خلف القضبان ما بين كان يا ما كان وحكايات خلدها الزمان، خلف كواليس الأحلام حيث سجن الاحداث، بعضه سرق جوعا وارضاءا لأسيادهم من ناموا الذ المنام، ومنهم لم يكن طوعا منه بل من غدر الايام، وبعضه قتل روحا لجهل منه وظن به تحقيق الاحلام، بعضه تشرد وتيتم وبعضه لاسند له.. وبعضه الى اخر الاحكام .
ومن بين تلك الحكايات اختارتني الباحثة لاكمال رسالتها؛ رسالة الماجستير حول طفل اراد الحرية ثم كانت النهاية خلف القضبان.
حدثتني تلك الفتاة: ما اسمك ولما انت هنا؟.
بماذا اجيبها هل اقول لها فقدت يد امي بين الزحام، هل اخبرها عن منزلنا الذي بات بلا اركان، عن ابي الذي مات تحت الركام، ام عن اختي التي ضاعت بين ايدي الاجرام .
اكتفين بردي: انا حسان، ضحية اختلاف البلدان بل رسالة ناشئة عن حقد وطغيان من الحكام..
استغربت ردي قائلة: كم عمرك..
عن اي عمر احدثها، عن عمر الريحان ام عن عمر بت عليه الآن، اكتفيت بردي لـها:
عشرة اعوام، تسع منها في حضن امي وخلف ابي أصل الامان، والعاشرة بين غرفة عمليات واخذ كليتي الى حيث الآن خلف القضبان، فقرري انتِ ما انسب عمر لي، الخمسون ام عمر الريحان؟.
ابتسمت قائلة: لديك فصاحة لسان من ابيك .
اجبت: ابن طبيب، ذات يوم رأيته يبكي لفقدان طفل تحت يديه لم يقدر له الحياة لأكون انا في مكان ذاك الطفل مخدر الاركان.
انزلت رأسها وقالت: كيف حدث هذا؟
25/5/2016 مساء الاربعاء كان لنا بيت واصبح ركام، انا وامي فقط خرجنا، أبي بقي تحت الانقاض، اختي اخذها الاعداء بحجة الجهاد .
سرنا ليل نهار، عبرنا حدود الخطر وما بين الزحام فقدت يد امي، صرخت، لاوجود لـها، شعرت بيد تسحبني وابتسامة ثغر فيها حكايات مخيفة ثم وعدني ذاك الرجل بالبحث عن امي، اخذ بي نحو بغداد وهناك لقيت مصيري وانا استمع لحديثه مع شخص، نعم كان يتاجر بي، ثم في صباح اليوم التالي اخذني نحو غرفة اشبه بمستشفى فيها ادوات جراحة وما شابه بعدها لا اعلم ماحدث سوى انني صحوت على الرصيف لأواجه عالم مظلم ونفوس مريضة، ماعدت اقدر السير سريعا بقي الشارع حضنا لي مدة عشرة ايام ولم يسألني احد قط من انت ومن اين؟.
مددت يدي لهم فالجوع ظالم حتى ذات يوم رأيت الاطفال يلعبون امام ناظري في تلك الحديقة الصغيرة هممت لهم علني العب لكنهم ضحكوا لثيابي الرثة ووجهي الشاحب وطردني اباهم، قررت الانتقام منهم، وهم يضحكون علي ركضت بجانبهم وسرقت الهاتف من يد ابنه حتى لحقني لكن صارعني التعب فما عدت استطيع الركض، سقطت على الارض، بدأ يركلني، تألمت كثيرا لركلاته المؤلمة ثم هممت بحجر بجانبي ووجهته الى رأسه ولا اعلم ماحدث حتى وجدت نفسي هنا خلف القضبان تحت مسمى الاحداث .
ثم سقطت دمعة من تلك الباحثة ونطقت بكلمة نزلت على قلبي كأنها قطرات الامل، (سأساعدك)، وبعدها سردت لها كل ما كان وفي كل مكان ما واجهني من صعوبات خلف القضبان، كأنها اُم استمعت لي لكني الان ادركت ان لا أم بعد الأم، فقد ذهبت ولم تعد حتى الان.. لا امان حتى بمن يعطيك أمل الأمان، لا حرية في بلد ضاع فيه الاطمئنان .
فإن لم تكونوا على قدر مسؤولية الحديث واعطاء الوعود فلا تسردوا كلمات فيها وهج الالحان وسلاما ليس له مكان، لا ترسموا احلاما في قلوب بريئة وتذهبون، ولاتجعلوا الاطفال سلما للنجاح واجتياز مراحلكم فذاك نفاق واياكم واخلاف الوعود.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ*كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ} سورة الصف .
وكذلك روي عن الإمام أبي جعفر عليه السلام قال: في كتاب عليّ (عليه السلام): ثلاث خصال لا يموت صاحبهنّ أبداً حتى يرى وبالهنّ: البغي، وقطيعة الرّحم، واليمين الكاذبة، لذلك علينا ان لا نخلف الوعود او نجعل بنيانا من احلام السراب سلما للصعود.
اضافةتعليق
التعليقات