أشرقت شمس الاسلام من خلف جبال مكة لتصعد الى عنان السماء و تقضي على جاهلية العرب، غرور وفساد اليهود والنصارى وتضليل الفرس و غيرهم من الفئات المتخلفة البعيدة عن الرشد و الصلاح لنجعل أوراق التاريخ أمام أعيننا و نبحث في طياتها عما جرى بعد كل نبي و كيف انقلبت الأمم على أعقابها و نشاهد مدى حساسية الموضوع لأن دين الاسلام آخر الأديان السماوية وهو الذي يجب أن يأتي بقوة ليقضي على الفساد و التضليل و فتن هذه الديانات هذه النهاية يجب أن تكون ذات قوة و خلود و رصانة لتبقى على قيد الحياة لمئات السنين و الشخص الذي يأتي به ليس كسائر الناس بل انه مختار من قبل رب السماوات والأرضين وهذا النجاح العظيم بعد عناية الله عزوجل و امداداته الغيبية يرجع الى تضحيات كبيرة كما يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله: ما قام ولا استقام ديني إلا بشيئين: مال خديجة وسيف علي بن أبي طالب عليهما السلام ورد بأنه كان لخديجة مالا كثيرا وحسنا وجمالا، ومن جملة مالها من أواني الذهب مئة طشت، ومن الفضة مثلها ومئة إبريق من ذهب، ومن العبيد والجواري مئة وستون، ومن البقر والغنم والإبل والحلي والحلل وغيرها ما شاء الله قيل: كان لها ثمانون الف من الإبل بل كانت تؤجر وتكري من بلد إلى بلد فبذلت تلك الأموال والجواري والعبيد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى بقيت تنام هي ورسول الله (صلى الله عليه وآله ) في كساء واحد لم يكن لها غيرها. سيدة قريش وقداتفق المؤرخون انها خير نساء قريش ليس هناك امرأة افضل رتبة منها هي افضل نساء قريش واكثرهن مالا و افضلهن جمالا واقواهن عقلا فإنها جمعت الكمالات الدنيوية والاخروية فقد كانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة انها حالة نادرة لأن السلطة والمال غالبا يفسدان البشر(إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى) نادرا ما نجد شخصا يملك سلطة ويكون طاهراولكن هذه السيدة الجليلة لشدة عفافها وصيانتهارغم الجاهلية والتعصب لدى العرب ورغم ما تملك كانت تسمى بسيدة قريش و سيدة العرب ولم تتكبر وتغتربما تملك بل كانت تساند الآخرين وتبذل أموالها لتنقذالمسلمين من الجوع المادي و المعنوي وعاء الخير والبركات ورد في القران الكريم عن الباري عزوجل مخاطبا رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله : انا اعطيناك الكوثر الكوثر في مفهومه الخير الكثير خديجة سلام الله عليها ام لهذالكوثر الفخر الرازي يقول: انا اعطيناك الكوثر يعني اعطيناك النسل المبارك لان هذه السورة نزلت في من عاب على النبي صلى الله عليه وآله بانه لاعقب له والله سبحانه و تعالى اعطاه فاطمة عليها السلام و في نسل فاطمة سلام الله عليها رجال عظماء الذين هم في قمة اللبشرية كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة سلام الله عليها: (إن بطن أمك كان للامامة وعاء ) هذه العطية هي اشرف نساء العالم هدية من الله العلي العظيم الى اشرف المخلوقات وهو النبي صلى الله عليه وآله من الواسطة هنا؟ أم المؤمنين خديجة سلام الله عليهاكما هو معروف في معنى الأم ،ان الأم هي أصل الشيء وجوهره هذه السيدة الجليلة لديها حق الايمان على كل مؤمن و تتميز عن باقي نساء المسلمين و عن باقي نساء النبي صلى الله عليه وآله بأن لها حقوق في ذمم المسلمين منها حق السلام والايمان و حق الولاية والامامة فهي ام الزهراء سلام الله عليها والزهراء ام لابيها و ام للمؤمنين اذا منبع الامامة يمتد من خديجة سلام الله عليها انها المرأة العظيمة التي ذكرت في المثل: وراء كل رجل عظيم امرأة انها سند الاسلام والقوة التي دفعت هذالمشروع الالهي نحو القمة انها الأم! سلام على من يباهي الله بها كرام الملائكة وسلام على أنيسة الرسول و ناصرته سلام على أم المؤمنين خديجة و على تضحياتها الكبيرة و مواقفها العظيمة ورحمة الله وبركاته.
اضافةتعليق
التعليقات