من أنقى فِطرات الإنسان التي غرسها الله فيه الحب، فبه تستطيع الحياة أن تعلن توازنها المعنوي والعاطفي لدى الأفراد فهو المنطلق لجميع العلاقات الإنسانية وديمومتها، هذا الحب له من القداسة ما يؤهله أن يرتبط باسم الجلالة فيكون الباري هو الحبيب، وأن جملة (الله يحب) نراها متكررة في القرآن الكريم.
هذه القداسة التي اكتسبها هذا الشعور غير صالحة للتلوث لأنها تتجلى في أشرف عباد الله محمد وآل محمد عليهم صلوات الله وهم الأُسوة.
فطقس الحب يحتاج نموذجا يقدمه بأنقى صوره من دون تشويه يُذكر وهذا يتجسد في عليٍّ وفاطمة عليهما صلوات الله، هذا الحب المسدد من الباري عز وجل حين أمر رسول الله صلى الله عليه وآله ب(زوّج النور من النور) على مهر قدره أربعمائة درهم، وحب مدى الدهور، فبعد أربعين سنة من وفاة السيدة الطاهرة لا يتخضب علي وعندما يُسأل يقول: بالأمس ماتت فاطمة.
هذا الحب الطاهر القائم على (نعم العون في طاعة الله) يستحق أن يتخذه الناس عيدا للحب بدلا من من ذلك العيد المُتخذ على مجموعة من القصص التي لا تمت بصلة للحب والتي إحداها موت قسٍّ لأنه كان يهرب السجناء، فهل يحتفل الناس بموت أحدهم!.
إن تجريد الحب من غاياته المعنوية وجعله مادة والتعامل وفق ذلك هو ما شوّه اسمه وجعله في بعض العوائل عارا ترفض أن تقع فيه، أو حتى تلفظ اسمه.
فلا بد من المحافظة على هذا الشعور وعدم الإسهاب فيه ومعرفته أمرا في غاية الأهمية والأهم منه هو معرفة أن يوم ١ ذي الحجة هو الوحيد الصالح للاحتفال بالحب، فمن آل البيت عليهم السلام نستقي العبر في التعامل والمشاعر فهذا النبي الأكرم أوصى الامام علي عليه السلام بكيفية التعامل مع زوجته في ليلة زواجه وصية لو اتبعها الرجل والمرأة لعاشا في هناء وسعادة، كما لا يترك إمام معصوم التوصية في النساء وفي ذلك أحاديث جمة منها ما قاله ثمرة هذا الحب الإمام الحسين عليه السلام: (أما حق الزوجة فأن تعلم أن الله جعلها لك سكنا وأنسا فتعلم أن نعمة من الله عليك فتكرمها وترفق بها, وإن كان حقك عليها أوجب فإن عليك أن ترحمها).
اضافةتعليق
التعليقات