يحضى الانترنت بأهمية كبيرة في الوقت الحاضر كونه وسيلة تطور شغلت حيزاً كبيراً في المجتمع ودخلت في شتّى مجالات الحياة من تجارة وصناعة وتعليم وغيرها.
ولكن لكل مجتمع رأيه في هذا التطور من ناحية سلبياته وإيجابياته واستعمالاته أيضاً، فكان
لـ( بشرى حياة) استطلاعاً لرأي بعض أفراد المجتمع:
ابتدأنا مع الشيخ أحمد المنصوري / طالب في الحوزة العلمية إذ حدّثنا قائلاً: من المعلوم أن زيادة قيمة الشيء أو نقصانه إنما تكون بحسب الغاية والنتيجة المترتبة عليه، فكلما كانت النتيجة سامية ونبيلة ازدادت قيمته وكلما كانت هابطة ودانية قلَّت .
ومن ضمن العناصر التي قد تكون لها دخالة في تحديد ذلك هو الإنسان فإن بعض الأشياء قد تكون قابلة لترتب الأمرين معاً والمثال الواضح على ذلك في عصرنا الحالي هو (الانترنت)، فإننا نرى أن البعض قد جعل منه وسيلة للرقي ومواكبة الحياة في تطورها المستمر، وعلى النقيض من ذلك مايفعله البعض الآخر من جعله أداة للَّهو ومضيعة للوقت إلى غير ذلك من أمور لا يترتب عليها أي أثر عقلائي.
وأضافت أم زينب / ربة منزل: يعتبر الانترنت مظهر من مظاهر التطور التكنولوجي، فيجب على الإنسان أن يكون عارفاً بكيفية استخدامه والانتفاع منه في كل مجالات الحياة ففي رأيي الشخصي أنه نعمة لي إذ وجدت فيه الكثير من الفائدة حيث تمكنت من معرفة الكثير من المعلومات التي كنت اتمنى أن أعرفها كالتعرف على ما وصلت إليه الأمم من تقدم وتطور في ظل التكنولوجيا الحديثة ومن خلاله تمكنتُ من التواصل مع الأهل والأصدقاء.
أما بالنسبة للجانب السلبي فقد أصبح سبباً في الكثير من حالات العنف الأسري وحدوث الكثير من حالات الطلاق ولاسيما في بلدنا العراق وانحراف بعض الشباب الذين لم يحسنوا استعماله وتفكك الأسر .
أما برأي الأخت نهى الموسوي/ مبرمجة في قسم تكنولوجيا المعلومات - جامعة الكفيل: أنه لابد من توضيح مسألة مهمة فارقة؛ وهو أن الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ليسا واحداً؛ فمواقع التواصل الاجتماعي ماهي إلا جزء صغير من الانترنت، فالانترنت بحد ذاته نعمة وربما أصبحت هذه النعمة في الأيام الحالية لايمكن الاستغناء عنها فهي وسيلة سهلة ومريحة وفعالة وبتكلفة زهيدة تمكن من تنقل العلوم والمعارف منك وإليك دون أي جهد أو عناء أو ضياع في الوقت.
وأردفت قائلة: صحيح أن هناك بعض السلبيات في المقابل لكن كلنا نعلم أنه سلاح ذو حدين.
أما بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي برأيي أنها دون أدنى شك تعتبر نقمة، وإذا لم يتم السيطرة على استخدامها فهي ستدمر الأجيال القادمة شيئاً فشيئاً حيث أصبحت هذه المواقع مستنقع للإشاعات وبث الفسوق باسم الحرية ناهيك عن كم الزيف وانعدام الصورة الحقيقية للواقع.
وقالت حصة مطر / تدريسية في إحدى الثانويات: بالنسبة للانترنت فإن جوانبه الإيجابية وكذلك السلبية متعددة، ففي أزمة جائحة كورونا وعند تحول الدراسة إلى إلكترونية تضررنا إذ إن التعليم الالكتروني ساهم في زيادة تدني المستوى العلمي عند الطلبة حيث ساعد في اهمالهم للتحضير اليومي بالرغم من أننا كرسنا جهودنا لإيصال المادة العلمية لهم إذ قمنا بشرح الدروس وإنشاء ملخصات للمواد العلمية أُرسِلَت عبر القنوات الخاصة أو المجموعات التي تجمع مدرس المادة بالطالب ولكن دون جدوى فقد زادت نسبة اللامبالاة في التحضير والحضور .
ولكن لايخفى دوره الإيجابي أيضاً إذ إنه اختصر الكثير من الوقت بالنسبة لنا كتدريسيين بالإضافة إلى أنه لا يتطلب أجور مادية كثيرة فبدل انشاء ملخصات وأسئلة ورقية قد تكلف الكثير من الأموال عند عملية الاستنساخ أصبحت تُرسل بشكل الكتروني للطالب.
وشاركتنا الطالبة في قسم علوم القرآن والحديث زينب نعمة برأيها قائلة: تعتبر شبكة الإنترنت من التطورات المهمة في عصرنا الحديث لما تجلبه من فوائد كثيرة؛ وبنفس المقدار يمكن أن تجلب العديد من المضرات إذا لم يحسن المرء استخدامها.
وأكملت حديثها قائلة: من فوائد الانترنت أنه يقدم للعالم أسرع الطرق للتواصل فيما بينهم مما يتيح لهم الاطلاع على ثقافات العالم والشعوب والتطورات الحاصلة لديهم وكذلك الاطلاع على نشاطاتهم وتقدمهم العلمي والحضاري وغيرها.
وأيضاً من فوائده العديدة التي لاتحصى أنه يعتبر مصدر مهم لأكبر قدر من المعلومات في شتى المجالات، وفي وقتنا الحاضر أصبح طلاب الجامعات يعتمدون عليه بشكل أساسي للحصول على المعلومات التي يسعون لتحصيلها.. مثل البحث عن كتاب أو موضوع لبحثٍ ما أو استطلاع عن موضوع معين وغيرها.
وعلى الجانب الآخر نجد العديد من السلبيات عند استخدامه حيث يتسبب بمشاكل كثيرة وخطيرة للشخص إذا لم يحسن استخدامه؛ ويعتبر أيضاً مضيعة للوقت في بعض الأحيان وانقضاء الكثير من الوقت في استخدامه يعد أمراً سيئاً ويؤثر سلباً على الجوانب النفسية والصحية وخاصة للشباب.
أما التدريسية في جامعة واسط - كلية التربية الأساسية / زينب جواد تقول: الانترنت نعمة ونقمة في آن واحد أي بحسب استخدام الشخص له، فالانترنت كان نعمة كبيرة في وقت انتشار جائحة كورونا حيث كان وسيلة لإتمام الدروس (الكترونياً) سواء في الجامعات أو في المدارس؛ وكذلك في الاطلاع على آخر الأخبار والمستجدات، وهو وسيلة سريعة للتواصل مع الأقارب والأصدقاء؛ وهو نعمة كبيرة أيضاً في مجال تقديم الندوات العلمية الالكترونية والدورات والورش والبحوث والكثير من الفوائد الأخرى .وعلى صعيد آخر يعد نقمة عند الاستخدام السيء له والإدمان عليه.
وهو خطر كبير جداً إذا وُضِع بيد الأطفال لما يحتويه من مواضيع سلبية تؤثر على تربية وخلق الطفل وهو جاهل بخطرها، فهو في النهاية نعمة أو نقمة حسب طبيعة استخدام الفرد له.
اضافةتعليق
التعليقات