خذ الآن نفس عميقًا. سأقوم في الصفحات القليلة التالية بإمطارك بوابل من الحقائق، والآليات، والتقنيات التي يمكن استخدامها لبناء علاقة ستعلم كل شيء، عن لغة الجسد ونبرة الصوت إلى مستويات الطاقة والآراء الشخصية.
تكمن بالطبع الفكرة برمتها بالنسبة لك في أن تستخدم هذه الأفكار في الحياة الواقعية، وكلما أسرعت في البدء في ممارستها، كان ذلك أفضل. ومع ذلك، يجب أن تتذكر ألا تندفع في ذلك. خذ وقتك في التعلم الإتقان الأساليب المختلفة.
ليس عليك أن تقلق بشأن "إمساك شيء عليك" في وقت قيامك ببناء علاقة مع الناس. أعدك بأن لا أحد سيلومك على الكيفية التي قد أصبحت بها أكثر تفهما، وممتعًا أكثر في التحاور معك، أو حتى أنك بدوت فجأة قادرًا على قراءة العقول، رغم أنك لفترة ستكون مدركا تماما لكل ما تفعله، ولن ينطبق الأمر نفسه على المحيطين بك.
كيفية استخدام لغة الجسد
ننشئ علاقة مع المتلقي معنا من خلال التكيف معه في عدد من المجالات المتنوعة، تعد لغة الجسد أولى هذه المجالات. لست مولعًا فعليا بشكل خاص بذلك التعبير. فكلمة "لغة" تجعله باديًا، كما لو أن هناك قائمة مفردات في مكان ما يمكنك معرفتها فقط. بالطبع، توجد فعليا كتب كهذه. تعرفك مثل هذه الكتب بأنه عندما يرفع خنصر شخصية ما بطريقة مثل هذه فإن الأمر يعني شيئًا واحدا، وعندما تحرك قدمها اليسرى بشكل ما، فهذا يعني شيئًا آخر لكن الأمور ليست تماما بهذه البساطة. لا تعني دائمًا إيماءاتنا نفس الشيء لكل إنسان أو في كل موقف. أن تكتب بابا في قاموس للغة الجسد يقول إن هذه الذراع المعقودة تعني الحفاظ على مسافة من شخص/ الانفصال/ الشك وهو ما أعرف أن كثيرين سيكتبونه بلباقة، ليس بالأمر الصحيح؛ لأنه يتجاهل من جهة تعبيرات هي الأكثر تعددًا في مستوياتها وديناميكية إلى حد كبير، والتي يمكن لجسدنا أن يقوم بها، ولأنه يبدو من جهة أخرى متطلبا لأن تؤمن بأن لغة الجسد توجد في معزل، وباستقلالية عن جميع الأمور الأخرى.
لا بد أنك قد عقدت ذراعيك في لحظة ما وضربت بتلك الفكرة "حقا! هذا ما يفعله الناس عندما يكونون غاضبين أو محتفظين بمسافة من آخرين. غير أني لست غاضبًا" بالضبط. قد تكون هناك أسباب أخرى ما ربما كان الجو باردًا، وعقدت ذراعيك لتبقى دافئا.
أو كان الأمر مجرد طريقة مناسبة لإراحة ذراعيك لدقائق معدودة فنحن مطالبون للتأكد مما إذا كان هناك شخص ما يحافظ حقًا على مسافة التباعد بيننا وبينه، أو أنه مرتاب، بالبحث عن علامات جسدية ظاهرة أخرى، والتفكير في السياق الذي قد حدثت فيه هذه الإيماءات وكيف يبدو باقي الجسم؟ هل الذراعان متوترتان أم مسترخيتان؟ ماذا عن وجهه؟ هل ازداد النقاش بيننا حرارة؟ هل الغرفة باردة ؟ وما إلى ذلك.
سأفضل استبدال تعبير لغة الجسد بشيء آخر، مثل التواصل الجسدي" لكن ذلك يبدو جافا جدا أيضًا وبما أني لا أرغب في أن أسبب ارتباكا بإضافة مصطلح جديد إلى مجال مثقل فعلا بالمصطلحات والتعريفات، سأقوم بالالتزام بتعبير لغة الجسد الذي - كما نما إلى علمك - يعد تعبيرًا عن شيء أكثر تنوعا وديناميكية إلى حد ما عما يعتقد كثير من الناس.
المطابقة والانعكاس
إذا كيف تستخدم لغة جسدك لخلق علاقة؟ لنقلها ببساطة، أن تقوم بمحاكاة الطرف الآخر. أو لنعط الأمر المصطلح المناسب، أن تقوم بعكس تكرار وضع ما. بعبارة أخرى: لاحظ وضع الشخصية الأخرى، زاوية رأسها، كيف تمسك ذراعها؟ وما إلى ذلك، وبعد ذلك قم بنفس الشيء. عندما تحرك جزءًا ما من جسمها، تقوم بتحريك نفس الجزء من جسمك. هناك طريقتان مختلفتان لتقوم بالأمر، وهما: المطابقة والانعكاس، وكلاهما يعتمدان على نفس الفكرة. يعتمد اختيارك لأي طريقة لتستخدمها بشكل فعلي، فقط على الكيفية التي تقف أو تجلس بها بالنسبة للشخص الآخر.
تحرك مع المطابقة الجزء المناظر من جسدك عندما تقوم الشخصية التي ترغب في محاكاتها بتحريك ذلك الجزء أي إذا ما حركت ساعدها الأيمن، تقوم أنت بتحريك ساعدك الأيمن. تعد المطابقة مناسبة إذا كنت تجلس أو تقف بجوار الشخص الذي توشك أن تحاكي لغته الجسدية.
تحرك مع الانعكاس الجزء المقابل من جسمك أي تحرك هي ذراعها اليمنى، فتحرك أنت ساعدك الأيسر، كما لو كنت صورتها في المرآة. يستخدم الانعكاس عندما تكونان جالسين أو واقفين في مقابل أحدكما الآخر.
من الواضح أنه إذا بدأت محاكاة أحد عن كثب، فسيبدو الأمر غريبا للغاية. يرجع ذلك إلى سبب وحيد، هو أنه سيكون تغيرًا ظاهرًا في سلوكك الخاص، عندما تتحول عن التحرك كما تفعل في المعتاد، إلى التحرك بالطريقة التي تتحرك بها الشخصية التي تتحدث إليها.
وإذا كنت ماضيًا في محاكاة حركاتها بالضبط، سيكون مفضوحا جدا ما كنت تنوي القيام به. فبدلاً من بناء علاقة، ستعطي الانطباع بكونك مجنونا فصاميًا. شاهد فيلم أنثى وحيدة بيضاء إذا كنت ترغب في فكرة عما لا يجب فعله.
عند خلق علاقة بالتكيف لأشكال تواصل الشخصية الأخرى، فمن الضروري القيام بذلك بتكتم كبير وتدريجيا. لتبدأ، بتغييرات ضئيلة للغاية، ثم زد منها تدريجيا بمعدل حذر للغاية. يتحدد البطء أو السرعة اللذان تقوم بهما بذلك بمدى ما تلمسه من حصولك على الاستجابة المرغوبة. وكلما زادت قدرتك على جعل الشخصية الأخرى تشعر بأنها محل اهتمام واحتواء، زادت قدرتك دون حدود على محاكاة لغتها الجسدية. ينجح هذا أيضًا بمجرد أن تبني علاقة فعلية.
اضافةتعليق
التعليقات