خرج الكهل من كهفه يوماً
يدير طرفه يمينا شمالاً..
عينه مازالت في إغماضة..
رموشه تزداد إلتصاقا..
يفتحها شيئاً فشيئاً..
يرى ماحوله ضبابا..
عمَ تبحث؟؟
يارجل الكهف أجبني..
أتبحث عمن يزيل لحاكَ الطويلة؟؟
أو يحلق شعر رأسك المسترسل؟؟
أم أنّك مازلت عاجزاً أن تفتح عينيك!!
فالكهف قد غشاك حتى أعشاك..
ولم تعد ترى أمامك إلا سرابا..
قل لي..
رقدة الكهف هل زادتك يقيناً؟؟
أم شحنت آهاتك أوجاعاً؟؟
هل غيرت مرآك؟؟
هل أراعتك؟؟ هل زادتك خوفاً؟
هل بدلت نظرة عينيك؟؟
هل أضافت إليك وقارا؟؟
رقدة الكهف هل أعادتك طفلاً؟!
أم أنّها زانتك صواباً؟؟
قل لي..
هل خالطتك الأحلام؟؟
بل الهواجس والأوهام؟؟
أم داهمتك الرؤى والأفكار؟؟
هل حظيت بلحظات إلهام؟؟
هل أعددت لإلهامك كتابا؟؟
هل سكنت كهف الحَجر؟
أم سكن الكهف في حِجرك؟
لاتقلْ المعنى واحد..
لكلٍّ تداعيات وأسرار..
لكلٍّ تركات وآثار..
هل تحسنُ عنه هروباً؟؟
هل تجيدُ التنّفس عنه بعيداً؟؟
أم أنّ أكسجينه مازال يشحن رئتيك!
يملأ رمش عينيك!
يداعب أنفك.. يلوّن شفتيك!!
خذْ زفيراً شديداً..
اطرده بعيداً..
واملأ نافختيك هواء جديداً..
وأعدها أخرى.. وأخرى
ثم تجمّل.. وتحمّل..
وتكمم..
عدّْ وتعقم..
وانفذ بجلدك..
اركض برجلك..
هذا مغتسلٌ باردٌ وشراب..
لا تعرْ للكهف طرفاً واقتراباً..
لستُ أدري..
لعلّك مازلت في كهفك..
تسكنه أو يسكنك أحقاباً..
اضافةتعليق
التعليقات