اعتادت أمل على خصامها مع زوجها الذي لا يكترث لاحتياجات البيت, في ذلك المساء ازدادت حدة النقاش بينهما حتى وصل الى الشجار ولطمها على وجهها!.
اكتفت بالصمت ولاذت بحجرتها تكفكف مدامعها.
الكثير من النقاشات الزوجية تقود احيانا الى الشجار وبطريقة استفزازية يتهور الزوج ليخرج عن شعوره ويبدر منه ما لا يحمد عقباه.. وهذا ما حصل مع أمل.
(بشرى حياة) تستعرض اليوم بعض الخصوصيات لزوجات قد استطعن بحكمتهن وصبرهن التغلب على مشاكلهن الخاصة دون تدخل طرف ثالث قد يزيد الطين بله..
أمل اليوم أُم لخمسة اطفال حدثتنا عن تجربتها مع زوجها خلال رحلة زواج دامت خمسة عشر سنة: زارتنا امي في ذلك المساء لتطمئن على حالي فقد انتقلت لبيتي الجديد مؤخرا, حينما جلسنا كان الصمت لغة حوارنا أحست بشيء خارج عن المألوف حاولت تفسير لغة عيوني الوارمة حتى سحبتني إلى حجرتي لتطلب مني حزم أغراضي وأغادر معها بيتي.. معللة بذلك بأنه سيعود لضربي إن لم يضع أبي حداً له.
سحبت يدي من قبضتها وقلت لها: لن أغادر بيتي ولم نختلف انا وزوجي بشيء انه مجرد سوء فهم, هو لم يضربني عبثا بل أنا استفزيته بالكلام إنه ذنبي, سأحل مشكلتي بنفسي.
في ليلتها غادرت أمي مستاءة لعدم امتثالي لرغبتها.
توالت الأيام والسنوات استطعت أن أتجاوز كل مطبات حياتي في بيتي الصغير انا واطفالي حتى زوجي تغير بالتدريج للأفضل, واحسَّ بصبري وقدّرَ جدا تصرفي النبيل لعدم السماح بتدخل احد في حل مشاكلنا الزوجية فلو حصل العكس لأزداد الامر سوءا, وهذا ما نراه اليوم من اغلب الفتيات حينما يسردن لأسرهن تفاصيل حياتهن, فنجد المشكلة تتسع ويغوص الجميع بحلبتها من كلا الاسرتين, وهما ينحصران بين القيل والقال ليجدا نفسيهما في آخر المطاف في أروقة المحاكم.
العقل المدبر
تنقل بسمة علي تجربتها في هذا الامر قائلة: لقد توشحت بحزن كبير حينما نكث زوجي مهند العهد بعد الزواج بإنهاء جامعتي, لم اصب بنوبة حزن مماثلة من قبل مثل تلك.
خضعت الى مبتغاه, لم انبس بكلمة حاولت جاهدةً التهرب من سؤال والديّ واخوتي عن دروسي, وهل أفوت محاضراتي, كان زوجي برفقتي ينظر اليّ والحيرة في عينيه فبماذا سيجيب ابي ان اخبرتهم انه منعني من ارتياد الجامعة؟
انطلقت من صدري آهة حزينة, وسرعان ما قلت: لم ألتحق بالجامعة, رغم إصرار مهند إلا إني رفضت خوفا على صحتي فالحمل بات يتعبني إضافةً إلى أعمال البيت, امتعض أبي وإخوتي وامي واصبحوا يصبون عليا لومهم لما فعلت, وبأن أعذاري واهية.
لم يتحمل مهند عتابهم لي فقاطعهم قائلا بأنه سيقنعني بالالتحاق في الجامعة في السنة القادمة حينما اضع حملي.
اليوم أنا أحضّر الماجستير وأم لثلاثة أولاد وزوجي فخور بي, فلولا صبري وتحملي لقراره ذاك لربما كانت تلك هي بداية لسلسلة من المشاكل بيننا.
فلو علمت اسرتي بذلك لأخذت المشكلة انعطافا آخر, بين إتفاق قد ابرموه قبل الزواج وبين تراجعه عنه هو, وهذا سيدل على استدراجي أنا وأسرتي من اجل الموافقة بالزيجة, ثم وضعنا أمام أمر واقع يجدر بي قبوله تحت اي مسمى وضغط, وهنا سترفض أسرتي ذلك, وبالتالي ستتفاقم المشكلة حتى تصل الى اطراف مترامية بين الاسرتين لربما تصل الى الطلاق, على ان لا اترك تعليمي.
الا اني فكرت بحكمة وبعقل المدبر بان أتصبر حتى استطيع كبح عناده وترويض افكاره السلبية لفتاة الجامعة, وقد كان ردي ذاك هو اكبر دليل باحترام قراره ورغبته وإرضائه هو على رغبتي بإنهاء تعليمي, فذلك جعل منه شخص اخر.
الطرف الثالث
وكانت لنا وقفة مع الاستشارية نور الحسناوي قالت فيها: تتخلل العلاقة الزوجية الكثير من الشواغب, إن تصرفّ الزوجان بحكمة وصبر اجتازا تلك الشواغب المتمثلة بالمشاكل التي لابد أن تحصل فلا حياة زوجية دون تبعات من هذا النوع.
وأضافت: هناك مسألة مهمة يجب ان نسلط الضوء عليها وهي صبر الزوجة وحكمة الرجل فهما الرادع القوي لأي ضربات خارجية يمكن ان تسبب تصدعات في حياتهما الزوجية, ان اقتديا بها يمكنهما اجتياز تيار اي خلاف يعكر صفو حياتهما, وهذا يتوقف على صبر الزوجة على تحمل زوجها في ثورة غضبه ومحاولة امتصاصها وتحمله, دون اللجوء الى طرف ثالث لحل المشكلة فلربما سيكون الطرف الثالث حجر يعرقلها بدل ان تتخطاها, وهذا ينطبق ايضا بحكمة الرجل بنفس التصرف, كما أن الطرف الثالث يجب ان يكون اخر حل وبعد اليأس, لأن تدخل الاهل غالبا ما يقف خلف خراب العلاقة الزوجية.
وأشارت الحسناوي: الى ان هناك تراجع بالعلاقات الزوجية عن مضمونها السامي في الرحمة والمودة والحميمية, وذلك يعود الى أسباب عديدة اولها التكنولوجيا والخيانات الزوجية التي تحصل على مواقع التواصل الاجتماعي والتي عملت على تفكك العلاقة الزوجية والاسرة بشكل عام.
اضافةتعليق
التعليقات