أطلقت الإمارات العربية المتحدة منتصف فبراير/شباط الماضي، أول روبوت عامل نظافة، في إطار استراتيجية دبي الذكية الرامية إلى التحول إلى مدينة ذكية بالكامل بحلول العام 2021.
ويقدم الروبوت عامل النظافة الذي طورته هيئة الطرق والمواصلات في دبي، خدماته بجودة عالية في محطات ميترو دبي، من خلال برمجته على تنظيف الأرضيات والطوابق المتعددة وتعقيمها، مع مراعاة ترشيد استهلاك المياه دون الحاجة إلى تدخل بشري.
ويبلغ طول الروبوت الجديد 135سم، وعرضه 90سم، وارتفاعه 128سم، وتبلغ سعة خزانه 90 ليتر مياه، وهو مزود بحساسات تعمل بالليزر لكشف الطريق، ما يسهل حركته في ممرات ميترو الأنفاق.
ونقلت صحيفة الإمارات اليوم، عن محمد حسن الأميري، مدير إدارة صيانة القطارات بمؤسسة القطارات في الهيئة، أن «استخدام الروبوت يمثل خطوة تجريبية أولى عالميًا في مجال تنظيف محطات المترو بهذه التقنية، على أن يطبق المشروع في حال نجاح التجربة التي بدأت بتنظيف محطة الاتحاد للمترو على نطاق أوسع في محطات أخرى.»
وقال الأميري إن «الروبوت يتسم بالفعالية والكفاءة العالية، وهو مصمم بأسلوب تقني وفق معايير عالمية، ويمكن الاستفادة منه في التقليل من استخدام المياه اللازمة للتنظيف التقليدي مع توافر قدرة كبيرة على التعقيم، ويُبرمَج مسبقًا على عمليات وأنماط تنظيف الأرضيات ليقوم بالعمل بشكل آلي دون الحاجة إلى التدخل البشري، باستثناء بعض الخطوات المحدودة والبسيطة، مثل إضافة المياه والبرمجة، كخطوة تحضيرية لعمل الروبوت، فيما يمكن تعديل البرمجة ليتمكن من تنظيف أرضيات وطوابق معقدة التصميم.»
وأضاف إن «الروبوت يمتلك عددًا من الحساسات وسونار يُسهِّل مهمته بالتنقل بين المساحات والكشف عن المعوقات، وتجنب الاصطدام بها؛ هذه الحساسات تعمل بالليزر وتغطي مع اللاقط دائرة قطرها 360 درجة، ويتميز كذلك بالحجم المناسب للاستخدام في الأماكن العامة بسهولة ودون التسبب بالإزعاج لمرتادي محطات المترو.»
استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي
ويصب مشروع الروبوت عامل النظافة في إطار استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، ومساعي الدولة للتحول إلى مدنٍ ذكية وخضراء تُحقق التنمية المستدامة لأجيال المستقبل، بإرهاصاتٍ بدأت تظهر في أبوظبي ودبي؛ ومنها مدينة مصدر وهي من أوائل المدن الذكية عالميًا، وكذلك المدينة المستدامة في إمارة دبي المستندة إلى التحول الرقمي.
ويشمل التوجه الرسمي للإمارات تقديم خدمات حكومية للمراجعين عبر القنوات الذكية، وتُطوِّر حكومة دبي كذلك نظامًا متكاملًا لإدخال الذكاء الاصطناعي في مفاصل قطاع الشرطة.
وتسعى إمارة دبي للوصول بنسبة رجال الشرطة الآليين إلى 25% من قوى الشرطة بحلول العام 2030، وتستخدم شرطة دبي حاليًا الشرطي الروبوت لتقديم عدد من الخدمات الشرطية، ولديه كذلك القدرة على القيام بدور المرشد السياحي، ويقدم معلومات مفيدة بلغات عدة اعتمادًا على برمجيات خاصة، ويعمد إلى إرشاد الأشخاص عن الخدمات التي يطلبونها، وبإمكان أي شخص استخدام الشرطي الآلي كأداة للتفاعل مع شرطة دبي لطلب المساعدة أو الإبلاغ عن الجرائم أو تقديم الشكاوى أو الإدلاء بالأقوال عن بعد.
وأدخلت دبي أول شرطي روبوت إلى الخدمة منتصف العام 2017، كموظف جديد يبلغ طوله 165.1سم، ووزنه حوالي 100 كلغ، ويتمتع بالقدرة على التعرف على الوجوه ويستطيع إرسال مقاطع الفيديو مباشرةً. وبدأ الشرطي الروبوت عمله في دوريات الشوارع، ليقتصر عمله على ما سبق، دون الوصول إلى مهمات متعلقة باعتقال المتهمين.
ولتحقيق استراتيجية الذكاء الاصطناعي؛ عيّنت الإمارات في أكتوبر/تشرين الأول 2017، أول وزير دولة للذكاء الاصطناعي. ومن أبرز التطبيقات العملية للتوجه الرسمي؛ مبادرة مليون مبرمج عربي، التي أطلقتها لتعليم مليون شاب عربي علوم البرمجة، وكذلك تعليمها للأطفال في المدارس، وتعمد إلى تشجيع الخبراء من جميع أنحاء العالم على المساعدة في تسريع تطوير التقنيات في الدولة.
وأطلقت الإمارات في فبراير/شباط الماضي، مشروع الباحث القانوني الذكي لتسيير المعاملات عن بعد، في إطار استراتيجيتها الرامية لاحتلال مركز متقدم على مستوى المنطقة العربية والعالم في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الكامل إلى نموذج ذكي لتقديم الخدمات الحكومية وتسيير معاملات المراجعين آليًا وإلغاء المعاملات الورقية بالتدريج.
وتؤكد تقارير محلية على أن الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي في الإمارات سجل نموًا وصلت نسبته 70% منذ عام 2015.
اضافةتعليق
التعليقات