إن تواجد المرأة في مواقع صنع القرار ومشاركتها في العملية الانتخابية ظاهرة عالمية ديمقراطية، وإذا ماقورنت نسبةمشاركتها في البرلمانات العالمية نجد نسبة حضورها ضئيلة جداً في الدول العربية ورغم حالة النضج السياسي التي تعيشها المرأة في الوقتالحاضر، إلا أن قضية النهوض بها تُعد من أعقد وأصعب القضايا في مجتمعاتنا الشرقية لعدم وضوح مفهوم الديمقراطية الصحيحة، ونظراً لوجود العديد من العناصر الحاكمة والمؤثرة لمسألة الاعتراف بِمُشاركة المرأة بالعملية السياسية، وبأن يكون لها دور بارز وفعال في المجتمع وعدم ايمان البعض بدور المرأة خارج النطاق الأسري، وهناك بعض آخر يؤمن بأن منزل الزوجية هو المكان المناسب للمرأة، ولامكان لها خارج هذا المنزل وإن دورها في الحياة السياسية ماهو إلا وهم، وتقليد للغرب وبما يخالف الأحكام الشرعية على حد تعبيرهم.
لم تفرق الشريعة الاسلامية بين المرأة والرجل في هذا الحق،فالعمل حق من حقوق الافراد، وعمل المرأة في المجالس النيابية لاتمانع منه، فيما إذا كان مُتناسباً مع طبيعة المرأة، وليس له تأثير سلبي على حياتها العائلية وذلك مع تحقيق التزامها الديني والأخلاقي، وأمنها على نفسها، وعرضها ودينها حال قيامها به.
فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز {لَيسَ عليكُم جُناحّ ان تبتغوا فضلاً مِن َربكم } سورة البقرة آية {198} أما في عهد الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- : يقمن بتكاليف اجتماعية كثيرة، فكن يخرجن مع الرجال في الحروب، وكن يقمن بالتمريض والسقي وغير ذلك، وكن يحضرن الصلوات، والاعياد.
لقد روى الصحابي جابر بن عبد الله - رضا الله عنه -قالَ: طُلقت خالتي، فأرادت ان تَجد نخلها أي تحصد نخلها فزجرها رَجل أن تخرج ، فأتت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -فقالَ: بلى فَجدبي نّخلِك فإنك عسى أن تتصدقي" لم تنهى الشريعة الاسلامية المرأة من العمل في السلطة مالم يتعارض عملها مع حياتها في المجتمع ومع دينها، إن مشاركة المرأة في العملية السياسية رَهن بظروف المجتمع الذي تعيش فيه، وتتوقف درجة هذه المشاركة على مقدار مايتمتع به المجتمع من حرية، وديمقراطية من الناحية السياسية، وعلى مايمنحه المجتمع من حريات اجتماعية للمرأة لممارسة هذا الدور.
وفي حديث سابق لسكرتيرة رابطة المرأة العراقية (شميران مروكل ) حول معوقات مشاركة المرأة في الحياة السياسية، تقول هناك عدة عوامل تُعيق عملية مشاركة المرأة في الحياة السياسية منها:
العوامل السياسية: بسبب سيطرة آليات العنف والفساد وسلاح المال على المناخ السياسي، والانتخابي يؤدي الى إحجام النساء عن المشاركة الاساسية
- ضعف الدعم الحزبي للمرأة فمعظم الأحزاب السياسية لاتقدر دور المراة وإمكانياتها في العمل السياسي
- الافتقار الى اطار تشريعي للتميز لصالح المرأة بل على العكس مازالت سارية المفعول قوانين تسمح بممارسة التمييز والعنف ضد المرأة
- العوامل الاقتصادية:
- عدم تمتع المرأة بالاستقلالية الاقتصادية
- الفقر وانشغال المرأة بالأمور الحياتية اليومية
العوامل الأقتصادية:
الثقافة العامة السائدة في المجتمع عملت على تحديد ادوار المرأةوأخرى للرجال
غياب الوعي لدى المرأة نفسها لأهمية مشاركتها في العمل السياسي.
النهوض بواقعها الثقافي والسياسي
وان لايكون اهتمامها مقتصراً على الحياة الاسرية فنجد كثير من النساء لاتبالي بل لا تشارك حتى بالعملية السياسية ولايوجد لها أي دور أو ابداء للرأي.
سيادة المفاهيم البالية وعدم تقبل المجتمع لعمل المرأة السياسي.
سيادة التسلط الذكوري على إدارة الدولة ومؤسساتها وسوق العمل والاقتصاد.
الاعلام ودور الصحافة المختلفة في ممارسة التشويه الفكري للمرأة وإبقائها أسيرة الصورة النمطية للأفكار التي تساهم في الحط من قدرتها على المشاركة الفعالة في النشاطات العامة في المجتمع ان مشاركة المرأة العراقية في الانتخابات والبناء الديمقراطي يحتاح الى اصلاحات واسعة كلية وليست جزئية، والاصلاح الأول يجب أن ينبثق من داخل نفس المرأة من خلال تثقيفها بالعملية الانتخابية وأخذ دورها في كل مجالات الحياة جنب الى جنب مع أخيها الرجل، لكي يكون لها دوراً بارزاً في المجتمع، والحياة السياسي.
ويجب ان يضمن النظام الديمقراطي حصول المرأة على حقوقها، بما يمثله الدستور والقانون والتعليم والنظام الانتخابي وكيفية التعامل مع الإعلام الذي يجب أن يكون مستقلاً عن الدولة لذلك يتوجب أن تكون هناك تشريعات واصلاحات تتضمن للمرأة مشاركة حقيقية وليست شكلية، ويتضمن بتفعيل منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحامية لحقوق المرأة.
ان الانتخابات لاتشمل وحدها الديمقراطية ولكن الذي نفتقر إليه هو ثقافة الديمقراطية، وهي الثقافة التي يجب أن نسعى من أجل ترسيخها في المجتمع عن طريق مؤسسات التنشئة الاجتماعية والسياسية وكذلك عن طريق المجتمع المدني، والنهوض بواقع المرأة في كل المجالات وتثقيف المجتمع وقتل الأفكار الرجعية السائدة في المجتمع ضد المرأة ومشاركتها الجادة في بناء المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات