بعد ان اقتنى الحاج أبو خضر هاتف محمول بتقنيات حديثة وأجاد استخدامه استغنى عن متابعته الدؤوبة للأخبار عبر الصحف الورقية، وغيرها من الوسائل الأخرى حيث بات لا ينفك عن تصفح هاتفه لمعرفة مستجدات الأخبار السياسية والاقتصادية أولاً بأول.
كما تطور الأمر ليتابع أخبار العالم أيضا ولم ينحصر في زاوية الأخبار السياسية والاقتصادية، بل بدأ متابعة أخبار الطقس والقضايا الاجتماعية كجرائم القتل والاختطاف وغير ذلك.
استبدال مغاير
استبدل الكثير الصحيفة الورقية أو المجلة بالهاتف المحمول للاطلاع على آخر المستجدات في جميع المجالات حتى الشخصية فمنصات التواصل الاجتماعي باتت تسرد حتى الحياة اليومية لبعض المشاهير وغيرهم.
يرى التدريسي أسعد الغانمي أن هذا الاستبدال هو مغاير من الجانب الصحي فالهاتف وشاشات الكمبيوتر تضر بالصحة من ناحية النظر وانحناء الظهر فهناك من يدمن على متابعة المواقع الاخبارية والاجتماعية، فضلا عن تجوله بين أكثر من برنامج وتصفحها دون ملل وما أكثرها اليوم.
وعكس رؤية الغانمي قالت أسيل هادي/ طالبة جامعية:
أعتقد أن الهاتف أتاح فرصة سريعة لمعرفة أي خبر نحتاجه أو حتى معلومة في أي مجال دون اللجوء إلى سؤال الآخرين أو البحث عنه في الصحف أو القاموس أو المراجع حيث أمسى الهاتف وسيلة سهلة الحمل في الحقيبة لصغر حجمه وسعة مزاياه بدل حمل الكتاب أو صحيفة وحتى جهاز الحاسوب (اللابتوب) ومن خلاله نحصل على ما نبتغيه في جميع مفاصل الحياة، كالاعلان عن عمل أو ابتياع شيء أو بيعه ويمكن استخدامه كدليل لمواقع معينة والاطلاع أيضا على كل المستجدات لحدث ما سواء في بلدك او بلد آخر بوقته دون انتظار اصدار الصحف لليوم التالي ومتابعتها.
عصر العولمة
وأوضحت رنا الحسيني (موظفة) أننا نعيش عصر العولمة كل جيل بجيله فأنا ما زلت أفضل المجلات والصحف الورقية وأحب اقتنائها حتى رائحة الكتب هي الأخرى تشدني وأحبذ قراءتها، بينما جيل اليوم يفضل مطالعة الصحف والمواقع الالكترونية الاجتماعية منها والسياسية، لسهولة الوصول إلى ما يبتغونه دون البحث والتقصي على ما تمليه عليهم الصحف وهم يبحثون بين مواضيع لا تمت إلى ما يرغبون معرفته.
المدنية تفرض نفسها
فيما قالت الباحثة الاجتماعية نور الحسناوي:
لقد فرضت المدنية نفسها اليوم ومن الصعب التراجع فالقفزات التكنلوجية أصبحت جزءاً من حياتنا من الهاتف المحمول إلى وسائل أخرى ولا ننكر أنها أتاحت فرصاً عديدة أمام الآخرين بتطوير قدراتهم من الناحية العملية والعلمية.
وأضافت: وبالنسبة للجانب الاعلامي يفضل البعض استخدام الهاتف لمتابعة الجوانب التي تخص الشأن السياسي والاقتصادي بينما هناك ما زال يرغب في تصفح الصحيفة أو المجلة وآخرين يفضلون الاثنان معا وهذا يعتمد على كينونة الفرد ورغبته نحو الأشياء.
أما من الناحية العلمية أرى أن الصحيفة أو المجلة هي أرشيف موثق لا يمكن أن تمحيه الحداثة فمهما بلغت التكنلوجيا ذروتها تبقى مهددة بالاختراق أو التعطيل مما يؤدي إلى انهيار تلك المؤسسة الالكترونية ومحو بياناتها بشكل كامل أو بعضها، الأمر الذي يستدعي القائمين عليها بالعمل مجددا لاستعادة حيويتها وتنشيطها في عالم الشبكة العنكبوتية الشاسعة.
اضافةتعليق
التعليقات