• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الدين.. فردوس النفس البشرية

هدى المفرجي / الأربعاء 08 حزيران 2022 / اسلاميات / 1953
شارك الموضوع :

خساراتنا كبيرة عندما فقدنا أدب التعبير وأصبحت الأخلاق كأنها ضرب من الخيال، تسافلنا في كل شيء منطقا وأخلاقا

بمشهد يقارب أن يكون أبيض وأسود ويد متكئة على حافة المقعد، بينما أصوات الملاعق وهي تصافح أقداح الشاي ترن رنة خلخال في وسط ليلة مقمرة هادئة، رفع الجد يداه المنحوتة عليها خارطة الوطن وبأطرافها الجلد يتجمع على هيئة صورة عائلية لوقت العصر بباحة الدار، وبدأ يحرك بحباة المسبحة مستغفرا وهو ينظر إلى الشباب الذين يجلسون أمامه بنظرة شفقة وهو يراهم مشغولين بهواتفهم النقالة، وجدال عقيم يدور بينهم حول التحليل والتحريم حتى انتفض أحد منهم وقال بلهجة شعبية (اهو صار براسنه متدين)، ابتسم الجد وقال لهم: مهلكم على أنفسكم يا أبنائي انتقوا الكلمات بروية، الدين حب، وكما يتحدث الأستاذ د. عبد الجبار الرفاعي "عبر الحب الإلهي يرتوي المرء أنطولوجيا، وحين يرتوي المرء أنطولوجياً يصبح قلبه منبعاً للحب، أي يكون الحب هو وهو الحب".

كثيرا ما تواجهنا مثل هذه المشاهد في حياتنا اليومية ملخصها إن أردت شيئا يبرز جمال الدين قال الأغلب من حولك: رجاءً لا تكن متدينا الآن، بلهجة ساخرة، وكأن مصطلح (متدين) مخجل، بينما لو طرح حديث مستهلك وقرارات استنفذت أصولها واقتربت من اباحيتها يكون الحديث مقبولاً إلى حد ما مع مبرر (حشر مع الناس عيد)، فيخطر السؤال التالي على اذهاننا.

ماهو معنى متدين من وجهة نظرك؟

نسأل هذا السؤال لأننا لاحظنا أن هذه الكلمة تقال بطرق مختلفة وكأنك تحذر المقابل منها كأن يكون قولك «دعك منه إنه متدين» لا أعرف أين الخلل هل هو سلوكه أو مظهره ليشعرك بأن أغلب الناس تتعامل مع الكلمة وكأنها شتيمة أو تهمة.

قبل أن نجيب على هذا السؤال، يجب أن نوضح بأننا لا نستطيع أن نتفاعل مع أية ظاهرة مالم نعرف الأسباب لتلك الظاهرة، ودراسة الأسباب خطوة غير معروفة وقد تكون غير مقبولة لدى أغلب العرب لأنهم اعتادوا على أن يحكموا على الأمور بناءً على ما يرضي مفاهيمهم الخاصة وإن كانت خاطئة.

ربما إن من أول الأسباب الواضحة لهذه الظاهرة هو هيمنة فكرة (السائد) ولكثرة ما أصبح الخطأ شيئاً سائداً في المجتمعات العربية أصبح كل مايخص الدين غريب لدى الأغلب وغير مقبول أو بالأحرى مخيفاً بالنسبة لهم لأنه يظهر الجانب المظلم الذي يسلك مسالك الخطأ فيهم، المشكلة لا تتوقف عند من يرفض الخوض في أحاديث الدين إنما عند أولئك الذين ينتقدون ويسخرون من كل شيء يظهر هذا الجانب، حتى تظنهم ذاك الجزء الذي ذكره الامام علي(عليه السلام) في حديثه حينما قال: (وهمج رعاع: أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيؤوا بنور العلم، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق)، فخساراتنا كبيرة عندما فقدنا أدب التعبير وأصبحت الأخلاق كأنها ضرب من الخيال، تسافلنا في كل شيء منطقا وأخلاقا بدأنا ننزع جلباب الحياء من أعلى وجوهنا.

ورغم أن الأسباب لا تعد ولا تحصى ولكن أهمها على الاطلاق: هو الإحساس بعقدة الذنب لقيام الشخص أو عدم قيامه بهذا الفعل مما يثير شعوره بالنقص الكامن خلف أفكاره فيهاجم بطريقة ساخرة حتى يتهرب من الموقف، فملة العشق قد انفصلت عن الكافة على عكس ما يكون عشق الله كما يتذوقه المؤمن، فيكون حب الله هو اتصال الروح بعلاقة غير مرئية إلا لصاحبها، وتعجز الكلمات عن وصفها، ولا يستوعب وعاء اللغة أن يضم ويوصف هذه العلاقة، فهي ليس لها هوية دينية خاصة بمجموعة تدعيها، بل مشتركة بين الأديان وإن اختلفت فيها المسالك والطرق.

لكنها تصل لنقطة واحدة، لذلك تذوب وتتلاشى كل أنواع الاختلافات وتتطهر الروح من درن توصيف وتكفير وتجهيل الآخرين، بينما المنتج البشري من الأديان يفرق ويميز ويطرد ويكفر ويبرر قتل الآخر، وفي النهاية إن الموضوع يتعدى أن يكون فاصلا بين جنة ونار إنما هو درجات جنة، فببساطة متناهية الدين للجميع ولا يقتصر على فئة معينة حتى لا يكون لأحد الحق بأن يقول أو يتداول حديثا فيه.

فهو نظام اجتماعي ذو عناصر تتراوح بين الأشياء الإلٰهية المقدسة التي يكون أصحابها أدركوا معنى الدين كاملا، وبين الأغلب فينا من مبتدئين مازالوا يبحثون عن الرضا ويدركوا مسالك الإيمان خطوة تلو الأخرى، فليس عيبا أن يطرح المقصر في دينه كلمة في الدين ولا هو حكر على الكاملين فالكمال لله إنما هو ستر الله الذي لا يظهر عيوب أغلبهم فكان ظله يظلهم كلما زادوا درجة في دينهم وإيمانهم بوجود ذات علوية لها تصرف وتدبير للشؤون التي تعني الإنسان والكون، واعتقاد داخلي من شأنه أن يبعث على مناجاة تلك الذات السامية في رغبة ورهبة وخضوع وتمجيد.

هو الإيمان بذات إلهية جديرة بالطاعة والعبادة، ليتحرر الإنسان من العبودية لغير الله، وهذه القوة تعطيه حصانة من الخضوع والخنوع لباقي المخلوقات، هذا التسليم والانقياد الفطري يقدم للإنسان غذاءً يحاول أن يشبع به النفس المتعطشة للغيب، وكما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في خطبته: (يا أيها الناس، دينكم دينكم، فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره، والسيئة فيه تغفر، والحسنة في غيره لا تقبل) وقال صلوات الله عليه في نهج السعادة: (لا حياة إلا بالدين، ولا موت إلا بجحود اليقين).

الانسان
الدين
السلوك
الايمان
السعادة
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    ماهي الأطعمة التي تمد الجسم بالطاقة في شهر رمضان؟

    النشر : الأحد 09 نيسان 2023
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    نجاة بلقاسم: من راعية غنم إلى وزيرة

    النشر : الأربعاء 30 آذار 2016
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    إجبار المهاجرات النيجيريات على العمل بالدعارة لتسديد ديونهن للمهربين

    النشر : الثلاثاء 06 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    دموع شاكية

    النشر : الثلاثاء 17 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    تخصيص حصص لتوعية الأطفال بالتعامل مع أزمات الربو قد يقلل عددها

    النشر : الأثنين 04 آذار 2019
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    عباس ابن فرناس: أول طيار عربي

    النشر : السبت 11 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 31 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1237 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 446 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 433 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 428 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 420 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 419 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1331 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1237 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 775 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 650 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة