في ذكرى استشهاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، يتجدد فينا الحنين والاشتياق إلى هذه الشخصية العظيمة التي قدّمت لنا قدوة حقيقية في حب الله والتقوى. بعيدًا عن ما عانته الزهراء (عليها السلام)، يجب أن ننظر إلى قضيتها بعين أعمق، ونتساءل إن كنا نحن أنفسنا أبرياء من ظلمها ومن الأعمال التي تسببت في ألم قلبها. سنتطرق إلى بعض النقاط التي يجب علينا أن نراجع أنفسنا فيها ونتأمل كلامها .
قد نكون نحن السبب في ألم قلب الزهراء، وحزنها، وغصتها. قد نكون في معصية لا تزال تحرق قلبها، مثل جمرة مشتعلة تستعر في دواخلها.
أنا معك في اللعنة على كل من ظلمها، لكن هل نحن أبرياء؟ يجب أن نقتدي بها ونتعلم منها ونسلك طريقها. ثم، وفقًا لذلك، يمكننا أن ننطق اللعنة على كل من ظلمها.
- إن كنت لا تصلي، راجع نفسك.
- إن كنت مستمرًا في أخذ الغيبة، راجع نفسك.
- إن كنت تطلق الكلام كالسهام في قلوب الناس، راجع نفسك.
- إن كنت تفشي أسرار الناس، راجع نفسك.
- إن كنت تتورط في علاقات محرمة، راجع نفسك.
إليك مقتبس من كلام الزهراء (عليها السلام): "قالت: يا ابن عم ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال (عليه السلام): معاذ الله أنت أعلم بالله وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفا من الله".
هذا المقتطف يعكس النقاء والاستقامة العالية التي كانت تتمتع بها الزهراء (عليها السلام)، وكذلك يظهر الثقة والاعتراف بمكانتها العظيمة من قبل الإمام علي (عليه السلام).
ماذا قالت في وصيتها؟
"قالت: أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي فإنهم عدوي وعدو رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا تترك أن يصلي علي أحد منهم، ولا من أتباعهم، وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار".
يا حسرتي على فاطمة. هذه وصية تعكس حجم الظلم الذي تعرضت له. يا خوفي من أن نكون نحن الظالمون. اعلم عزيزي القارئ إن حاولت الأستقامة فأنت لن تنال حب فاطمة فقط بل شفاعتها أيضاً.
"قال ابوجعفر (ع): والله ياجابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الردئ، فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم أن يلتفتوا فإذا التفتوا يقول الله: يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟
فيقولون: يارب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم.
فيقول الله: يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أطعمكم لحب فاطمة، انظروا من كساكم لحب فاطمة انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة، انظروا من ردّ عنكم غيبة في حب فاطمة فخذوا بيده وادخلوه الجنة."
إن العناية بالزهراء (عليها السلام) والالتزام بتعاليمها يعدان طريقًا للوصول إلى محبتها وشفاعتها يوم القيامة. لذا، لنتأمل جيدًا في أفعالنا وسلوكياتنا، ولنسارع إلى تصحيح ما نقوم به من مخالفات ومعاصي، ولنكن من الذين يحرصون على اتباع سيرة الزهراء وتعاليمها. فقط حينها نستحق أن ننطق اللعنة على من ظلمها، ونتمنى أن نكون من شيعتها ومحبيها الذين ينالون شفاعتها يوم القيامة بحق محمد وآل محمد .
اضافةتعليق
التعليقات