لو تسلل الحزن إلى حياتي فسأتخلص منه ب..... عندما أكون فارغاً سأفعل.... ياترى ماهي إجابتنا؟ إملأ الفراغات التالية....
أحد الأسئلة المتواجدة في الإمتحانات، ربما لا تزيد درجة هذا السؤال عن اثنتين أو ثلاث ولكن يؤثر صحة هذا السؤال كثيراً على الدرجة النهائية وبالتأكيد يشكل فارقا كبيرا عند من يبحث عن المئة، درجات قليلة تغير مسير الشاب في المستقبل في أن يدخل إلى كلية الطب أو الصيدلة أو الهندسة أو غير ذلك..
عندما يبقى البيت فارغاً سيصبح مكاناً للعناكب والغبار وربما إذا بقي سنوات طويلة فارغا ينهدم أسرع من الوقت الذي يسكن فيه أحد ويهتم به، فالفراغ يدمر البيت ويسرع انهدامه، كذلك مسألة التسوس تبدأ من ثقب صغير في السن وشيئا فشيئا يصبح الثقب كحفرة كبيرة في السن دون أن يشعر بها الانسان، حشوة صغيرة كانت تملأ ذلك الثقب الصغير ولكن عدم الإهتمام واللامبالاة أدخلته في الغيبوبة وربما في بعض الأحيان إلى القلع! وفي نهاية المطاف إلى لثة تنعى جمالها السابق وتتألم.
هكذا بعض الأمور في الحياة ربما لم نهتم بها في بادئ الأمر أو لا نعطيها ذلك الاهتمام الذي تستحق وهكذا تطلب منا المزيد والمزيد وتجلب لنا الكثير من المشاكل ومن أشد أنواع الفراغ؛ فراغ الروح.
حيث إن الإنسان يتألم ولا يعرف علّة الألم، وسبب الحزن أحياناً يكون الألم بسبب الفراغ العاطفي لأن المرء يحتاج إلى رفيق وأنيس يؤنس وحدته، وأحيانا يكون الألم بسبب عدم المعرفة لما يريد ولكن يعرف الشخص إنه ليس جيداً وهناك شيء ما في داخله يتحرك ليثير جنونه وغضبه.
إذن أينما وجد الخلأ ستضطرب الخلايا لتسد ذلك الفراغ، ولكن ماذا لو لم تستطع سد الثقب وتجديد الخلايا والتخلص من ذلك الفراغ بسبب الجهل وعدم المعرفة؟.
بالطبع إذا لم يهتم الانسان بسد الثقوبات بطريقة جيدة وصالحة سيأتي دور العدو ليغتنم الفرصة ويعتدي على تلك الممتلكات ويفرض قساوته عليهم ليحكم على ذلك العالم بالدمار والخراب..
لذلك يرفض كل شخص عظيم الفراغ لأنه يجلب مدافع السوء، ومن أعظم من نبينا الكريم وأهل بيته عليهم السلام حيث إنهم كانوا يدعون الناس إلى العمل وتعلم العلوم وهناك أحاديث كثيرة في ذم الفراغ كما قال الامام موسى بن جعفر (عليه السلام):
إن الله ليبغض العبد النوام، إن الله ليبغض العبد الفارغ.*1
إذن الفراغ ربما يبدأ صغيراً في بادئ الأمر ولكن سيترك أثراً كبيراً في حياة الإنسان حيث يغير مسيره المستقبلي ويغير حياته رأساً على عقب، الإنسان الذي يبحث عن السعادة عليه أن يملأ الفراغ بما يناسب، لأن الكلمة الصحيحة تغير حياته وتسعده ويسعد من حوله، والكلمة الغير مناسبة تبعده عن طريقه، وربما تدخله إلى التيه بسبب الإختيار الخطأ، إذن لنملأ الفراغ ولكن بطريقة صحيحة لأن الخطأ سيقلل الدرجة النهائية وإنه كالفراغ أو أسوأ..
من أفضل أنواع الأعمال لسد الفراغ التفقه في الدين لأن الإنسان يعرف كيف يختار الصواب، قال الامام موسى بن جعفر (عليه السلام):
تفقهوا في دين الله، فإن الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة، والسبب إلى المنازل الرفيعة والرتب الجليلة في الدين والدنيا.*2
اضافةتعليق
التعليقات