وظائف الجسم والدماغ. ومع ذلك، لا يدرك الكثيرون دور ممارسة التمارين الرياضية في علاج القلق.
ووفقا لاستعراض لمؤلفات نشرت في صحيفة "كارنت سايكايتري ريبورتس"، فإن التمرين البدني مفيد في حالات القلق التي تستوجب التدخل الطبي وحالات القلق التي لا تتطلب ذلك.
وأنت غير مجبر على أن تبالغ في ممارسة الرياضة أو أن تمارسها في صالات الألعاب الرياضية، ومن الممكن تماما أن تمارسها لمدة ثلاثين دقيقة في المنزل. إليك بعض الأفكار للقيام بذلك:
– تخلَّ عن قيادة السيارة مسافة مناسبة عن محل عملك، وامش المسافة الفاصلة بينهما.
– اصعد الدرج بدل المصعد.
– اخرج من مكتبك في فترات الراحة.
– احصل على بساط رياضي ومارِس تمارين رياضية بسيطة.
– قف وقم ببعض تمارين القفز.
– اذهب في نزهة سريعة كلما أمكن ذلك.
4- استمتع بالبساطة
إن الكثير من القلق الذي نواجهه في الحياة يكون نتيجة الشروط المفروضة في المجتمع التي يجب علينا أن نتقيد بها. هناك أمثلة لا حصر لها عن ذلك، ولكن إليك بعض الأشياء المثيرة للقلق الأكثر شيوعا التي يواجهها الناس:
الحصول على وظيفة جيدة والحفاظ عليها.
شراء المنزل.
الحصول على المال.
الجاذبية والمظهر الجسدي.
العائلات والأصدقاء والزملاء وزملاء العمل والمعارف.
مهام الغد.
عدم الحصول على قسط كاف من النوم.
يجب أن تدرك أنك ستتعرض دائما لشيء سيثير قلقك، ولكن تكمن الحيلة في تركيز انتباهك على شيء آخر بخلافه، كما أن جعل حياتك أبسط قد يمثل أسهل طريقة للقيام بذلك. حسب الجزيرة
اضافةتعليق
التعليقات