• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ما هو ذهان ما بعد الولادة وكيف نسيت أن لدي طفل؟

بشرى حياة / الخميس 31 تشرين الاول 2024 / صحة وعلوم / 648
شارك الموضوع :

أصبحت بعد مرور أعوام على تجربتي، شخصاً أسعد بكثير ويتمتع بصحة أفضل بكثير

أصبحت بعد مرور أعوام على تجربتي، شخصاً أسعد بكثير ويتمتع بصحة أفضل بكثير. لكنني أكذب إن قلت إن الوصمة الاجتماعية اختفت تماماً لأنني ما زلت أجد في نفسي رغبة في تفسير الضغوطات النفسية الكثيرة التي مررت فيها خلال حملي وفترة ما بعد الولادة كي أبرر مرضي نوعاً ما، علمت أنني أعاني خطباً ما عندما شاركت في لقاء للصندوق الوطني للولادة بعد ستة أسابيع من إنجاب طفلي: لقد نسيت حينها أن لدي طفلاً.

حدث ذلك خلال إحدى جولات المسير الجماعية الدورية، حينها انهرت فجأة عندما وصلنا إلى خط سكة حديد وكان علينا أن نقطعه. كنت قد خسرت للتو صديقة مقربة وانتابني فجأة خوف شديد. بعد ذلك، نظرت إلى الأمهات- وكانت إحداهن تحمل ابني- ونسيت تماماً من يكون وأنني أنجبته.

في تلك اللحظة، أدركت أنني لست بخير.

اصطحبتني إحدى الأمهات بكل لطف إلى عيادة طبيب الصحة العامة (نزولاً عند طلبي) وظلت معي في غرفة الانتظار داخل العيادة، برفقة طفلي وطفلها. تفاصيل قليلة ظلت عالقة في ذهني عن ذلك الموعد بعد مرور 10 أعوام، لكنني أذكر كياسة الطبيب وهدوءه، وأنه شخّص إصابتي بذهان ما بعد الولادة.

أراد الطبيب أن يرى طفلي بعد ذلك، "للتحقق من وزنه"- إنما عندما أفكر في الأمر الآن، أظن أنه ربما كان يخشى من أمور أخرى. أذكر أيضاً أنه حولني إلى وحدة رعاية الأم والطفل التي تبعد 11 ميلاً من المنزل- وفي حالتي "المنتشية" شعرت بالسعادة والثقة بأن الأمور تسير على ما يرام.

اتصل أحدهم بوالدة زوجي كي تبقى إلى جانبي ريثما يعود شريكي من العمل إلى المنزل. وهي التي حملت الطفل لأنني لم أثق بقدرتي على حمله. بحلول تلك اللحظة، شعرت بأن بكاءه وصرخاته تحمل لي رسالة أشبه برسائل التخاطر الذهني. كنت أشم أيضاً رائحة بخور لكن حماتي أكدت لي أنها رائحة السمن المنبعثة من مطعم قريب للسمك والبطاطس.

كان لدي قليل من المعرفة في ذلك الوقت بوجود احتمال أن تعاني النساء مشكلات نفسية خطرة بعد الولادة. لكنه ليس شيئاً تتنبه له أمهات كثيرات ما لم تكُن لديهن تجارب سابقة معه أو علاقة عائلية بشخص حدث ذلك معه- مع أن ذهان ما بعد الولادة حالة تصيب سيدة من بين كل 500 بعد الإنجاب.

لم أكُن أدرك مدى مرضي، أو مدى خطورته. ومع ذلك، وفي اليوم السابق فقط، خلال نزهة أقمناها في مكان مغلق، كنت أخبر عائلتي أنني تلقيت "رسائل روحانية" من خالتي المتوفاة. واعتقدت بأنني على طريق التنوير (كثيراً ما كنت أتمتع بجانب روحاني/ديني). شعرت بالنشوة لدرجة أنني شعرت كما لو أن الهيليوم يملأ عروقي. ولم أستطِع النوم.

كانت وحدة رعاية الأم والطفل في المستشفى جديدة ونظيفة ومريحة، وتضم موظفين لطفاء، وكانت تبدو على نحو ما أقل قسوة من أقسام الصحة النفسية للمرضى الداخليين بسبب وجود الأطفال. لكن في ذلك الوقت، كنت أرى فقط الباب المغلق والحواجز وشارات الموظفين. كان الاحتجاز، بالنسبة لي، ضرورياً. لكنه كان أيضاً مخيفاً (في البداية).

تعلمت كيف أعتني بطفلي تحت إشراف الموظفين ودعمهم الوثيق- وتعلمت من جديد كيف أحممه وأُلبسه وأحضر زجاجة الحليب وأعقمها، ومع الوقت كيف أطبخ وأقطع الشارع وكيف يمكنني أن أتمرن على وجودي داخل المنزل مجدداً.

غادرت المستشفى بعد دخولي إليها بستة أسابيع. كان صيفاً مليئاً بموجات الحر والعواصف الرعدية الجافة وقطف البقدونس من حديقة المستشفى وتناول اللازانيا المسخنة في المايكرويف على الفطور. وبعد تناول الأدوية، عادت أفكاري إلى الواقع (مع أن موجات الاكتئاب التي لا يمكن تلافيها لازمتني طوال سنوات بعدها). كنت أتناول أدوية كثيرة وأشعر بخزي كبير.

في حقيبتي التي عدت بها إلى المنزل، حملت شِعراً (كتبته خلال يوم هادئ من إقامة المستشفى) وملاحظات إلكترونية عدة شكلت النواة لكتابين ألفتهما بعد ذلك. ساعدني الشِعر على معالجة مشاعر الصدمة والعار التي اعترتني. ومنحني ما أفعله إلى جانب كوني "مريضة نفسية" وشعرت بأنه طريقة لتحويل تجربتي إلى تجربة مثمرة.

لكنه فعل أكثر من ذلك بكثير. في نهاية كل قراءة شعرية، غالباً ما أجد شخصاً يريد التحدث عن تجربته الخاصة والقريبة من تجربتي- وقد أصبح هذا التواصل من الأهم والأعلى قيمة في حياتي.

أصبحت بعد مرور أعوام على تجربتي، شخصاً أسعد بكثير ويتمتع بصحة أفضل بكثير. لكنني أكذب إن قلت إن الوصمة الاجتماعية اختفت تماماً لأنني ما زلت أجد في نفسي رغبة في تفسير الضغوطات النفسية الكثيرة التي مررت فيها خلال حملي وفترة ما بعد الولادة كي أبرر مرضي نوعاً ما (ليست هذه المقالة طويلة بما يكفي لشرح خلفية القصة).

مع ذلك، أريد أن أوفر مساحة تسمح للأخريات اللواتي يعانين الذهان والأمراض النفسية المرتبطة بالولادة بأن يفصحن عن تجربتهن. كما أريد أن تعلم النساء اللواتي يعشن وضعاً شبيهاً بوضعي بأنهن لسن وحدهن- فقد تلقيت كثيراً من المساعدة من جمعية أي بي بي (العمل على ذهان ما بعد الولادة) الخيرية. وقد ساعدتني أنا وكثيرات غيري. أنقذني الشعر. في الكلام، نجد التعافي. حسب اندبندت عربية 

صحة نفسية
أمراض
الطفل
الولادة
الصحة
قصة
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة

    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟

    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة

    رجاء صادق

    لماذا لا نسقط من السرير أثناء النوم ليلا؟

    آخر القراءات

    كيف تشعر الحيوانات بالكوارث قبل حدوثها؟

    النشر : الثلاثاء 12 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ ثانية

    احلام مؤجلة

    النشر : الأحد 30 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الأشجار تشعر بالحياء وتراعي الجيرة وتؤمن بالطبقية.. هكذا تتكلم النباتات مع بعضها

    النشر : الأحد 05 تشرين الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    ماذا تعرف عن مرض: الذئبة الحمراء؟

    النشر : الخميس 20 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ ثانية

    البسيط = الأساس + المدموج

    النشر : الخميس 01 ايلول 2022
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    ياعلي مدد.. نافذة السعادة

    النشر : الجمعة 16 ايلول 2016
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3320 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 426 مشاهدات

    الهندسة الخفية لتعفين العقل

    • 345 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 343 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 342 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 306 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3320 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1341 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1320 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1191 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 854 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 849 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي
    • الأحد 18 آيار 2025
    البهجة؟ لا تبحث عنها… إنها تحت الوسادة
    • الأحد 18 آيار 2025
    الرجل "الألفا" يشعر بالوحدة والعزلة.. فهل من نموذج جديد لمعنى الرجولة؟
    • الأحد 18 آيار 2025
    مودّة "ذوي القربى" جنّاتٌ خالدة
    • السبت 17 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة