مقاطع الفيديو المزيفة تُعرف باسم "ديبفيك" (deepfake)، وهو مصطلح استخدم لأول مرة على موقع "ريديت" ذاته يوم 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وفي تعريفه يتحدث عن المقاطع التي يتم التلاعب بها رقميا وبحرفية كبيرة، بحيث يصعب كثيرا التمييز بين النسخة الأصلية والمزيفة. وتوظف هذه المقاطع غالبا للإساءة لشخصيات عامة عبر تلفيق مواقف لم تحدث، أو نسب أقوال لم يصرحوا بها، عن طريق التلاعب بالصوت.
والحال أن عمليات صناعة "ديبفيك" تختلف عن تلك التي تعرف باسم "شولوفيك" (Shallowfakes)، ذلك أن الأخيرة تقتصر على عمليات بسيطة تقنيا، تخضع لها مقاطع وصور فوتوغرافية من أجل تحريف مبتغاها أو سياقها الأصلي، في حين تتميز عمليات "ديبفيك" بأنها متقدمة كثيرا على صعيد استخدام تكنولوجيا متطورة للتزوير المتقن، لكن العمليتين تشتركان في الأهداف ذاتها، وهي استخدام الفيديو وأحيانا الصور الفوتوغرافية، كأداة للكذب والتلفيق بهدف التشويه، نشر الفوضى، الثأر من شخصيات عادية، وأحيانا المزاح والسخرية المحضة.
لعبت توافر برامج إلكترونية رخيصة وغير مُعقدة للتلاعب الرقمي دورا مهما في انتقالها من حيز الشركات المتخصصة إلى الأفراد العاديين، فأصبح باستطاعة الكثيرين تجريب هذا النوع من التكنولوجيا.
ولأجل ذلك تنوعت برامج كشف زيف الفيديوهات، فبعد أن أصبحت تقنية الزيف العميق متقنة إلى درجة تجعلها صعبة التمييز عن الواقع، ارتفع منسوب القلق من إساءة استخدامها لإنشاء مقاطع فيديو مضللة، ولكبح انتشار مقاطع فيديو الزيف العميق، تطورت أيضًا البرامج المضادة التي تعزز أمن الإنترنت، ولازالت مشاريع تطوير البرامج مستمرة فقد فاز جريج تار، الطالب الإيرلندي البالغ من العمر 17 عامًا بجائزة بي تي للعلماء والتقنيين الشباب للعام 2021، عن مشروعه المصمم لاكتشاف الزيف العميق (Towards Deepfake Detection).
فبعد أن أصبحت تقنية الزيف العميق متقنة إلى درجة تجعلها صعبة التمييز عن الواقع، ارتفع منسوب القلق من إساءة استخدامها لإنشاء مقاطع فيديو مضللة، ولكبح انتشار مقاطع فيديو الزيف العميق، تطورت أيضًا البرامج المضادة التي تعزز أمن الإنترنت ويتضمن مشروع العالم الشاب برنامجًا متطورًا للذكاء الاصطناعي، مؤلفًا من أكثر من 150 ألف سطر من التعليمات البرمجية، قادر على اكتشاف التزييف العميق أسرع بعشر مرات من أفضل نظام مشابه متوفر حاليًا دون التضحية بدقته بعد أن تمكن من تحقيق تحسينات كبيرة في السرعة والكفاءة.
وقال تار في مقابلة مع محطة يورونيوز «أعمل على تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي منذ أربعة أعوام، وأدربها على كميات ضخمة من البيانات، وتمكنت من تسريع عمل خوارزميتي أكثر بعشر مرات.
وهذه هي المرة الخامسة التي يتنافس فيها الطالب تار للفوز بهذه الجائزة، وقال ليونارد هوبز رئيس لجنة التحكيم التقنية للمسابقة، وهو أستاذ في كلية ترينيتي في دبلن، إن تار «أظهر خبرة في علوم الحاسوب تتجاوز عمره بكثير. فالشيفرة البرمجية المتقدمة التي استخدمها في تطوير البرنامج المعقد جدًا للكشف عن مقاطع الفيديو المزيفة تظهر مدى فهمه العميق لأحدث ما وصلت إليه التقنية.
إن محاربة التقنية بالتقنية هو ما يخلق منافسات لتطوير المزيد من البرامج التي تساهم في الكشف أو تلك التي تصنع الزيف، فضلا عن أن الوعي المترتب على معرفة ما تتمكن هذه البرامج على فعله يساعد الفرد على أن يكون فطنا في حالة تلقي هذه الفيديوهات.
اضافةتعليق
التعليقات