لاشك ولا ريب في أن الأسرة هي النواة الحقيقية لبناء المجتمع لما يقع على عاتقها من مسؤولية كبرى في تهيئة افراد قادرين على النهوض بالمجتمع نحو مستقبل افضل من خلال تحمل مايلقى على عاتقهم من مسؤوليات غاية في الأهمية.
ولأهمية الاسرة في بناء المجتمع حث الشارع المقدس من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة واحاديث اهل البيت (عليهم السلام) على اهمية حفظ وحدة الأسرة وكيانها حيث جاء في كتاب الله المجيد ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة) الآية ٦ سورة التحريم ...
وهو خطاب للجمع المؤمن أن على رأس قائمة أولوياته الاهتمام بالأسرة والعمل على تحصينها من كل ما يحاول هدمها وتفكيكها سواء كانت افكار منحرفة أو هجمة ثقافية مضادة تهدف الى تضليل وتغييب الوعي لدى ابناء المجتمع من اجل ضرب الأسرة المسلمة في الصميم واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي لضرب القيم الأخلاقية لدى الاسرة المسلمة.. ومن هنا فإن الاسرة الصالحة القائمة علاقاتها على الاحترام المتبادل بين افرادها يعتبر منهاج عمل متكامل يمكن من خلاله الانطلاق بقوة وثبات نحو تحقيق ما افترضه الله سبحانه وتعالى على الفرد المسلم ابتداء بالحجر الطاهر المتمثل بالأم الصالحة التي هي مدرسة متكاملة من القيم والأخلاق الحميدة وانتهاء بكل افراد المجتمع..
وكما جاء في الحديث (الجنة تحت اقدام الأمهات) هذه مكانتها عند الله فكيف وهي المعلم والمربي الاول للانسان قبل انخراطه في المجتمع فالام هي الاساس ان صلحت وجعلت من البيت موسسة فكرية وثقافية ودينية وجد افراد يملؤهم الوعي قادرين على بناء مجتمع سليم مثقف.
ولذا فنحن بأمس الحاجة في هذا الوقت الذي برزت فيه كثير من المشاكل والمعوقات التي تقف حجر عثرة في طريق هذا الجيل وتحاول الانحراف به عن نهج الاسلام القويم من خلال ما يبث من افكار هدامة تستهدف هذا الجيل بصورة مباشرة.. الى الوقوف بكل حزم تجاه هذه الافكار والثقافات الدخيلة على مجتمعنا.. ابتداء بالمؤسسات الدينية والحوزوية والاكاديمية والثقافية والاجتماعية وتكاتف الجميع من اجل خلق جيل متميز قادر على تشخيص الأمور بصورة مثالية..
لأن اعداء الاسلام كانوا ولازالون يتربصون بالاسلام والمسلمين الدوائر من خلال بث سمومهم الفكرية من اجل التأثير على الأسرة ومن ثم المجتمع.. ولذا تعتبر مجالس الذكر ولاسيما مجالس عزاء سيد الشهداء (عليه السلام) واهل بيته الكرام وسائل تحصين فكري وعقائدي قادرة على رد كل الشبهات والافكار التي من شأنها التأثير على سلوك ابناء المجتمع. إنها دعوة للجميع على تحمل المسؤولية ابتداء من الاسرة وانتهاء بكل فرد من افراد المجتمع
(فكلكم راع وكل مسؤول عن رعيته) في المحافظة على صيانة الاسرة والمجتمع وزيادة تماسكها لان الاسرة هي اساس المجتمع ولبنته الأولى في صنع مجتمع يتميز بالوعي وقادر على الانطلاق نحو البناء وتحقيق الازدهار على كافة المستويات ..
اضافةتعليق
التعليقات