اسم الحسين وحَّد الفكرة وجلى الهدف وتعاقد المحبين وأجابوا متأهبين وتجمع الجموع متوارثين الهمة وبتزايد وتجدد لا يخبو أو يقل للخروج مستعدين لتلبية واجب مشروع وعمل مستحب، وطلب الشفاعة ليدعوا الشفيع للمذنب، وسؤال الحاجة بالأمل والدعوات واليقين، والوفاء بالنذر ليجازيهم الله بأحسن الجزاء.
في الأيام قبل الوصول للعشرين من شهر صفر يعتنق أهل جنوب العراق بشماله وتتشابك معهم بالغاية والطريق راجلين نحو كربلاء التي اكتسبت المكانة والمنزلة العظيمة بعد معركة الطف واستشهاد الامام الحسين (عليه السلام)، يأتي الزائرين قاطعين المسافة أياما وليالي، جماعات وأفراد من جميع بلدان العالم التي يقطنها محبي أهل البيت من أرض المعمورة منها: قطر، البحرين، لبنان، السعودية، الكويت، ايران، باكستان، الهند، والبلدان الأوربية، ليعيشوا أجواء الحزن مع الارتباط المعنوي والوجودي والمكاني مع اكمال الأربعين يوماً من استشهاده سبط الرسول وأخيه العباس (عليهم السلام).
تبعث رسائل عديدة من الحشد الذي تجمهر واجتمع وتعاون بالجهد والمال ليبعث الحشد الأربعيني رسائل عديدة منها، إن ما وحدهم وأثارهم قضية إنسانية عالمية تعالج جميع مشاكل البشرية ووضعت قواعد العدل وأثبتت بالبرهان صدق وصحيح أهدافها لو مضى واقتدى بها البشرية جمعاء في كل زمان ومكان باختلاف الطوائف والملل واللغات والأديان.
وسلطت الضوء على مظلومية الحسين والنصرة المتوارثة على مدى القرون التي لم يأكل النسيان والإهمال من جرف أهميتها، وانتشرت كحدث اعلامي عالمي يتصدر عناوين الاعلام التقليدي والجديد رغم أنوف المعترضين، إن الزائرين المنتظمين والعارفين أهمية هذه الزيارة في نيل القرب الإلهي هم شاهد مضاد للمعلومات المضللة التي تبثها النفوس الكارهة والمتصيدة في الماء العكر ومشعلي الفتن والعقول الجاهلة للشعائر الأربعينية الجوهرية وأهدافها السامية.
وأثارت هذه المناسبة العالمية تساؤلات الكثير من جميع سكان العالم وحفز شعور معرفة ماهي القضية الحسينية وما هي هذه الواقعة التي تعد من أكبر الوقائع والأحداث المؤلمة التي حصلت في الأمة العربية الإسلامية، وما أسباب الحب والتمسك في احيائها، ليضموا صوتهم الناطق بالتأييد لها.
وأوضح الارتباط الروحي والعقائدي الراسخ لأسباب منطقية تجلت بقوتها وثبات الدفاع عنها ليظهر محبي أهل بيت النبوة قوة مترابطة يصعب تفكيكها أو هزها.
كل سنة تكتمل اللوحة التراجيدية الواقعية كدليل ثبات وقوة نفسية من حشد أربعيني يروي صراع خير وشر وعلم وجهل وبطولة وجبن ويمثلون الملحمة الأسطورية التي حدثت قبل ما يقارب الثمانية قرون.
اضافةتعليق
التعليقات