ألم تكن البذرة التائهة في الرياح..
تقلبك وتتقاذفك من مكان إلى آخر.. ترفعك وتسقطك، تتدحرج بخفة فوق الأديم مرحا خفيف الروح، حتى تجد شقا مظلما تقع فيه، ثم لا يمكنك الخلاص ولا الهرب، تنمو وتكبر عنوة تمسك بك الأرض بقوة كي لا تفر منها وقد مددت جذورك فيها. أنت من صنعت هذه الجذور أنت تركتها تمتد أذرعا..
وتأتي الآن وتحاول أن تنزع الأرض من قدمك، عبثا تفعل، تموت وأنت تحاول.. أنت اخترت هذه البقعة، وكبرت فيها ورفعت أذرعك الغليظة عاليا وقلت للطيور تعالي واسكني وارتاحي!.
ما الذي حدث الآن!
تركتهم يتأرجحون على ذراعك سنين..
تعبت! خارت قواك، كلت أكتافك! ماذا يمكن أن تكون سوى أنك شجرة، ثابتٌ وراسخ..
حتى تنقضي سنين عمرك لتشعر أمك بخواء جذورك ووهن أذرعك..
فتطلق ديدانها في جسدك حتى تصل إلى قمة رأسك لتنخرك تماما، والدود يعمل بداخلك بدأب وهو يترك فيك شقوقاً وأخاديد بلا رحمة، فيما تبدو بخير من الخارج..
مازالوا يحفرون أسماءهم على ظهرك لكنها لا تقرأ بوضوح أنت فقط تراها وتشعر بها، قل لكل المارين بجانبك رجاءً واصلوا السير، أنا خاوٍ جدا لذا لا تتكؤوا علي..
اضافةتعليق
التعليقات