كلما ارتقت العقول وتطور الزمن نعود إلى الوراء بتفكيرنا السطحي، هذا ما لمسناه حقيقة في بعض نفوس الرجال والموظفين على وجه الخصوص حين يفكرون بخراب أسرهم بالخفاء دون دراسة الآثار المترتبة على هذه الجريمة، التي لم تعد جريمة بنظرهم مبررين لأنفسهم ولمن يقف في طريقهم بسؤالهم عما يفعلونه (أن الرجل من حقه أن يعدد زواجاته في ظل الظروف التي يعيشها).
وضمن إطار تلك الكذبة المعروفة منذ القدم وما زالت تستخدم إلى اليوم بأن الزواج الأول كان رغماً عنه ولم يكن باختياره وجُبر على ابنة عمه التي أنجب منها ٧ أطفال والآن تذكر أنه غير سعيد بزواجه ويستحق أن يتزوج بأخرى لكن شرط أن يكون سراً كي يحافظ على العلاقات العائلية التي قد تصل إلى القتل، بسبب الخلافات التي تنتج من ذلك وهكذا تستمر القصص الحزينة التي أتاحت الفرص لضعفاء النفوس أن يستوطنوا أراضٍ ليست ملكاً لهم، لأنهم ببساطة من الذين ضعفت نفوسهم على أمور لا يستطيعون تملكها بشجاعة ويحصدونها بفخر أمام الملأ، متخذين الكذب ستارا لتغطية تلك الألاعيب التي يقومون بها مع من تعجبهم من الفتيات، ويظنون أنهم يقومون بفعل جيد وينقذون تلك الفتاة من العنوسة التي طالت الشابات لاسيما الموظفات اللاتي عملن على جمع أموالهن أو أقمنَ مشاريعهن الخاصة فتسيطر الأنانية والطمع على تلك الأموال، أما فكرة الزواج أنّه سكن وأمان واكمال لنصف الدين تلك فكرة لم تخطر في ذهن أحدهم أصبح التفكير بالماديات يستحوذ عقولهم غير ملتفتين إلى حجم الخراب الحاصل ولا الأخطاء المترتبة على ذلك.
فاليوم نحتاج إلى فكر متفتح يرى التعدد بالزواج أنه شرع الله ولابد أن يكون بشروطه كي يحافظ المرء على دينه ويرضى الخالق وزوجاته لا أن يتم خداع إحداهن على حساب رفاهيته الخاصة لنفسه وثم يواجه الأخرى كي يثبت قوته اأمامها فتقف عاجزة أمام تقصيره في حق عائلته وحقها دون عدالة تُذكر.
ناهيك عن الدمار الحاصل في مشاعرها ويرى البعض أن هذه شجاعة يقوم بها الرجل أن يتزوج رغماً عن زوجته فقط استجابةً لرغبته أو لإثبات ذاته المفقودة، أحيانا فقدان الثقة بالنفس وعدم الشعور بالرضا يجعل الشخص يتصرف بتصرفات غير مدروسة ممكن تفقده احترامه بين الناس، لم يكن تعدد الزواج بمشكلة كبيرة يستطيع أي رجل أن يتزوج على أن يُطبق العدالة المذكورة في القرآن الكريم، ويفهم كي يدير عائلتين بلا تقصير وانحياز لعائلة دون أخرى أو لطفل دون آخر فالعدالة المالية يحاسب عليها الرجل أشد الحساب، وكذلك المعاملة المعنوية التي يكون حذرا في توزيعها لأنها تزرع الضغينة بين الأبناء والزوجات، فالتعدد لا يعتمد على الأهواء والنزوات إنما هو ارتباط له حقوقه وعليه واجباته.
اضافةتعليق
التعليقات