يحل علينا يوم عظيم الشأن يوازي ليلة القدر الشريفة بمقامها ألا وهو يوم النصف من شهر شعبان المبارك، يوم تتجدد أفراح أهل السماء والأرض إنه يوم المولد المبارك لفرج البشرية بل الأكوان جميعاً.
انه مولد خاتم الأئمة الأطهار وسلالة أولي العزم الذين استخلصهم الله عزوجل لنفسه ودينه ووارث علم الأنبياء والمرسلين الامام المهدي بن الحسن المنتظر عجل الله فرجه الشريف.
تشتد الدنيا ظلماً وجوراً يوماً بعد يوم، والأعين ترتقب والأفئدة تتلهف والألسن تلهج بالدعاء للفرج
ورؤية الغرة الحميدة المباركة.
ولكن هل نحن مستعدون لذلك الظهور العظيم؟
هل نحن كفؤ لمُهِمّة الجنيد في أعظم جيش؟
وأي جيش؟!
إنه جيش الله القاهر للكفر وداحض للشرك ومبطل البدع وقاطع حِبال الافتراء، الذي يرفع راية الشريعة العادلة لتشع نوراً يمتد من عرش الله إلى الأرضين.
هل نحن مع ذلك الامام قلباً وقالباً حقاً كما ينبغي لمقامه الشريف؟
هل نحن محبون وعاشقون وجازعون لحد قذى المحاجر على غيبة المعشوق الأوحد كما ندعي؟
إن المحب لمن أحب مطيع، أين نحن من تلك الاطاعة والإخبات والتسليم؟
العاشق المشتاق لايهنأ بلذيذ النوم، ولا يرتوي من ظمأ ولا يشبع من طعام فهو دائم الضنك والانهاك حتى يلتقي بمحبوبه المنشود.
هل نحن كذلك؟
الموالي دائم المراقبة لكل لفظ وحركة، يحاول إرضاء مولاه بكل لهفة، ولا يجرأ على جلب سخطه بل يكون دائم الاستعداد لخدمته ومتأهب قبل السؤال.
أين نحن من ذلك؟
وجود الامام الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف بحد ذاته نعمة إلٰهية عظيمة تدل على رحمة الله الواسعة، فلولا ذلك الوجود المحمدي لساخت الثقلين بسكانها.
هو الحبل المتصل بين الأرض والسماء، يرعانا بكل سَكِنَه، يغدقنا بالتوفيق والدعاء وقضاء الحوائج، مغيث المضطر وركن الضعفاء ومواسي منكسري القلوب.
عندما تعرض تلك الصحف التي تحمل بين طياتها أعمالنا ولو كانت مخفية عن البقية بما فيها من رذائل وصغائر وكبائر الذنوب على الامام الحجة ويتألم فؤاده لما نقترفه بدل التأهب للظهور المرتقب.
هل هذا ما يستحق أن يراه منّا؟
أين نحن من تلك الصفوف الورعة التي سخرت حياتها الفانية لتكليفها الحقيقي؟
هل نحن عبيد مطيعون لمولانا ام من الآبقين؟
إن من أجمل العبارات في دعاء زمن الغيبة المروي عن نائب الأمام الأول تلك العبارة التي لها معنى عميق جداً "اللهم لين قلبي لولي أمرك".
فعندما يتعلق الفؤاد بمولاه يكون طائعاً مسلّم بكل جوارحه ليستحق نظرة رحيمة من سيده وهذا هو الفوز العظيم، لذلك علينا تزكية هذا القلب من الشوائب والمكدرات والذنوب ورذائل الأخلاق وتحليته بجميل الفضائل ومكارم الأخلاق وسمو الهمم ليكون مهيأ لاستقبال ذاك النور الرباني والمعرفة الحقيقية لخدمة حجة الله امام العصر والزمان والأكوان شبل أمير المؤمنين ويوسف الزهراء وقرة عين النبي المصطفى محمد صلى الله عليه وآله أجمعين.
اسأل الله العلي الجليل مقلب القلوب والأبصار أن يهب لي المعرفة بمقام محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين ويشملني في جملة العارفين بهم و يلين قلبي لمولاي امام العصر والزمان ويجعلني من الجنود الغير مُكرهين في صفوفه والمستشهدين تحت لواءه والسابقين لإرادته برحمتك يا رب العالمين.
اضافةتعليق
التعليقات