البشر يُقسمون إلى أربع فئات 1% هم الحُكام وذوي السلطة العالية ومعظمهم من الانتهازيين والظالمين، 4% الفئة التي تحارب هؤلاء الحكام محاولةً ردعهم وتحسين الأوضاع، 5% ممن يعلمون بحيثيات وتفاصيل كل الظلم الذي ينصب على الشعوب لكنهم يائسون من التغيير غير متأملين به أما الفئة الأخيرة وهي الأكثر 90% عامة الشعب المنشغلين بقوت يومهم عن محابة كم الظلم وسلب الحقوق المنصب عليهم بعد أن عمد الحكام لتجويعهم.
إن منح السلطة للشخص المناسب في ظل هذه الظروف أصبح كأمنية سمكة في الطيران ولكن الهدف من هذا المقال هو.. لو كنتَ أو كنتِ أيها القارئ/ة في موضع سلطة كأن تكونوا أم، أب، مدير دائرة، مدرسة أو مؤسسة فكيف ستتعاملون مع السلطة التي بين أيديكم؟
هنا تحديداً محور لابد أن نقف عندهُ ونتأملهُ جيداً من عرف من شاكلة نفسه الانتهازية والطمع والأثرة، فعليه أن يتجنب تماماً الخوض في غمار السياسة أو السلطة حتى يستطيع أن يروض شاكلة نفسهُ فإن المناصب تزل قدم العقلاء وحتى الحكماء فكيف بمـن تدعوه شاكلته النفسية للأثرة والانتهازية وشبه ذلك؟! يجب على الفرد أن يبدأ ويضع حجر الأساس في تحسين هذه النفس البشرية وكبت أسوأ ما فيها محاولةً لمحو هذه المساوئ من العقل الباطن الذي يُعتبر كالطفل فمعظم أفعالك وسلوكياتك هي نتيجة لما تغذيه.
جدير بالذكر.. تجربة سجن ستانفورد من أغرب التجارب في التاريخ!
في دراسة أثارت جدلاً واسعاً، قام عالم النفس الأمريكي الكبير "فيليب زيمباردو" بتجربة شهيرة سميت "سجن جامعة ستانفورد" قام الرجل بتقسيم مجموعة من الطلبة لمجموعتين، مجموعة لعبت دور مساجين والأخرى سجانين، في سرداب جامعة ستانفورد الذي تم تقسيمه ليبدو كسجن. قام الرجل بإحكام الحبكة لدرجة أخذ الطلبة "المساجين" من بيوتهم مقيدين بالأصفاد، على يد الطلاب الذين لعبوا دور السجانين وقد ارتدوا زي ضباط شرطة.
كانت القاعدة الوحيدة في اللعبة هي: لا قواعد.. على السجانين اتخاذ كل التدابير اللازمة كما يحلو لهم، دون أي مساءلة من أي نوع.
وكانت النتيجة كارثية أثارت جدلاً أخلاقياً واسعاً في الأوساط العلمية.. راقب الرجل في قلق التحول المرعب الذي حدث للسجانين الذين يشعرون ألا مساءلة لهم مهما فعلوا..
فقد فوجئ وهو يراقبهم عبر شاشات المراقبة، كيف أصبحوا يتعاملون بخشونة وعنف لدرجة تعذيب زملائهم، رغم أنهم عرفوا بتهذيبهم وهدوئهم وتفوقهم الدراسي الذي جعلهم يلتحقون بهذه الجامعة العريقة..
أوقف الرجل التجربة فوراً.. وقد استنتج شيئا أصبح موجوداً في كل مراجع علم النفس الاجتماعي الآن.. و"هو أن السلطة المطلقة تخرج أسوأ ما في النفس البشرية" ترى هل سنكون كـ هؤلاء السجّانين لو مُنحنا السلطة لذلك وبدون قواعد أو روادع؟ قف أمام مرآتك وأجب على ذلك..
اضافةتعليق
التعليقات