كانت بالمدينة جارية عمياء تسقي المارّة الماء وتردد القول: اشربوا الماء على حب علي ابن أبي طالب.
فرآها رجل ذات يوم في مكة المكرمة وكانت مبصرة فأدهشهُ أمرها!!.
قال لها: ألستِ أنتِ المرأة التي كانت في المدينة تسقي الناسَ الماء وتقول لهم: اشربوا الماء على حب علي بن أبي طالب؟!!.
قالت: بلى أنا هي.
فقال لها الرجل: أراكِ تبصرين وقد كنتِ عمياء؟!!.
فقالت: ذات مرة وأنا اسقي الناس الماء، جاء رجل وقال لي، أتسقين الماء على حب علي بن أبي طالب؟!!.
فقلت له: نعم!!.
قال: أوَ تحبينه؟!!
قلت: حبي له لا يوصف!!.
فرفع يده الى السماء وقال: (اللهم بحق حبها لعلي ابن أبي طالب اردد لها بصرها).. فوالله ما أن أتمّ دعاءَه حتى عاد إليَّ بصري!!.
ثم همَّ بالانصراف!!.
فقلت له: من أنت يا هذا؟!!
فقال: أنا الخضر. (عليه السلام).
فليكن حبنا صافياً لعلي، خالياً من الشوائب والملذات الدنيوية، وليكن خالصاً نقياً من كل دنس، ولنعلّمْ أروحنا حب علي ومرضاته (عليه السلام).
لنقتدِ بعلي بحق وليلهج لساننا بذكره ودعائه ومناجاته، كي يكون لنا الوسيلة إلى الله، فبحبه نفوز بالصراط المستقيم.
إن العِبرة من هذه الموعظة هي أن نتعلم منها القيمة العليا لحروف علي (عليه السلام)، فلننقش كلماته في قلوبنا ولنزرعها في عقولنا، ليثمر حب علي في قلوبنا وأجسادنا، ولنتكلم بكلام علي ولندرس منهجه عليه السلام، فالحب له لا يكفي، علينا أن نطبق علمه في عشقه لعبادة ربه ليقول له: أني طلقت الدنيا ثلاث.
هكذا يكون اللجوء للمعبود والتقرب إليه أكثر، طالبين منه المغفرة والرحمة، فالدنيا لا تدوم، فلا نضِعها باللهو والضحك واغتياب الآخرين، فالحياة دروس بالمجان.
شباننا الآن يحبون علي ويعشقونه لكن لا يطبقون نهجه، كلامه، علمه، عبادته، وانما اللجوء له وقت الحاجة كالمنبه نضعه ليوقظنا من غفلتنا عند الحاجة والدعاء والتوجه، هكذا نحن غافلين عن علي عليه السلام ووقت اليقظة نعيد وعينا، ونركض لهفة إليه ونقول ليس لنا غيرك لشدة حاجتنا، هذا هو حالنا فحبه يظهر وقت الحاجة.
لذا علينا أن نتعلم درسا من دروس علي عليه السلام وليكن قدوتنا في كل مجال نسير فيه، لنجعل كلمة علي الاولى في حياتنا، وبهذا نكون اكثر سعادة، وحياتنا مليئة بالحب والامل بأن الغد أجمل.
فعلي الروح التي تجري بنا والحب الذي يملأنا، ومنه تعلمنا معنى الشهادة وهو رمز لكل شاب يفتخر بحب علي عليه السلام.
اضافةتعليق
التعليقات