• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

هكذا نشكر الله

منى يعقوب / الأربعاء 04 آذار 2020 / تربية / 2395
شارك الموضوع :

لنعتبر من الأقوام السابقة ولنشكر الله كما يحب ويرضى وكما هو أهله

قال الله العلي العظيم في كتابه الكريم: [وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ ] ١.

في كل عام يتم إحياء مناسبة شروق شمس الحرية والتحرير من الغزاة بفضل من الله عزو وجل، وبدأ هذا الشعب باستعادة حياته وترميم كل الكسور والجراحات. فيتم تذكرها لكي لا تنسى والحرص على تخليدها في ذاكرة التاريخ والأجيال القادمة تعبيراً عن الشكر لله على نعمة التحرير والأمن والأمان.

هل تعلمون كيف نشكر الله في بلادي؟

تمتلئ الشوارع بالجماهير المختلطة والمركبات وهي تصدح بالغناء ويتمايل الرجال والنساء بالرقص والهرج طول اليوم دون توقف.

نغرق الشوارع بالمياه العذبة والمعدنية أيضاً وذلك لملئ البالونات والمسدسات البلاستيكية لرش المارة والمركبات تعبيراً عن الفرح والسرور.

تتزين النساء وتتبرج بالألوان الزاهية والملابس العارية لتزاحم الرجال في المسيرات وتشارك الفرحة بالرقص والغناء وتعلو أصوات الضحك والمزاح مع الأجانب.

تزدحم قاعات الاحتفالات بليالي الطرب والرقص إلى الصباح الباكر مع أشهر المطربين في العالم وتصرف مبالغ طائلة خيالية لتلك الحفلات وتذاكر دخولها.

تقام الكرنفالات الضخمة التي تحتوي على فقرات من البهلوانات والراقصات والاستعراضات.

ولما لا ونحن جميعاً مجتمعين لمناسبة واحدة وهي الفرحة بالتحرير وشكر الله على تلك النعمة.!

نعم هكذا نرد احسان الله على نعمة الأمان، هكذا نشكر الله على زوال البلاء الذي أثكل أمهاتنا وقتل أبناءنا واستحيى نساءنا وهدم البيوت وشرد الآلاف وأزهق الأرواح البريئة وهتك كل ستر.

هكذا نحمد الله ونعبر عن شكرنا بالمعاصي والتلف والتبذير والاسراف والذنوب والجهر بما حرمه الله.!

أهكذا يكون التعبير عن الفرحة بالانتصار؟

منذ متى تكون السعادة بتلك البشاعة؟

ماذا لو حلّ غضب الله عزوجل وجل والعياذ بالله مرة أخرى ببلاء أعظم؟

ماذا لو عاقبنا كما عاقب غيرنا من الأمم السابقة كما يقول تعالى في استئصالهم [فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ]٢.

لماذا الجهر بالمعاصي والتشجيع عليها والاصرار؟

لماذا صرف المال في المحرمات شرعا مثل إستئجار الفاحشة والمغنية؟

لماذا الاقدام في أمر يجر إلى الظلم والعقاب والغضب وأمثال ذلك ومضاعفة المعصية وهي حرمة أصل العمل والأخرى الإسراف وصرف المال فيها وقد نهى الله عن ذلك قائلاً [ ولا تُبذِر تَبذيرا ]٣.

لماذا الاسراف والتفريط بآلاف الجالونات من المياه العذبة والمعدنية لمجرد رش المارة ومضايقة البشر في حين نرى هناك الآلاف من يموت من العطش والمجاعة!.

إن كان استعمال القليل من القطرات الزائدة للوضوء من الاسراف كما رُوِيَ عن الإمام جعفر الصادق (ع) أنهُ قَالَ: [إِنَّ لِلَّهِ مَلَكاً يَكْتُبُ سَرَفَ الْوَضُوءِ كَمَا يَكْتُبُ عُدْوَانَهُ]٤.

فما حكم من اشترى الماء لإهداره في الشوارع بدون هدف أو استفادة.

ماهي الغاية من جلب هؤلاء المطربين والفسقة وأهل مجالس اللهو وبذل تلك الأموال لاحياء الليالي بالغناء والرقص إلى الفجر وهي من المحرمات العظيمة التي تجلب العذاب كما قال الله عزَّ وجلَّ [وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ] ٥.

وكما قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع): [لا يحل بيع الغناء ولا شراؤه، واستماعه نفاق وتعليمه كفر] ٦، بدلاً من التوجه للمساجد لصلاة الشكر وحث الناس على الطاعات والمستحبات مثل اقامة موائد الطعام للجائعين وغيرها؟.

لماذا الازدحام المختلط المحرم وتنسيق الأماكن لتلك الغاية مما ينتج عنه المفاكهة بين الجنسين وارتكاب المحرمات والجرائم من التحرشات وغيرها وما يهدم عفة المجتمع؟

هل رفعت الأقلام في ذاك اليوم أم تلك المناسبة تشفع لكل هذا الكم من الفسق؟

هناك من يعارض قائلاً إن تلك الأمور تحدث يومياً وليس فقط في ذاك اليوم وكل تلك الممارسات هي تعبير عن الفرحة وليس لأمور شهوانية!.

هنا تكمن المصيبة الكبرى وهي قبول تلك الأمور وتبريرها بأعذار سخيفة كما يقال في الأمثال العذر أقبح من الذنب، بل الاستعداد لها والمجاهرة بها أمام الملأ!.

ولنكن منصفين فليس هذا حال الجميع ممن يرتكب تلك الأمور، ولكن الأغلبية العظمى تمارس تلك الطقوس بحجة الاحتفال بتلك المناسبة.

لنصحح مفهوم الشكر لله قبل فوات الأوان وحلول النقمة، نحن لا نرفض فكرة الفرحة واحياء هذه المناسبة ولكن بالطريقة الصحيحة السليمة وفق الدين والشرع لجلب الرضا وزيادة الخير والبركة والتحصين من زوال النعمة، واجتناب مقت الله وغضبه وانتقامه كما فعل مع قوم نبي الله شعيب (ع) حيث أهلك القوم جميعاً رغم وجود الصالحين بينهم.

فقد روي أن الله تعالى أوحى إلى نبيه شعيب أني معذب من قومك مائة ألف، أربعين ألفا من شرارهم وستين ألفا من خيارهم.

فقال عليه السلام: يا رب هؤلاء الأشرار، فما بال الأخيار؟

فأوحى الله عز وجل إليه (لمداهنتهم أهل المعاصي ولم يغضبوا لغضبي).٧

هذا كان جزاء الصالحين لامتناعهم عن النصيحة ورفض المنكر بل أصبح من المسلمات لهم رغم عدم المشاركة في تلك الأفعال ولكن مجرد قبولهم لها كان سبب هلاكهم، وذلك بعد ما نصحهم نبي الله قائلاً كما ذكر الله عز وجل في كتابه: [وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ / وَلاَ تَقْعُدُواْ بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُواْ إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ]٨.

ولكن لا حياة لمن تنادي حتى أتاهم البلاء جميعاً.

لنعتبر من الأقوام السابقة ولنشكر الله كما يحب ويرضى وكما هو أهله، اجعلوا الشكر بصلة الأرحام ومساعدة الفقراء وموائد الاطعام ومساعدة المكروب والملهوف وادخال السرور في قلوب المؤمنين، احمدوه بالسجود والابتهال والدعاء لدوام النعمة، وانصحوا الغافلين عن تلك المعاصي باللين والموعظة الحسنة، ولا تركنوا للظالمين والفسقة ولا تبرروا المعاصي وانكروا الباطل ولو بالقلب وهو أضعف الايمان.

واتبعوا قول الله تعالى: [قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ] ٩.

.................
١- سورة إبراهيم
٢- سورة العنكبوت
٣- سورة الاسراء
٤- الكافي ج٣ ص٢٢
٥- سورة لقمان
٦- جامع أحاديث الشيعة ج17 ،ص192.
٧-كتاب الأنبياء ص٢٥٣
٨- سورة الأعراف
٩- سورة التحريم

الانسان
القيم
القرآن
الايمان
الفكر
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    مادة ربما تغير حياة البشر.. ما هو "مسحوق الكربون"؟

    النشر : الأثنين 09 كانون الأول 2024
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ما هو برنامج تيتش؟

    النشر : السبت 09 كانون الأول 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    تزودوا له بخير زاد

    النشر : الأحد 03 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    ماهي تبعات تطور الحياة؟

    النشر : الثلاثاء 25 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    قرابين العقيدة

    النشر : الأربعاء 12 كانون الأول 2018
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    من درر الأمير: من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه

    النشر : الخميس 04 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1237 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 446 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 433 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 423 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 419 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 418 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1331 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1237 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1180 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1113 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 775 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 650 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة