ان الحديث عن معركة الطف وما جرى فيها، يجعل عقل الانسان يتوقف ولا يتحمل سماع كل تلك التفاصيل التي يتداولها خطباء المنبر عن طريق الكتب والرواة، وما نقل الينا ما هو بالشيء القليل، فقد سمعنا ان الحسين (عليه السلام) في يوم عاشوراء قاتل الاعداء ومنعهم من الوصول الى خيامه، وكان كل شيء مع الحسين، ولكنه اختار الشهادة.
عرش الله في نصرة الحسين عليه السلام
ان الله تبارك وتعالى قد اعطى الحسين عليه السلام من العرش ظله فجعله له مجلسا يجلس فيه يوم القيامة ومعه زواره والباكون عليه فيرسل اليهم ازواجهم من الجنة فيأبون ويختارون مجلسه وحديثه وقد اعطاه تعالى يمين العرش فجعله مقرا له في برزخه فإنه عن يمين العرش دائما ينظر الى مصرعه ومرحل فيه وينظر الى زواره والباكين عليه ويستغفر لهم ويخاطبهم ويسأل جده واباه ان يستغفروا لهم وقد اعطاه تعالى فوق العرش محل حديث لزائره واي حديث فقد ورد في بعض اقسام زياراته انه يكون من محدثي الله تعالى فوق عرشه فالعرش مجلس حديث لزواره ظله لمن يحدثه الله تعالى وقد اعطاه نظير العرش من اصناف الملائكة المحدقين والطائفين كما سنبينه ان شاء الله تعالى.
القلم في نصرة الحسين عليه السلام
ان القلم لا يكتب في اللوح الا بإذن الله تبارك وتعالى واذا كتب شيئا استحق العقاب ولكن عندما رأى جرائم بني امية في قتل سيد الشهداء عليه السلام كتب على اللوح ((اللهم العن يزيد))..... فقال له الله تبارك وتعالى استحقت الثناء لهذه الكلمة.
الملائكة تنصر الامام الحسين عليه السلام
روي عن الشيخ المفيد عن الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام انه قال ((لما سار ابو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام من مكة ليدخل المدينة لقيه افواج من الملائكة المسومين والمردفة في ايديهم الحراب على نجب من نجب الجنة فسلموا عليه وقالوا: يا حجة الله على خلقه بعد جده وابيه واخيه ان الله عزوجل امد جدك رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بنا في مواطن كثيرة وان الله امدك بنا)) فقال لهم ((الموعد حفرتي وبقعتي التي استشهد فيها وهي كربلاء فإذا وردتها فأتوني)) فقالو يا حجة الله ان الله امرنا ان نسمع لك ونطيع فهل تخشى من عدو يلقاك فنكون معك فقال ((لا سبيل لهم علي ولا يبلغوني بكراهية او اصل الى بقعتي)).
وروي عن ابي حمزة الثمالي عن ابي عبد الله عليه السلام قال ((ان الله وكل بقبر الحسين عليه السلام اربعة الاف ملك شعث غبر يبكونه من طلوع الفجر الى زوال الشمس فإذا زالت الشمس هبط اربعة الاف ملك وصعد اربعة الاف ملك فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر)).
الجن ينصر الحسين (عليه السلام)
روي عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) انه قال لما سار أبو عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) من مكة ليدخل المدينة.. أتته أفواج من مؤمني الجن فقالوا له: يا مولانا نحن شيعتك وأنصارك فمرنا بما تشاء، فلو أمرتنا بقتل كل عدو لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك، فجزاهم خيرا وقال لهم، أما قرأتم كتاب الله المنزل على جدي رسول الله في قوله: {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم و ليبتلى الله ما فيصدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور}.
فاذا أقمت في مكاني، فبم يمتحن هذا الخلق، وبماذا يختبرون؟. ومن ذا يكون ساكنا في حفرتي بكربلاء؟ وقد اختارها الله لي يوم دحى الارض وجعلها معقلا لشيعتنا ومحبينا، تقبل بها أعمالهم وصلاتهم، ويجاب دعاؤهم ويسكن إليها شيعتنا فتكون لهم امانا والاخرة.
ولكن تحروني يوم السبت وهو يوم عاشوراء الذي في آخره أقتل، ولا يبقى بعدي مطلوب من أهلي وبني وإخواني وأهل بيتي ويسار برأسي الى يزيد بن معاوية.
فقالت الجن: نحن والله يا حبيب الله وابن حبيبه، لو لا أن أمرك طاعة وأنه لا يجوز مخالفتك، لخالفناك وقتلنا جميع أعدائك قبل ان يصلوا إليك .
فقال لهم: ونحن والله أقدر عليهم منكم ولكن (ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم).
اضافةتعليق
التعليقات