ارتبط شهر رمضان الكريم دون غيره من الشهور بعادات وتقاليد تدخل الفرحة والبهجة على قلوب المسلمين في جميع أنحاء العالم.
يشتهر الشهر الكريم بتعليق الزينة في الشوارع, وبائع الكنافة والقطايف, بالإضافة إلى العزومات وموائد الرحمن التي تجوب الشوارع بمختلف المستويات, وأيضاً تبادل الزيارات بين الأهل والأحباب, وشراء الفوانيس, وأناشيد شهر رمضان, كما تتميز كل دولة بطقوس مختلفة عن الأخرى, وهنا تجولت "بشرى حياة" في عدد من الدول العربية لتتعرف على طقوسها وعاداتها في شهر رمضان..
الكويت
تقول الدكتورة زهراء الموسوي, استشارية نفسية: من عادات وتقاليد أهل الكويت في شهر رمضان المبارك هي زيارة الأهل والأقارب, ويأخذون معهم هدية هي عبارة عن طبق من الحلوى أو التمر تسمى "النكَصة" أما ليلة الخامس عشر من رمضان هي "الكَركَيعان" في الماضي كانوا الأطفال يطرقون الأبواب ويحصلوا على المكسرات, والحلوى, والكاكاو,
أما في الوقت الحاضر يجتمعون في بيت كبير العائلة وكل عائلة لديها طفل صغير يعملوا له طقوس "الكَركَيعان".
بخصوص أطباق الإفطار الضرورية الكبة, السمبوسة, المحلبية, الكاستر اللقيمات والقطايف. بالنسبة لوجبة السحور تكون خفيفة جداً, هناك أيضاً من العادات هي "الغبكَة" (وليمة بين الفطور والسحور).
البحرين
تقول الشاعرة زهراء المتغوي, إن مظاهر رمضان في البحرين مختلفة عن أشهر العام, حيث تظهر أكلات خاصة على المائدة الرمضانية, منها "الثريد والهريس والكباب واللقيمات".
وتضيف في حديثها: هناك تبادل بالأطباق قبل وجبة الإفطار, ثم تتعدد مجالس القرآن الرجالية والنسائية في أحياء القرى والمدن.
أما عند السحور فيقوم المسحر مع أولاد الحي بطرق الطبول والأواني وإنشاد الأناشيد ليصحوا الجميع.
كما يستعد الجميع لمناسبة "القرقاعون", وهي ليلة النصف من رمضان تقام فيها مظاهر احتفالية عدة, يلبسون الملابس الجديدة, ويحملون أكياساً ثم يذهبون للبيوت لأخذ البركة وغالباً ما تكون مكسرات وفول سوداني ونقود.
ويأخذ الجميع بالتعاليم الإسلامية في صلة الرحم والتزاور ومساعدة الضعفاء والأيتام وزيارة كبار السن.
مصر
مريم شامل, طالبة في جامعة الأزهر, كلية اللغة العربية, تقول: من العادات والتقاليد في شهر رمضان هي زينة الشوارع, والعزومات والسهر ليلاً إلى صلاة الفجر, أما أشهر الأكلات في مصر على مائدة الإفطار المحشي بانواعه, والفراخ, والبشاميل, والملوخية، أما العصائر هي التمر الهندي, والخشاف, وقمر الدين, والخروب.
أما طبق السحور فهو الفول, والزبادي, والجبن, والسلطة.
يكون دور المسحراتي يمسك الطبلة ويسير في الشوارع من الساعة الواحدة ليلاً ويردد أسماء الأطفال والناس في البيوت ويغني لإيقاظ الناس للسحور، أما في العشرة الأواخر يكون اعتكاف في الجوامع للعبادة.
سوريا
تقول الباحثة الإجتماعية, ناهد رضا: رمضان في سوريا, ثمة عواصم في العالم يرد اسمها كلما ذكر رمضان, وفي مقدمتها دمشق, التي تكاد تنفرد بتقاليد مميزة عن مثيلاتها من الحواضر العربية والإسلامية في تعايش الناس مع شهر رمضان المبارك فيها.
يمارس أهل دمشق عادات قديمة, عريقة في رمضان توارثوها عن أجدادهم تحكي روح التراث والأصالة والتواصل الديني والأخلاقي والحياتي فيما بينهم وهي عادات تكاد أن تندثر هذه الأيام إلا من بعضها.
وجبة السحور تعتمد على اللبن المصفى, والزيتون, والبيض, والجبن, والشاي, المربيات, والزعتر, وبعض المعجنات, وغيرها من عادات وتقاليد الشعب السوري.
أن المسحر هو الذي يقوم بإيقاظ النائم للسحور وهي ظاهرة عامة منذ العصر الأموي بواسطة الضرب على الطبلة وهو ينادي على الناس: "قوم ياصائم وحد الدائم".
أما مائدة الإفطار, أهم طبق يوضع على المائدة هو شوربة العدس أو شوربة الشعيرية ومعها اللحم أو مرقة الدجاج, أما صحن الفول فهو سيد طاولة الطعام في رمضان, ثم الفتة أو التسقية, الحمص البليلة مع اللبن والطحينة والثوم مع المتبلات, وأهم الوجبات هي الكبة والمحاشي, وغيرها من الوجبات المحببة لدى أهل الشام.
وتضيف, إن أواصر المحبة والألفة بين أفراد المجتمع السوري في شهر رمضان المبارك تشتد, حيث يتبادل المصلون تحية الود والمحبة وتقوى هذه الأواصر من خلال تبرع الميسورين على المحتاجين بالهباة والزكاة والصدقات والكفارات التي تقوم بها جمعيات متخصصة تجمع المال والسلع الأخرى لتوزع على الفقراء.
لبنان
سوسن بداح خيامي, باحثة إجتماعية, تقول: العادات والتقاليد الخاصة في شهر رمضان قد انحسرت مع مرور الزمن, حتى وجود المسحراتي نادر جداً, اقتصرت العادات والتقاليد على وجود الأطباق على مائدة الإفطار,يتم أستقبال شهر رمضان المبارك بتزيين الشوارع بالفوانيس والتحضير لموائد شهر رمضان بما يخص الفقراء والمحتاجين هناك عدة مناطق فيها مراكز لإعداد الطعام للفقراء والمحتاجين.
أما الطبق الرئيسي على مائدة الإفطار هو "الفتوش" (طبق يضم معظم أنواع الخضار ويضاف إليه الخبز المحمص), والحساء, والتمر, وشراب الجلاب, وشراب قمر الدين, طبق الحلوى هي الكلاج والقطايف والعصملية, معظمها تتكون من حشوة القشطة.
أما وجبة السحور هي ألبان وأجبان أو مناقيش (زعتر وجبن, كشك) وهناك نوع من المعجنات يصنع في شهر رمضان فقط وهو المشطاح (نوع من الخبز يكون سميك).
اضافةتعليق
التعليقات