الشخصية الإنسانية منفردة في نوعها وتختلـف مـن شـخص لآخـر ابتـداء مـن بصمات الأصابع التي جعلها الله تعالى مختلفة في كل البشـر وتتباين طبائع البشر لأسباب بيولوجية وتكوينات داخلية أو بسبب تأثيرات البيئة واختلافها وبناء على هذا الإختلاف تتعدد شخصية الفرد.
فبسبب تقدم البحث العلمي وتطور وسائل قياسه تم التوصل إلى قاعدة علمية يمكن بها الحكم على الفرد وقياس سلوكه وبالتالي تصنيف البشر على هيئة مجموعات كل مجموعة تشترك في بعض السمات والخصائص التي تميزها عن غيرها وهكذا يمكن الحكم على هؤلاء الأفراد بـأن شخصيتهم انطوائية وغيرهـم عدوانيـة وغيرهم سلبية أو ايجابية وهكذا.
وهذا الاهتمام العظيم بالشخصية لا يسـلم مـن الاختلاف في المنحى الذي تأخذه الدراسات التي تجعلها موضوعا لذا من الممكن رؤية هذا الاختلاف في أول مسألة وهي تعريف الشخصية أو تحديدها.
وإن الشخصية هي: النظام الكامل من الميول والاستعدادات على المستوى الجسمي والعقلي الثابت نسبيا والتي يتحدد بمقتضاها أسلوبه الخاص في التكيف مع البيئة المادية والاجتماعية المحيطة.
وإذا ما نظرنا إلى أنماط الشخصيات وجب علينا أن ننظر إلى كل شخص لديـه بعض الخلل السلوكي على أنه مريض نفسيا أو عقليا أو ذو شخصية مضطربة ويجب أن تكون نظرتنا شمولية لأنماط طباع الشخصية لكي نجد أن الشخصية تتطبع بسمات خاصة تبعاً لمكتسبات الفرد من المحيط العائلي والاجتماعي والمعرفي والخصائص العامة لمنظومة الجسد ورواسبها الكامنة في الـذات.
أولاً: تعريف الشخصية: أشارت معظم الدراسات النفسية إلى أن هناك شخصًا قد يظهر متطورًا ومتطورًا من جهة ومن جهة أخرى يظهر نوعًا من الحزم في مواقفه واتجاهاته يبدو مختلفًا عن الآخرين من ناحية ومشابه للآخرين من ناحية أخرى هو كل موحد أو وحدة متكاملة من جهة ولكنه يرى ويبحث في عدد من الجوانب والجوانب المتميزة من جهة أخرى.
ويميز علماء النفس عادة بين أنموذجين من الشخصية:
1 ـ النموذج الإنبساطي: والذي تتجه اهتمامات الفـرد فيـه إلى مـا هـو خـارج عـن الذات بأكثر مما تتجه نحو الذات والخبرات الذاتية وتتميز الشخصية الإنبساطية بالديناميكية المنتجة وبالنزوع إلى الإختلاط بالناس والمشاركة بالنشـاطات الاجتماعية.
2 ـ النموذج الإنطوائي: وهو النموذج الذي تتجه فيه اهتمامات الشخص نحو الذات والخبرات الذاتية بأكثر مما تتجه إلى ما هو خارج عن الذات وتتميز الشخصية الأنطوائية بالانكفاء على النفس واجتناب الاتصال بالناس والحذر من الغرباء وعدم المشاركة في النشاطات الاجتماعية.
وهناك تصنيف آخر يميز بين ثلاثة ضروب من الشخصية وهو:
1 ـ الشخصية المفكرة: وصاحب هذه الشخصية ينزع إلى الاكثار من المطالعة والتأمل ويعنى عادة بالنظريات لا بتطبيقها.
ب ـ الشخصية الوجدانية: وصاحب هذه الشخصية يستجيب للأحداث والمواقف ولكل ما يحيط به في انفعال وتأثر وهو أقل قدرة على تقدير القيم الموضوعية للأشياء لأنه أكثر اهتماما بمشاعره.
ج ـ الشخصية العملية: وصاحب هذه الشخصية شخص يغلب عليه الاهتمام بكل ما هو عملي فهو لا يكلف نفسه عناء التفكير في صحة نظرية ما مثلا ولكن يهمه أن يعلم ما إذا كان بالإمكان تطبيق تلك النظرية تطبيقا ينتهي إلى نتائج عمليـة سليمة أم لا.
ثانياً: ثوابت ومتغيرات الشخصية
لجميع الشخصيات خاصيتان أساسيتان وتظهر الأولى على شكل ثوابـت في الشخصية أما الثانية فتظهر في التغير والتطور الذين ينالانهـا خـلال تاريخ حياتهـا وفيما يلي سنحاول فهم هاتين الخاصيتين المتلازمتين وما هي النتائج التي تترتب على وجودهما.
1 ـ ثوابت الشخصية
وتتكون من الثبات في العمل: يظهر هذا النوع من الثبات في اتجاهاتنا المختلفة وهو ما ينعكس في سلوكنا بأشكاله المختلفة لا سيما تلك المتعلقة بطريقة تعاملنا مع الآخرين واحترامهم والتصرف في شؤونهم.
ب. الاتساق في الأسلوب: هناك نوع آخر من الثبات في الشخصية نسميه ثوابت الأسلوب أو التعبير ونعني به ما يظهر على أي فعل مقصود نقوم به يمكن أن تكون الطريقة المتبعة في إمساك القلم مثالًا واضحًا على المقصود هنا من حيث الأسلوب أو التعبير.
ج. الثوابت في البنية الداخلية: وهي الأسس العميقة التي تقوم عليها الشخصية ومن هنا نفهم تعريف (باودن) للشخصية عندما يقول إنها تلك الاتجاهات الثابتة للفرد التي تنظم عملية التكيف بينه وبين بيئته.
د. ثوابت في الشعور الداخلي: هو نوع من الثبات الذي اتخذ الكثير من العلماء والباحثين تسميته بأكثر من طريقة.
2. متغيرات الشخصية: خلال الطفولة نمر ونختبر أشكالًا مختلفة من النمو في مختلف جوانب بنائه فنحن نتغير ونتطور خلال هذا النمو وننمو من حيث معرفتنا ومن حيث قدراتنا وجودتنا ومستوانا وننمو في أشكال خبراتنا ومواقفنا من التأثيرات التي تحيط بنا التي نتفاعل معها في الطريقة تستمر مع ما يحيط بنا وهذا التفاعل يترك آثاره على مكونات شخصيتنا لذا فإن خاصية التغيير ضرورية لنا.
الأنماط السلوكية مقدمة لفهم أنماط الشخصية
صحة الإنسان تشمل جميع الجوانب الصحية مثل الصحة الجسدية وذلك في المتصل واستخدامه في الصحة النفسية والصحة الجسدية ترتبط ارتباطا وثيقا بالصحة النفسية وتتأثر سلبا وإيجابا.
أولاً: مفاهيم عامة حول الشخصية والذات والنمط:
1- مفهوم الشخصية من حيث الذات والنمط: تدرس الشخصية نفسياً من ناحية تركيبها أو أبعادها الأساسية ونموها ومحدداتها الوراثية والبيئية وطرق القياس واضطراباتها كل ذلك على أساس نظريات متعددة كثيرًا ما تكون متباينة إن كان الهدف بينهما مشترك وهو التنبؤ بالسلوك الإنساني في مختلف المواقف والأوقات.
2- أنماط شخصية الإنسان: الشخصية ميزة الإنسان النفسية ومجموعة تصرفاته وطريقة عيشه وتفكيره ومزاجه وتتكون الشخصية شيئا فشيئا منذ سنوات الإنسان الأولي.
3- الشخصية من منظور علمي وبحثي: يرى فرويد بأن الشخصية هي تكامل الهو والأنا والأنا الأعلى وحسب رأيه فهي بالضرورة تحليلية وعليه أن تفتيش في تاريخ الليبدو وعن الأسباب التي تدفع الإنسان إلى التصرف على هذا النحو.
4 - مفهوم الأسلوب في علم النفس: مفهوم النمط هو مجموعة من السمات أو مستوى أعلى يتم فيه تنظيم السمات وهناك أنماط جبلية ومعرفية إدراكية وأنماط للشخصية ويؤكد أيزنك على أن السمات والأنماط تتشابه من حيث أنها مستمدة من تحليل الاتساقات ولكنهما يختلفان في درجة العمومية.
تعريف النمط: كلمة نمط طريقة للتنصيف إذن الشخصية تورث أنماطًا سلوكية لكل منها خصائصها والنمط هو جملة من السمات أو مستوى أرقى تنظم فيه السمات .
اضافةتعليق
التعليقات