أن نأكل الطعام نفسه كل يوم، ونلتزم به دوما، قد تكون الفكرة غريبة، بيد أن الخبراء يحذرون من ذلك، فالمداومة على نفس الطعام قد يتسبب في عواقب وخيمة على جسمنا ونظامنا الصحي، ولكن لماذا يحدث هذا وما هي هذه المخاطر؟
أحيانا نحب نوعا معينا من الطعام فنأكله أكثر من مرة في اليوم أو في أوقات متقاربة، أو نكون مجبرين على أكل نوع معين من الطعام لضيق الوقت، لكن هل هناك مخاطر فعلا لو داومنا على أكل الطعام نفسه في كل مرة، وكيف ستتعامل أجسامنا مع هذا الأمر؟
من حيث المبدأ، نعلم أننا يجب أن نجعل نظامنا الغذائي متوازنًا ومتنوعًا قدر الإمكان. وفي حين يحرص البعض على تنوع لائحة الطعام، نجد البعض يركز على ثلاثة أو أربعة أطباق مفضلة فقط، ويداوم عليها. فما مخاطر ذلك على الصحة؟ بحسب موقع فت فور فن الألماني فإن التزامنا بنوع محدد من الطعام سيؤدي إلى هذه النتائج.
حرمان الجسم من العناصر الغذائية الهامة
الكلمة الأهم هنا أن الطعام وبغض النظر عن مذاقه يوفر لنا عناصر غذائية وفيتامينات وبروتينات ضرورية للجسم، وتزوده بالطاقة وبما يحتاج من عناصر من أجل مساعدته على تأدية مهامه المتعددة. فالبروكلي مثلا غني بالفيتامينات C و E و K ويزودنا أيضا بالحديد والزنك والبوتاسيوم والكالسيوم.
ولكن بالرغم من العناصر الغذائية الهامة التي يوفرها البروكلي (القرنبيط الأخضر) نرى أن عناصر أخرى كالبروتين والفيتامينات الأخرى التي يحتاجها الجسم غائبة تماما، ما يعني أنه، حتى لو تناولنا البروكلي لأنه صحي، فإن عناصر غذائية أخرى سيفقدها الجسم ما سيؤدي إلى ظهور خلل في عمله ومن ثم ينهار.
الافتقار للبكتيريا الجيدة وضعف المناعة
لذلك فإنه إذا تناولنا لأي طعام صحي، حتى لو كان معززا بالفيتامينات لوحده ستكون إحدى العواقب هي أن عملية التمثيل الغذائي لدينا لن تعد تعمل بشكل صحيح. بالإضافة إلى أعراض النقص التي سبق ذكرها، يؤكد خبراء التغذية على سبيل المثال أن السموم يمكن أن تتراكم في الجسم لعدم قدرة الجسم على التخلص منها بشكل صحيح، ما يؤدي إلى خطر تسمم الدم.
ومن المتوقع كلك أن يكون هناك تأثير سلبي على عدد الجراثيم المعوية، والتي يؤدي نقصها إلى تراكم السموم في الجسم واضعاف جهاز المناعة. ويبقى الخطر الأكبر أن يؤدي عم التنوع في الغذاء إلى الموت المبكر.
الموت المبكر
يؤدي النظام الغذائي غير المتوازن في النهاية أيضًا إلى زيادة معدل الوفيات. فوفقًا لدراسة أجرتها كلية هارفارد للصحة العامة ونشرت في المجلة الدولية لعلم الأوبئة، استنادًا إلى بيانات عن عادات الأكل لأكثر من 59000 امرأة، فإن نسبة الوفيات كانت أعلى بين من لم يحرصوا على تنوع طعامهم. وأظهرت الدراسة اعتماد نظامً غذائي أكثر تنوعًا مع المزيد من الأطعمة الصحية، يؤدي إلى متوسط عمر أعلى من المتوقع.حسب dw
تناول كميات أقل من الطعام ونشاط بدني أكثر.. لن ينقص وزنك!
تمثل السمنة أو زيادة الوزن مشكلة للملايين حول العالم. لكن ما توصلت إليه دراسة جديدة تم نشر نتائجها منذ بضعة أيام في دورية "Family Practice"، يشير إلى أنه في معظم الحالات، يقدم الأطباء للمرضى نصائح تتعلق بإنقاص الوزن تكون مجردة أكثر من كونها قابلة للتنفيذ، وغامضة للغاية بحيث لا تكون مفيدة، ولا يدعمها العلم دائمًا، بحسب ما نشره موقع "EatingWell".
شيوع النصائح السطحية
قام فريق من الخبراء في جامعة أكسفورد في إنجلترا بفحص وتحليل 159 تسجيلًا صوتيًا للاستشارات بين الممارسين العامين ومرضاهم الذين يعانون من مؤشر كتلة جسم ضمن نطاقات الإصابة بالسمنة. وتبين أن النصائح السطحية شائعة، بما يشمل التوجيه بأن الشخص يجب أن "يغير أسلوب حياته قليلاً". وتضمنت النصائح أو الإرشادات الشائعة توجيهات مجردة، لا تستند إلى أدلة علمية محققة، بل كان بعضها نصائح خاطئة، كما يلي:
• تناول كميات أقل من الطعام وقم بممارسة نشاط بدني أكثر
• اصعد على الدرج بدلًا من استخدام المصعد
• انتبه لما تأكله
• قلل من الكربوهيدرات
• استخدم أحد التطبيقات لتتبع السعرات الحرارية حتى تتمكن من مراقبة السعرات الحرارية الواردة والسعرات الحرارية الخارجة
• مارس التمارين الرياضية بقدر ما تسمح به مفاصلك
• اصنع دقيقًا خاليًا من الغلوتين، لأنه لا يحتوي على سكر، في حين أنها نصيحة خاطئة تمامًا لأن الغلوتين هو في نهاية المطاف بروتين.
الوقاية قبل العلاج
وكتب باحثو أكسفورد أن نتائج الدراسة التحليلية تفيد بأن "الأطباء في الغالب لا يقدمون نصائح فعالة، وبالتالي حتى إذا اتبع المرضى النصيحة، فمن غير المرجح أن يفقدوا وزنهم"، مشيرين إلى أن "تناول طعام أقل، افعل أكثر" ليست إلا مجرد توصية احتياطية يلجأ إليها الأطباء لعدم توفر موارد أخرى. من المفهوم بالتأكيد سبب صعوبة تقديم نصائح أكثر تفصيلاً ودقة. نظرًا لأن النظم الطبية الحالية تتمحور حول العلاج والأمراض بدلاً من التركيز على الوقاية، حيث يتم تخصيص القليل من الوقت في إطار مناهج كليات الطب على التغذية والنشاط البدني.
تؤكد نتائج الدراسة على أهمية استشارة الخبراء المتخصصين في هذه المجالات، مثل اختصاصيي التغذية والمعالجين الفيزيائيين المسجلين، بدلًا من الأطباء الممارسين العامين أو غير المتخصصين. كما يجب اتباع النصائح من الطبيب في حال توفرت له المساحة الزمنية للتعرف على عادات المريض والعوامل الخارجية الأخرى، التي يمكن أن تؤثر على جودة حياته.
تقول بروفيسور مادلين تريمبليت، الباحثة الرئيسية في الدراسة والباحثة النوعية في قسم نافيلد لعلوم الرعاية الصحية الأولية في جامعة أكسفورد في إنجلترا: "يحتاج الأطباء [غير المتخصصين في التغذية والعلاج الفيزيائي] إلى إرشادات واضحة حول كيفية التحدث بشكل مثمر مع المرضى، الذين يعانون من السمنة حول فقدان الوزن بغرض تقديم مساعدة فعالة للمرضى الذين يريدون إنقاص الوزن". حسب العربية
اضافةتعليق
التعليقات