الزواج علاقة متعارف عليها ولها أسس قانونية ومجتمعية ودينية وثقافية، وهي علاقة إنسانية لابد من قيامها لتماسك المجتمع، واستمرار الجنس البشري على الأرض، وهذه العلاقة قائمة بين طرفين هما المرأة والرجل، وحتى تؤدي الأسرة دورها في بقاء الجنس البشري، وتماسك المجتمع، يجب أن تقوم على أسس ودعائم وثقافة تكفل لها تلك الأسباب، وقد كفل الإسلام ذلك بما وضعه من قواعد، وأحكام، تحكم تلك العلاقة دون ظلم لأي طرف.
ولكن هذا الأمر لا يخلو من تفاوت، لأن تعاملات البشر تختلف من شخص لشخص آخر، كما أن احتياجاتهم أيضاً تختلف، ويحتاج كل طرف في العلاقة الزوجية إلى التقدير، والود، والتفاهم حتى تبقى الأسرة قائمة، ولا تنفك عراها، ولكن ليست كل الزيجات كبعضها، وهناك الكثير من الأمور التي لابد من إلقاء الضوء عليها. العنف ضد المرأة من التحديات الهامة التي تواجه المجتمعات، ولكي يتم القضاء على العنف ضد المرأة على الجميع أن يدرك أولا معنى العنف ضد المرأة فما هو؟
العنف ضد المرأة هو كل فعل له أثر سلبي عليها وعلى كرامتها ومستقبلها وصحتها وكل ما يتعلق بحياتها، والعنف قد يكون ماديا أو معنويا وكلاهما لهما أشكال كثيرة جدا، وجب معرفتها حتى يمكن تفاديها.
وللتخلص من سوء المعاملة الزوجية يتطلب أولا أن تعرفي أنه يجري استغلالك وإساءة معاملتك، وهذا قد لا يكون بالأمر الواضح، حيث إن العديد من الأشخاص الذين تعرضوا لسوء المعاملة لفترات طويلة من الزمن أو من عدد من الأشخاص في حياتهم يجدون صعوبة في تمييز أنماط العلاقات غير الصحية ومخاطر إساءة المعاملة بشكل مستمر.
ووفقا لفريق عمل "ريتش بيوند دومستك فيولنس" (REACH Beyond Domestic Violence)، وهي وكالة تهدف للقضاء على العنف المنزلي، فإن الإساءة هي نمط من السلوك يستخدمه شخص ما لاكتساب القوة والسيطرة على شخص آخر والحفاظ عليها.
وما يجب ملاحظته في هذا التعريف هو أنه يتحدث عن نمط من السلوك، فهو ليس مجرد حادثة واحدة. ويمكن أن تتخذ هذه السلوكيات أشكالا مختلفة، لأنها تتعدى القوة البدنية وممارسة العنف، أحد أشهر أنواع الإيذاء الذي تتعرض له المرأة، وفيما يلي سبعة أنواع مختلفة من سوء المعاملة الزوجية للمرأة، وذلك وفقا لكل من موقع ريتش بيوند دومستك فيولنس و موقع زواج.كوم.
سوء المعاملة العاطفية
تقول المستشارة في مجال الصحة العقلية إليزابيث ماكورميك في مقالها ، ربما تكون سوء المعاملة العاطفية الذي تتعرض له الزوجة، أحد أكثر أنواع سوء المعاملة ضبابية التي يمكن أن تتعرض لها. الألم العاطفي والأذى شائعان في العلاقات الزوجية، حيث تشعرين بأن أفكارك ومشاعرك تتعرض للتهديد بانتظام من زوجك، والاعتداء العاطفي هو إنكار ثابت لحقك في التعبير عن مشاعرك.
وتتمثل علامات هذا النوع من سوء المعاملة في رفض الدعم وحجب التواصل العاطفي والمودة، والنقد الزوجي، وتهديدات منتظمة بإنهاء العلاقة الزوجية أو تعرضك للإهانة وسؤالك ترك بيت الزوجية، وعدم الحفاظ على خصوصيتك، ومنعك أحيانا من التواصل مع الأصدقاء والعائلة.
الإساءة النفسية
من الصعب أيضا تحديد الإساءة النفسية لأنها تشمل مجموعة من الإساءات التي ليس لها أي دليل مادي واضح. ويمكن أن تتقاطع الإساءة النفسية مع الإساءة العاطفية أو الإساءة اللفظية. تواجه العديد من الزوجات هذا النوع من الإساءة في شكل قيود على تحركاتها وتقليل من شأنها ومطالب غير واقعية وتهديدات.
تشمل علامات هذا النوع من سوء المعاملة أيضا رفض الحديث مع الزوجة وتجنبها، والتجاهل والتقليل من المشاعر، وقد يكون هناك تعمد لحجب معلومات هامة عنك للضغط عليك لتقومي بسلوك معين متعمد.
الإيذاء العقلي المتعمد
يحدث الإيذاء العقلي من خلال سلسلة من الإجراءات أو الكلمات، التي تهدف إلى جعل الزوجة تشك في نفسها وفي قدرتها على إدارة حياتها بنفسها، مما يؤدي إلى اعتمادها أكثر على زوجها لأنها لم تعد تثق في حكمها على الأمور، ويحدث هذا بهدف السيطرة الكاملة عليها من قبل الزوج.
الاعتداء اللفظي
غالبا ما يكون الاعتداء اللفظي هو أخف شكل من أشكال الإساءة مع أدلة علنية واضحة، ويتراوح الاعتداء اللفظي على الزوجة بين التعليقات النقدية الصغيرة المتكررة إلى الصراخ الغاضب بصوت عال بهدف التقليل من شأن الطرف الثاني.
رغم أن علامات الإيذاء البدني قد تكون ملحوظة بالنسبة للأصدقاء وأفراد العائلة، فإن آثار الإساءة اللفظية والعاطفية يصعب تحديدها ويصعب إثباتها، كما يمكن للندبات العاطفية أن تستغرق وقتا طويلا للشفاء.
الإيذاء الجسدي
الإيذاء الجسدي هو أكثر أشكال الإيذاء شيوعا ووضوحا، وهو نوع الإيذاء الذي يفكر فيه الكثير من الناس عندما يسمعون كلمة "إيذاء". وله علامات مرئية مثل الجروح والكدمات وغيرها.
تتعرض الكثير من الزوجات للإيذاء الجسدي بأشكاله ودرجاته العديدة، ويشمل الإيذاء البدني ضررا متعمدا أو ضررا دون قصد. كما أن الإيذاء الجسدي المتكرر يمكن أن يؤدي إلى عدد لا يحصى من مشاكل الصحة الجسدية والعقلية، بما في ذلك إصابة الدماغ وأمراض القلب والقضايا التنفسية والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة والقلق.
الاستغلال المالي
نظرا لأن الاستغلال يتعلق بالسلطة والتحكم، فإن الزوج المستغل سيستخدم أي وسيلة ضرورية للحفاظ على تلك السيطرة، وغالبا ما يشمل ذلك الأموال. سواء كان يسيطر على جميع الميزانيات في الأسرة وعدم السماح للزوجة من الوصول إلى حساباتها البنكية الخاصة أو إنفاق الأموال، أو فتح بطاقات الائتمان ووضع الديون على اسمها، أو عدم السماح لها بالحصول على وظيفة وكسب المال الخاص بها، وهذا النوع من سوء المعاملة في كثير من الأحيان سبب كبير لعدم قدرة شخص ما على ترك علاقة مسيئة.
المعاملة العنصرية
يحدث سوء المعاملة الثقافية أو العنصرية عندما يستخدم الزوج خلفيته التربوية القائمة على التقليل من شأن النساء، لمضايقة زوجته وازدرائها ومعاملتها كأنها شيء وليس شريك حياة، كذلك يمكن للزوج استغلال جوانب من الهوية الثقافية الخاصة بالزوجة للتسبب في معاناة لها، أو كوسيلة للسيطرة عليها، كعدم السماح لها باتباع العادات الغذائية التي تفضلها أو ارتداء الملابس التي تناسبها أو استخدام الإهانات العنصرية لمضايقتها.
أسباب العنف الزوجي :
1- تعلم الرجل هذا السلوك من الأسرة لأن والده كان يفعل ذلك مع والدته .
2- التباهي وتقليد الصورة النمطية للرجل التي يتم بثها في وسائل الاعلام .
3- الاعتقاد بأنها هي الطريقة المناسبة لفرض السيطرة .
4- قلة الثقة بالنفس والرغبة في بقاء الزوجة معتمدة عليه .
5- تمت برمجة الزوج على أن العنف يحقق له ما يريد .
6- ادمان الخمور أو المخدرات مما يجعل هناك صعوبة في التحكم بالسلوك .
طريقة التخلّص من العنف بين الزوجين
- التواصل: إن التحدث مع الشريك بكلّ صراحةٍ عن حقيقة الإنزعاج من العنف هي من الأمور الأساسية التي تساعد على تحديد الأسباب الكامنة وراء المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها.
- العلاج النفسي: إن الخضوع للعلاج النفسي واستشارة الطبيب هي أيضاً من بين الحلول العلاجية المساعدة على تخطّي هذه المشكلة المهمة بين الزوجين. فالعلاج الإدراكي السلوكي يساعد كثيراً على إطلاع الزوجين على الطريقة المناسبة للتعامل مع ظروف حياتهم ومشاكلهم بدون اللجوء إلى العنف.
اضافةتعليق
التعليقات