دراسة حديثة وجدت أن الأطعمة الفائقة المعالجة تشكل مصدراً لثلثي السعرات الحرارية التي يتناولها الأطفال في بريطانيا. هذه الأطعمة ترتبط بأخطار صحية مثل السمنة وأمراض القلب، وتحوي مستويات عالية من الدهون المشبعة والملح والسكر والإضافات الغذائية.
أشارت الأبحاث إلى أن ثلثي السعرات الحرارية التي يتناولها الأطفال في بريطانيا يومياً تأتي من الأطعمة المصنعة.
ووجد الخبراء أن الأطعمة الفائقة المعالجة تشكل جزءاً كبيراً من النظام الغذائي للمراهقين الذين تراوح أعمارهم ما بين 11 و18 سنة، وتعد أكثر شيوعاً بين الشباب ذوي البشرة البيضاء والفئات الأكثر فقراً.
وترتبط الأطعمة الفائقة المعالجة بحالات تدهور الصحة وزيادة احتمالات الإصابة بالسمنة وأمراض القلب، وغالباً ما تحوي هذه الأطعمة مستويات عالية من الدهون المشبعة والملح والسكر والمواد الحافظة، مما يقلل من مساحة الأطعمة الصحية والأطعمة المغذية في نظام السكان.
وبعض أمثلة الأطعمة الفائقة المعالجة هي الآيس كريم واللحوم المصنعة والبطاطا والخبز المصنع بكميات كبيرة، وحبوب الإفطار والبسكويت والمشروبات الغازية.
وتقول الدراسة إن استهلاك الأطعمة الفائقة المعالجة يومياً يبلغ 861 غراماً، أي 66 في المئة من استهلاك الطاقة اليومي.
كما أن الأطعمة الفائقة المعالجة غالباً ما تحوي إضافات ومكونات لا تستخدم كثيراً في الطهي المنزلي، مثل المواد المحفوظة والمستحلبات، والألوان والمنكهات الاصطناعية.
وفي الدراسة الجديدة التي أجريت بالتعاون بين جامعة كامبريدج وجامعة بريستول استعرض الخبراء يوميات غذائية لمدة أربعة أيام لما يقارب 3 آلاف طفل، تراوح أعمارهم ما بين 11 و18 سنة في إطار "مسح النظام الغذائي والتغذية الوطني بالمملكة المتحدة" UK National Diet and Nutrition Survey خلال الفترة ما بين عامي 2008 و2019.
ووفقاً للدراسة، يبلغ استهلاك الأطعمة الفائقة المعالجة يومياً 861 غراماً، أي 66 في المئة من استهلاك الطاقة اليومي.
ومع ذلك، كشفت الدراسة أيضاً عن تراجع في استهلاك الأطعمة الفائقة المعالجة من 67.7 في المئة إلى 62.8 في المئة، من إجمال استهلاك الطاقة بين عامي 2008 و2019.
واقترح الباحثون أن هذا قد يكون نتيجة لزيادة الحملات الصحية التي تشجع الناس على تقليل استهلاك السكر والدهون، إضافة إلى فرض الحكومة البريطانية ضرائب على السكر، مما أدى إلى تقليل كمية السكر في المشروبات.
ولم تدرج بيانات ما بعد عام 2019 في الدراسة.
ووفقاً للمعطيات المذكورة، قالت مؤلفة الدراسة من جامعة كامبريدج الدكتورة ياناينا تشافيز أوغالدي إن "نمط تناول الطعام للمراهقين يتأثر بعوامل عدة، منها البيئة المنزلية والإعلانات التي يتعرضون لها وتأثير أصدقائهم وزملائهم"، مضيفة "ومع هذا، فإن فترة المراهقة هي أيضاً فترة مهمة في حياتنا إذ تتأصل السلوكات في شخصياتنا".
وأردفت "من خلال نتائجنا، يتضح أن الأطعمة الفائقة المعالجة تشكل الجزء الأكبر من النظام الغذائي لدى المراهقين، وأن استهلاكها يفوق كثيراً المستوى المثالي، مما ينذر بآثار صحية سلبية قد تكون كبيرة".
ومن جانبها، قالت الدكتورة إستر فان سلويس من جامعة كامبريدج أيضاً إن "الأطعمة الفائقة المعالجة توفر حلاً مريحاً، وغالباً ما يكون أرخص للعائلات التي تعاني ضيق الوقت والمال، ولكن للأسف كثير من هذه الأطعمة تقدم قيمة غذائية ضعيفة"، لافتة إلى أن "هذا قد يكون من العوامل التي تسهم في تفاقم الفروق الصحية التي نشهدها عبر مراحل الطفولة والمراهقة". حسب اندبندت عربية
اضافةتعليق
التعليقات