لماذا يعمد البعض إلى إخفاء حادثة الغدير؟
هذا ما قرأته في مقالة مفادها أن حادثة الغدير من أساطير الرافضة الباطلة سنداً ومتناً.
وإن ما حدث هو إنه وقع بعض الصحابة في علي رضي الله عنه ونالوا منه عندما كانوا في مكة، فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يلجم هؤلاء، وأن يخبرهم بفضل علي رضي الله عنه، وإنه على الحق، وإن من خالفه على خطأ.
فقام النبي صلى الله عليه وسلم وخطب في الناس في غدير خم وذكّرهم بفضل علي، وإن حبه وموالاته ونصرته واجبة على كل مسلم.
وإنه خطب بالصحابة ليقطع دابر الفتنة، ولذلك لم يؤجل القضية حتى وصوله إلى المدينة المنورة، وإن هذه الحادثة كغيرها من الحوادث في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان هدفها عتاب وتأديب وتربية وتعليم صحابته الأخيار، ومن ثم إرشادهم إلى الطريق الصحيح.
وإن عدد من حضر الغدير كان قليل.
وكذلك إذا كانت القضية تخص أهم أركان الدين كما يقول الرافضة وهي الإمامة وتنصيب علي بن أبي طالب للخلافة لما كانت في ذلك المكان المجهول في الصحراء.
ولو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله". لتحققت دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وحصل علي على الخلافة قبل أبي بكر وعمر وعثمان.
فهل هذا الكلام معقول؟ أم إنه فقط لتضليل وإخفاء هذا التنصيب وهذه الوصاية عن الأجيال الجديدة، وإبعادهم عن معرفة الحقيقة الواضحة وضوح الشمس، بأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وصى للإمام علي عليه السلام عشرات المرات وفي أكثر من مكان.
وأذكر لكم حديث الغدير في كتاب البخاري. عن سعد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق مكة، وهو موجه إليها فلما بلغ غدير خم، وقف الناس، ثم رد من مضى، ولحقه من تخلف، فلما اجتمع الناس إليه، قال: أيها الناس هل بلغت؟ قالوا: نعم ، قال: اللهم اشهد، ثلاث مرات يقولها.
ثم قال: أيها الناس من وليكم؟ قالوا: الله ورسوله، ثلاثاً، ثم أخذ بيد علي فأقامه ثم قال: من كان الله ورسوله وليه فهذا وليه اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
وكذلك اخرج حديث الغدير الترمذي وإبن ماجة والشافعي وإبن حنبل وغيرهم. فحديث الغدير حديث متواتر عند الشيعة والسنة على السواء.
وأخيراً نقول أن حادثة الغدير حقيقية، فيها نصب علي بن أبي طالب عليه السلام وصياً لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن عدد من حضر الغدير من الحجيج كان المئة وعشرون ألفاً.
ثم نزلت الآية: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".
اضافةتعليق
التعليقات