لا يزال الغموض يحيط ببعض مكونات جسم الإنسان، ومن ضمنها بروتين أوبسين 3 (OPN3). وتمكن علماء مؤخرًا من التوصل لحقائق بشأن الدور الذي يلعبه البروتين فيما يتعلق بالرغبة في تناول الطعام وتوازن الطاقة في الجسم.
يؤكد الباحثون على الحاجة لإجراء المزيد من الأبحاث لاكتشاف ما إن كانت الآلية التي يعمل بها البروتين لدى فئران التجارب تشبه ما يحدث في مخ الإنسان.
" (Hypothalamus)، وهو جزء في الدماغ بالقرب من الغُدة النخامية، تحتوي على خلايا عصبية تستجيب لبروتين يُعرف باسم أوبسين 3 (OPN3).
والغدة النخامية مسؤولة عن إدارة وظائف كالنوم والجوع وتنظيم درجة الحرارة والرغبة الجنسية وغيرها في جسم الإنسان. إلا أن الكثير من الغموض لا يزال يحيط بالدور الذي يلعبه بروتين أوبسين 3، والمعروف بحساسيته للضوء.
وتستقبل بروتينات الأوبسين الضوء عبر الأنسجة البصرية في العين، بحسب معاهد الصحة الوطنية الأمريكية "NIH". ولكن بالإضافة إلى الأوبسينات البصرية، تمتلك الثدييات العديد من الأوبسينات غير البصرية المؤثرة على أنسجة أعضاء أخرى في الجسم، في مقدمتها الدماغ.
ونجح باحثون من جامعة براون الأمريكية ومستشفى سينسيناتي لطب الأطفال في الولايات المتحدة في كشف جزء من غموض بروتين أوبسين 3 الموجود في قلب الدماغ البشرية، بحسب موقع نيوز ميديكال "News Medical" الطبي.
وأجرى الباحثون تجربة على فئران مختبر تم هندستها بحيث تفتقر إلى بروتين أوبسين 3، ليجدوا أنها تناولت كميات أقل من الطعام وأظهرت معدلات نشاط وحركة أقل مقارنة بالفئران الطبيعية.
وتوصل فريق البحث بالتالي إلى أن هذا البروتين يلعب دورًا أساسيًا في عملية تنظيم وإطلاق الإشارات العصبية المسؤولة عن الطاقة في الجسم، وفقًا لموقع جامعة براون.
ولكن في حين أن هذه النتائج تضيف معلومات هامة بشأن الدور الذي يلعبه بروتين أوبسين 3، يؤكد الباحثون على الحاجة لإجراء المزيد من الدراسات والأبحاث لمعرفة ما إذا كانت تلك الآلية تعمل بطرق مماثلة في الدماغ البشرية.
وتقول الباحثة في مستشفى سينسيناتي لطب الأطفال، أونسيا لانغ: "في حين حددنا آلية ووظيفة إوبسين 3 في هذه المنطقة، فإن معرفة كيفية عمل هذا البروتين في مناطق أخرى من الدماغ لا تزال بعيدة المنال".
وتضيف لانغ: "تنظيم تناول الأكل ووزن الجسم معقد للغاية. التوصل إلى كيفية معالجة هذه القضايا المعقدة يتطلب فهماً أوسع للعمليات الحيوية المعنية في الجسم". حسب dw
اضافةتعليق
التعليقات