• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

تنمية القيم الاجتماعية والأخلاقية لدى الشباب

جنان الهلالي / الخميس 30 آيار 2024 / تربية / 1207
شارك الموضوع :

قد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: من ساء خلقه عذب نفسه

قال الله عز وجل مادحاً رسوله (صلى الله عليه وآله): {ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك} سورة آل عمران -ص(١٥٩). بل أبعد من هذا فإنه سبحانه وتعالى يشهد ويقر لرسوله الأكرم (صلى الله عليه وآله): {وإنك لعلى خلق عظيم} سورة القلم (آية ٤). والرسول (صلى الله عليه وآله) أيّد ذلك بقوله: "أدبني ربي فأحسن تأديبي".(١) فبقدر ما يقترن كمال الإنسان وسعادته بحسن خلقه وأدبه، يقترن انحطاطه وشقاؤه بسوء خلقه وغلظة تعامله. وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: "من ساء خلقه عذب نفسه". فنستكشف من هذا الحديث النبوي الشريف أن هناك رابطة وعلاقة وطيدة بين تكوين الإنسان الداخلي وبين السعادة أو الشقاء اللذين يكتنفانه. فمثلاً، نرى الإنسان الحليم الكاظم لغيظه والمحب للخير لغيره كما يحبه لنفسه، والذي يحمل في قلبه الحب والحنان والعطف والرأفة والشفقة على غيره، يكون ذلك كله مبعثاً لسعادته وبهجته وسروره واطمئنانه. وعلى العكس، نجد الإنسان الخبيث اللئيم الشرير الأناني الحقود على غيره يعاني من هذه العقد النفسية، ويؤذي نفسه قبل أن يؤذي غيره. وقد نسب إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهو ينصح المؤمن بالصبر وعدم التهور في مجابهة أمثال هؤلاء، قوله: اصبر على مضض الحسود فإن صبرك قاتله كالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله. وبما أن الإنسان مخلوق مجبول على الحياة الاجتماعية، نجد أنه يميل إلى الاجتماع بالآخرين، ويحب أن يعيش ضمن الجماعة. وقد جاءت الرسالات الإلهية المقدسة كافة، والإسلامية خاصة، لتبني المجتمع الإيماني من خلال بناء أفراده، لأن الأفراد هم الذين يكونون المجتمع، ويتبادلون مع أبناء مجتمعهم العادات والتقاليد والاعتقادات المختلفة الاجتماعية البناءة. ونرى الإسلام العزيز يحث المسلمين ويشجعهم على تكوين الروابط. وقد جعل لها أساليب وممارسات لطيفة تؤدي إلى الألفة والمحبة بين أبناء المجتمع الإسلامي، كآداب التحية والسلام والمصافحة بين المؤمنين، وتبادل الزيارات، وعيادة المرضى، والمشاركة في تبادل التهاني في الأعياد والمناسبات الدينية والاجتماعية، والاهتمام بالجار، والتخفيف عنهم في وقت المصائب والشدائد، ومشاركتهم في عزائهم إذا مات منهم أحد، وغيرها. وقد وضع لكل منها قواعدا وأصولا تدخل السرور إلى المسلمين، وتكون لهم عوناً وتهون عليهم ما يصيبهم من شر وأذى. ونجد الشريعة الإسلامية تؤكد حتى في العبادات على الجانب الاجتماعي، كأداء الصلاة جماعة حيث يؤكد استحبابها، واجتماع المسلمين لأداء فريضة الحج، حيث يجتمع المسلمون من كافة البلدان المسلمة في لحمة عبادية واجتماعية مهيبة. كما أن الإسلام يسعى إلى تنظيم علاقة الفرد المسلم بأهل بيته وأقاربه وأصدقائه وجيرانه. وقد أوصى رسول الله (صلى الله عليه وآله) المسلمين باحترام الجار ومؤازرته في حالات الفرح والحزن واعتباره من الأهل والأقارب، وورد عنه أنه قال: “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت سيورثه". فعلى الوالدين والمربي والمعلم تشجيع الأولاد على ممارسة الأفعال والنشاطات التي توطد العلاقة وتطيبها بين هؤلاء الأولاد وسائر أبناء مجتمعهم، ويعملون على مراقبتهم وتهذيب أسلوب كل ممارسة منها، ومع من يلتقون ويلعبون ويتجولون ويدرسون، كي لا يحتكوا بأفراد تسوء تربيتهم فيأخذون منهم ويتعلمون ما هو مضر وفاسد وقبيح. وفيما تشكل مرحلة الشباب، سيما فترة المراهقة منها، من أكثر مراحل حياة الإنسان شعوراً بالغرور والإعجاب بالنفس، والاستخفاف بآراء الآخرين من الكبار. وقد حذر الله تعالى من ذلك على لسان لقمان بقوله: {ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحا إن الله لا يحب كل مختال فخور}.(سورة لقمان). لأن الغرور يذهب ببعض الأفراد إلى المباهاة على والديهم، والاستخفاف بهما، واستخفاف آرائهما، لما يكونون عليه من وضع اجتماعي أو ثقافي في غير الذي كان عليه أبواهم. فيحذرهم الجليل جلت قدرته من ذلك: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما}.(الاسراء آية ٢٣). بل يصل الغرور ببعض الشباب إلى حد الاستخفاف بالله تعالى وبالإيمان به وكتبه ورسله عليهم السلام، فينبههم الله عز وجل إلى عظيم خطر ذلك عليهم، ليتوبوا إلى رشدهم، ويعودوا إلى ملتهم، ويستغفرونه ويتوبون إليه تبارك وتعالى: {يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم * الذي خلقك فسواك فعدلك...}سورة (الانفطار آية ٦) إن الغرور الذي ينتاب بعض الشباب هو من المشاكل العويصة، ذات الخطورة البالغة على الشاب نفسه وعلى أهله ومجتمعه. وهو من المشاكل التي إذا لم تدرك وتعالج وتوضع لها الحلول المناسبة، سوف يحل بذلك المجتمع الداهية العظمى والبلاء الشديد. لذا ينبغي على الآباء والمربين توعية الشباب وتثقيفهم تربوياً وأخلاقياً وعاطفياً، ليجتنبوا مهابط ومساقط الغرور والإعجاب بالنفس. كما يجب على البيت والمدرسة ووسائل الإعلام والقانون والمراكز أن يقوموا بتوعية الشباب وتفهيمهم بأن فعلهم هذا غير صحيح، وله نتائج سيئة ووخيمة لهم ولأهلهم وذويهم ومجتمعهم. حتى نتمكن من تحصين شبابنا بدرع واقٍ من مساوئ الممارسات ومفاسد الأخلاق ومنحرفات الأفكار، ليكونوا شريحة طيبة مثمرة نافعة، تستفيد من الإمكانات المتاحة لديها، وتعيش بعز وكرامة وسعادة، وتجلب الخير والسعادة والفرح والسرور والبهجة لأهلهم وذويهم ومجتمعهم. وبذلك يكسبون رضا الله عز وجل ورضا رسوله (صلى الله عليه وآله)، فيكسبون خير الدنيا وسعادة الآخرة.

(١)بحار الأنوار ، العلامة المجلسي-جزء١٦-ص ٢١٠.
المجتمع
التفكير
الشخصية
السلوك
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    عرس الدم

    5 فيتامينات أساسية تساعد على عمل الجسم بشكل صحيح

    الأمان الزائف: نجمة باهتة في سماء الحقيقة

    بين فردانية الثواب وجماعية الوعي... حيث الحسين

    آخر القراءات

    لماذا من المهم رعاية الإبداع عند أطفالنا؟

    النشر : الأثنين 05 كانون الأول 2022
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    لا تمت جائعاً!

    النشر : الأربعاء 16 تشرين الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    السيلفي.. بين المتعة والاضطراب النفسي

    النشر : الخميس 18 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    هجوم الدار.. من فضاضة أهل المدار

    النشر : الأربعاء 13 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    قبسات ايمانية من حياة الامام الشيرازي

    النشر : الثلاثاء 04 تموز 2017
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    ماذا تركت خلف الباب؟

    النشر : الأثنين 15 شباط 2021
    اخر قراءة : منذ 25 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 859 مشاهدات

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    • 473 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 458 مشاهدات

    الميثاق الذي لم يُكتب: عبد الله الرضيع وولادة قانون الطفولة

    • 426 مشاهدات

    7 أخطاء قاتلة يرتكبها كل رائد أعمال في البداية.. هل تقع فيها أنت؟

    • 372 مشاهدات

    صراع الروح وتجلّي الحق

    • 349 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1270 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1124 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 859 مشاهدات

    هذا هو الغدير الحقيقي

    • 680 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 666 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 647 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    فن الإقناع في التربية: غرس القناعة أعظم من فرض الطاعة
    • منذ 40 دقيقة
    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء
    • منذ 50 دقيقة
    عرس الدم
    • منذ 60 دقيقة
    5 فيتامينات أساسية تساعد على عمل الجسم بشكل صحيح
    • منذ 2 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة