الطفل قد يفعل الكثير مما لا يروق للوالدين، ولكن هل كل ما يفعله الطفل مما نعتبره نحن الكبار أخطاء هل تستحق العلاج؟ أو تستحق العقاب؟!. وللإجابة على السؤال الأول نقول: إن هناك الكثير من أفعال الطفل أفعال طبيعية، ولا تحتاج إلى علاج أو تقوم بقدر كبير، فمثلاً « شقاوة » الطفل أمر طبيعي ، فالطفل لديه طاقة كبيرة ، ولابد أن يستنفذها في اللعب ، وأنت تطلب من الطفل أن يجلس صامتاً وأن يكف عن اللعب هذا أمر غير صحيح ، لكن من الممكن أن نوجه لعب الطفل نحو ألعاب أقـل ضوضاء وأقـل تخريباً وتخطيما ، مع اعترافنا أن الطفل لديه رغبة في التخريب والتحطيم ولابد أن يشبع هذه الرغبة في التحطيم.
لذلك وجب علينا أن نعطيه أشياء غير مهمة ونحن نعلم أنه سوف يقوم بتحطيمها ، ونحاول أن نعلمه الإستفادة من حطام هذه الأشياء ، وأن نعلمه أن هناك أشياء خطيرة يجب الحذر منها وعدم الاقتراب منها أو اللعب بها .
فمن يعتبر أن لعب الطفل وعبثه وتحطيمه لبعض الأشياء من يعتبر هذه أخطاء للطفل غير مدرك لطبيعة هذا الطفل ، لأن هذه الأشياء طبيعية ، بل إن الطفل الساكن الهادئ قليل النشاط هو الطفل غير الطبيعي والذي يحتاج إلى علاج .
كما أن هناك ما يقع من الطفل ويعتبر من الأخطاء الكبيرة ، لكنه لا يعاقب عليه ولكن يعالج ، ومثال ذلك : تبول الطفل لا إرادياً ليلاً ، بعض الأطفال يستمر في التبول الليلي لا إرادياً حتى سن متأخرة من سنوات الطفولة ، فتندفع الأم إلى عقابه ، أو يندفع الأب إلى عقابه ، وأحياناً يعيرانه وسط إخوته بأنه لا يزال يتـبـول لـيـلا وهو نائم ، وهذا الأمر في غاية الخطورة لأنه لا يحل المشكلة ، لكنه يزيد الأمر تعقيداً ، ويساعد في دفع نفسية الطفل نحو الأسوأ ، فالطفل الذي يبلل فراشه ليلاً هو غالباً طفل غير منسجم مع نفسه ، ويعاني من مشكلات نفسية ، أو أزمات تحتاج إلى علاج نفسي ، وعقاب الطفل أو معايرته على هذا الأمر يزيد الأمر سوء ، ولكن الواجب على الوالدين إن وعدا طفلهما قد بلغ الخامسة من عمره ولا يزال يتبول في فراشه ليلا أن يذهبا به إلى الطبيب المختص، فيجرى له الفحوصات اللازمة ، فإن تم التأكد من سلامته الصحية ، فليذهب به الوالدان إلى الطبيب النفسي ليعالجه ، والأمـر لن يستغرق مدة طويلة ، ومما يفيد في علاج هذه الحالات رعاية الطفل وعدم تعنيفه أو عقابه على هذا الأمر ، ونتيجة الثقه بالنفس ، ثم اتباع إرشادات نفسية .
وللإجابة على السؤال الثاني نقول : إن هناك أخطاء يفعلها الطفل وهذه الأخطاء مع الاعتراف بها فإن علاجها لا يتم عن طريق عقاب الطفل ، لسبب هام وهو عدم استطاعة الطفل التحكم في مشاعره ، وعلى سبيل المثال صفة «الغيرة » كصفة قد تؤدي إلى إضرار بالغير أمر يحتاج إلى علاج ، ولكن غيرة الطفل من أخيه الأصغر أمر طبيعي ، فإذا حاول العمل إيذاء أخيه الأصغر بدافع نحو إيذاء الصغير لا شعورياً ، وعقابنا للطفل على غيرته يدفعه للشعور بكراهيتنا وبأننا نفضل أخاه الأصغر عليه ، ونحبه أكثر منه .
أما العلاج الصحيح في مثل هذه الحالة ، فيكون بأن نكلم الطفل بهدوء ، ونفهمه أن أخاه الأصغر هذا ضعيف ، ويحتاج منا إلى العطف والحب لأنه لا يستطيع أن يقوم بأعبائه الشخصية ، وأن تمهد للطفل قبل مولد أخيه الأصغر تمهيداً يجعله على استعداد لاستقبال هذا المولود ، ولا يفاجأ به ، ثم لا يجعلنا هذا المولود الأصغر نلتفت إليه كلية ونسهو عن أخيه الأكبر ولا نوليه الإهتمام.
وهنا يجب الانتباه للنقاط التالية:
- المبالغة في الحرمان تعطي نتيجة عكسية وسلبية، ما قد يُنشئ ردة فعل عند الطفل على شكل العند والإصرار على السلوكيات الخاطئة، فكما يُقال: الضغط يولِّد الانفجار؛ لذا: يجب أن تكون العقوبة منطقية.
- حرمان الطفل من هواية يحب ممارستها مثل السباحة أو الرياضة أو اللعب أو أي هواية ونشاط يفضله.
- يكون مقدار الحرمان من الهواية متناسباً مع حجم الخطأ الذي اقترفه الطفل، وهذا يعلِّم الطفل أن الجزاء على قدر الفعل.
- يجب تبرير سبب حرمان الطفل، وربط هذا الحرمان بالسلوك الخاطئ أو السيء الذي قام به الطفل؛ لتعليمه عدم القيام به مجدداً.
اضافةتعليق
التعليقات