تقنية البلوتوث طريقة للاتصال اللاسلكي قصير المدى بين الأجهزة الكهربائية التي تستخدم موجات الراديو في الإتصال.
كانت بداية تطور تقنية البلوتوث في أواخر تسعينيات القرن الماضي، ثم تزايدت شعبيتها بوصفها طريقة فعالة لحل مشكلة توصيل عدد من الأجهزة الكهربائية معًا، دون الحاجة إلى استخدام أسلاك.
عزيزي القارئ إذا ألقيت نظرةً حولك الآن، فغالبًا تمتلك نصف أجهزتك الكهربائية على الأقل تقنية البلوتوث، مثل أجهزة الهاتف ومكبرات الصوت وسماعات الرأس، وغيرها.
من دون البلوتوث، لا يستطيع أي جهاز إلكتروني الاتصال بجهاز آخر إلا بواسطة أسلاك، هذا يعني أنك لا تستطيع الجلوس بعيدًا عن الشاشة أكثر من بضعة أقدام.
إن اتصال الأجهزة الإلكترونية معًا بأسلاك ليس مجرد مشكلة صغيرة، إضافةً إلى الفوضى، فهي أيضًا تشكل كابوسًا محتملًا لمستخدميها بسبب خطورتها وعدم سلامتها، إضافة إلى الأخطار الصحية.
لو تمعنت قليلًا في جهاز التحكم من بُعد الخاص بالتلفاز، ولاحظت أنه يتوقف عن العمل فجأةً في أثناء استعماله حين يقف أحدهم بينه وبين جهاز الاستقبال، حينها ستدرك أهمية تقنية البلوتوث.
تعمل أجهزة التحكم من بُعد بالأشعة تحت الحمراء، إذ تحتاج هذه الأشعة لكي تعمل إلى ما يُسمى «خط البصر»، فإذا اعترض شيء ما هذا الخط بين جهازي الإرسال والاستقبال فإن الأشعة تحت الحمراء لن تصل إلى جهاز الاستقبال، من ثم لن يعمل جهاز التحكم، وتلك هي مشكلة الأجهزة العاملة بالأشعة تحت الحمراء.
بالمقابل تعتمد آلية عمل تقنية البلوتوث على موجات الراديو، وعلى هذا لن يمثل وجود عائق بين جهازي الإرسال والاستقبال مشكلةً، وبهذا تتلافى تقنية البلوتوث عيوب الأشعة تحت الحمراء، لكن تقنية البلوتوث لا تخلو بدورها من عيوب، إذ إن مدى عملها محدود نسبيًا، لا يتجاوز عشرة أمتار.
منذ ظهور تقنية البلوتوث في تسعينيات القرن الماضي أصبحت أدق بمرور الوقت، وانتشرت على نطاق واسع، إذ يوجد على مستوى العالم نحو 4 مليارات جهاز يعمل بتقنية البلوتوث، وفقًا لبحث نُشر في مجلة مؤتمر البحر المتوسط للاتصال وشبكات الحاسوب عام 2020.
والبلوتوث من صور تطور الراديو، مع أن آلية عمل البلوتوث تختلف كثيرًا عن آلية عمل الراديو.
أكثر ما يميز الراديو النطاق الواسع لموجاته، والمسافة الكبيرة التي قد تبلغها عند البث من المحطة الرئيسية، أو عند استقبال البث من أجهزة الراديو أو الهواتف المحمولة.
وفقًا لبحث نُشر في المؤتمر الدولي للاتصالات، فإن تقنية البلوتوث تعمل بتردد 4.2 جيجاهرتز، ما يُعطي تقنية البلوتوث التوازن بين النطاق وبين جودة البيانات، إذ يُعد هذا التردد متاحًا في جميع أنحاء العالم، ما يجعله مشغلًا قياسيًا للاتصال اللاسلكي منخفض الطاقة.
وفقًا لمكتب براءات الاختراع الأوروبي، يرجع تصميم تقنية البلوتوث إلى الدكتور «ياب هارتسن» من شركة «إريكسن» السويدية العملاقة المختصة بالأجهزة المحمولة، وتزايدت أهمية هذه التقنية عام 1998 عندما شُكلت المجموعة الخاصة المهتمة بتقنية البلوتوث (SIG) بهدف تطوير هذه التقنية وتعزيزها.
أصدرت مجموعة (SIG) الإصدار 1.0 من البلوتوث عام 1999، وفي غضون عام واحد استُعمل في أجهزة الهواتف المحمولة وفي الحواسيب المكتبية، ولاحقًا في الحواسيب المحمولة والطابعات أيضًا، وأصبح ارتداء الناس سماعات البلوتوث مشهدًا شائعًا للغاية.
اضافةتعليق
التعليقات