امرأة من محافظة الناصرية فقيرة الحال تعيش على فطرتها وفي ظل أبنائها ووجودهم بجانبها، لم يكن لديها سوى خيمة تحتمي بها من يوم ممطر، ويوم يكون الجو فيه حارا، ومع مرور الزمن حان موعدٌ كان الوطن بحاجة للرجال الذين يفدونه بدمائهم الزكية، فهب العديد من الشباب حينما سمعوا وشاهدوا بأن وطنهم سوف يسلب منهم، لكنهم وقفوا وقفة الابطال، وبدأت تتدفق الحشود المليونية حينما حل الجهاد للدفاع عن الارض، فقامت تلك المرأة بتوديع احد ابنائها للالتحاق مع اصحابه.. حينما هبوا للنداء كانوا يرددون بألسنتهم:(لبيك يا علي، لبيك يا حسين)، فكانوا كالقاسم (عليه السلام) ومنهم من اخذ الوفاء من أبي الفضل (عليه السلام) فذهب للجهاد.
ابنها يدعى (حميد) فهو انسان بسيط قرر الالتحاق بذلك الحشد المقدس، حيث كان نداءهم حينما يضرب الصاروخ: يا زهراء، وكان سحب أقسام سلاحهم يتم بنداء: يا زينب، لم تغب نداءاتهم، فذهب حميد للحشد، لكن كان يتربص به غدر العدو فأصيب برجله اصابة بالغة ونقل بسببها إلى المستشفى، حيث كان يسكن في محافظة ديالى، فكان نداؤه وصرخاته العالية: يا علي تضج بالمستشفى.
حب علي يسري في دمه، جاء إليه الدكتور الذي يوجد هناك فسمعه يلبي وينادي بعلي،فقال له: لا تنادي بعلي، نادي الذي خلقك، من هو الذي خلقك غير الله، فرد عليه حميد قائلا له: سوف ننادي علي لحد الموت ولن نتخلى عن ولايته حتى لو اخذت مني هذه الروح، سيبقى نداءنا يا علي دائماً وابدا، فغضب الدكتور واشتد غضبه جدا فجاء ليعطي إليه العلاج، فقال له: لا أريد علاجك، وخرج من المستشفى وهو ينادي يا علي يا علي لبيك يا علي.
هكذا كان نداء عشاق الامام علي عليه السلام، ليعرف الجميع عن حب علي، وطريق علي لن نتخلى عنه لو قطعونا اربا، ألم يعرفوا ان نبضات قلوبنا تنبض باسمه لحد الممات، فعلي النور لطريقنا، علي الدر والذهب المصفى وباقي الناس كلهمُ تراب.
لولا علي لما اكتمل الدين، فهو الباب الذي ندخل به ليشفع لنا يوم لا ينفع مال ولا بنون.
إن قلمي بحق علي خجل لا يعرف ماذا يقول عنه، يعجز الوصف مهما حاولت الكتابة عنه، يحتاج الأمر الى آلاف الأوراق بل آلاف الكتب، ومازالت الاقلام لحد هذا الزمان تكتب عنه وتستمر الكتابة الى الأبد.
حميد شاب متزوج ولديه أطفال ذهب للحشد ليرفع راية الحق، راية ولاية الامام علي عليه السلام ليحق الحق وليزهق الباطل.
والحمد لله جاء النصر وكان حليفنا.. فلبيك يا علي يا علي..
اضافةتعليق
التعليقات