• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

عِزة في سلة تسوق

سمانا السامرائي / الأربعاء 29 تشرين الثاني 2023 / اعلام / 1517
شارك الموضوع :

لأننا معدومو الحيلة في رفع الظلم عن من هم تحت نيران القصف، بدأنا بابتكار طرق مختلفة للدعم والتضامن

بالأمس وجدت دموعي تنهال وأنا أتسوق عبر موقع إلكتروني، لم أخطط لأن أبكي أثناء التسوق، لكنني كنتُ أشعر بأني مسجونة، بل كنتُ مسجونة فعلاً.

قرابة خمسون يوماً منذ بدء العدوان على غزة، أوضاع عصيبة، لا ماء ولا كهرباء ولا وقود، وشهداء بالجملة، وجرحى بإعاقات مستديمة، وقصص هي أفظع من أن تحدث في فيلم حتى، ولكنها حدثت بالجملة في هذه المدة القصيرة وعلى أرض الواقع ونحن شاهدون، ولهذا يعتصر القلب ألماً.

هذه المدة القصيرة جعلتني أرى عالماً آخراً، ولستُ الوحيدة في ذلك، الجزء الأعظم من ثمانية مليار إنسان بدء بالشك بكل الأفكار التي يعتنقها وفحص سلوكياته التي بُرمج عليها، لقد طُحن ما تبقى من العالم الوردي ذو القيم البراقة، وانقشعت الحقيقة الذهبية التي أحالت كل وردي رمادياً متسخاً، وكُشف زيف العالم المتقدم، وسُميّة القيم التي زرعها حتى في شعوبه ليتحكم بهم.

ولأننا معدومو الحيلة في رفع الظلم عن من هم تحت نيران القصف، بدأنا بابتكار طرق مختلفة للدعم والتضامن وكان من بينها المقاطعة.

نؤمن إيماناً راسخاً بأن المقاطعة أداة ضغط، وأداة قوة، يعلو صوتها بين صفوف لا تعرف إلا لغة المال، فتعلو المادة على الدين والأخلاق والقانون والإنسان في موازينهم.

قاطعتُ الكثير من المنتجات، كل ما لم أجد له بديلاً استغنيت عنه، الحياة ما زالت ممكنة.

ثم جاء الوقت الذي أردتُ فيه شراء منتجات متنوعة أكثر، هناك قائمة طويلة من الاحتياجات، وثلاثة مواقع فحص موثوقة للتأكد من أن هذا المنتج غير داعم، علامة بعد علامة نكتشف إنها داعمة، علامة بعد علامة تُحذف من قائمة المشتريات، ثم وجدت نفسي محصورة في خيارات محددة جداً، حينها انبثقت أفكار جمة، فبكيت.

لم أبكي لأن ليس هناك ما أشتريه، فقد حصلت على منتجات ممتازة في النهاية، ولكن بكيت لأن أموالنا ولسنوات ذهبت لمن يرانا حيوانات بشرية، ولأننا مضطرون لاختيار شركات أجنبية بكل الأحوال فلا تصنيع محلي، ولأننا مقتنعون بأن المنتج الأجنبي أفضل رغم أنه يحوي ما يضر قطعاً، ولأنهم يأخذون خيراتنا وخيرات تلك الشعوب الغنية التي دمروها وأسموها عالماً ثالثاً ثم يعيدون بيعها لنا مدنسة بالسموم بأثمان غالية، ولأننا استهلكنا بضائعهم، عاداتهم الغذائية، أساليب حياتهم، علومهم الموجهة خدمةً لأهدافهم، وأفكارهم، لقد أصبحنا نسخاً مقلدة من حضارة ودول غير مستقرة قبيحة قائمة على الظلم السافر.

نحن بهذا العجز، بهذا الهوان، راضخون للاحتلال، بل نبجله، ونتمسك به إن اختار المحتل إخلاء سبيلنا، راضون بأن يستبيحنا عقلاً وقلباً وروحاً ومحفظةً وموارداً وأرضاً.

الاحتلال غشاء رقيق فوق جلودنا، يغطي تلافيف عقولنا جميعاً دون استثناء، ويقودنا معصوبي الأعين نحو هلاكنا المحتوم، فإن لم ننهض من قبورنا الآن في هذه اللحظة التأريخية التي آمن فيها الغرب شعباً بقضايانا العادلة، لن نستطيع النهوض إلا بعد مرور مئة عام أخرى على الأرجح، وحتى ذلك الحين سنخسر ما تبقى منا.

قصة
المجتمع
الاقتصاد
الانسانية
فلسطين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين

    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة

    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟

    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    آخر القراءات

    ريتنول الجسم.. بين الحاجة والإهمال

    النشر : الأثنين 24 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الغدة الدرقية وتأثيرها على الجهاز المناعي

    النشر : الثلاثاء 14 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    استراتيجيات فعالة لنجاح المشاريع الصغيرة

    النشر : الأثنين 10 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    كيف تتعامل المرأة مع ضغوطات الحياة النفسية؟

    النشر : الأثنين 26 حزيران 2023
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    التقيت بعمري

    النشر : السبت 18 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 20 ثانية

    أنت هو العدو الأول لِنفسك في هذا العالم!

    النشر : الأحد 08 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 22 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1262 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 533 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 395 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    • 384 مشاهدات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    • 373 مشاهدات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    • 371 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1376 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1262 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1184 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1118 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 824 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 658 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين
    • منذ 24 ساعة
    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة
    • منذ 24 ساعة
    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟
    • منذ 24 ساعة
    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة
    • منذ 24 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة