الحياة هي عبارة عن تخبط في متاهاتها التي عادة ما تبعث بروح الانسان حب الاستطلاع واستكشاف اراء اناس اخرين من مختلف الطبقات الاجتماعية والثقافية.
في الواقع ان التغافل عن الحياة واساسياتها جعل البشرية تعيش في حالة ذعر من المستقبل المجهول وهذه احدى الخرافات العجيبة التي لن أؤمن بها ابدا لان روح المجازفة والمغامرة من الاولويات في المسيرة الحياتية ومن ناحية اخرى دوما ما يكون للانسان الواعي المفكر رفيق يدعى "القوة في التفكير و التركيز" حيث ان هذا النوع من الناس من المستحيل ان يُقدم على امر قبل ان يضع خطة واضحة ومدروسة للمباشرة بعمل ما.
طبيعة العقل البشري يفوق توقعاتنا في الذكاء فهنالك من يحرص على ان يغذي عقله تغذية فكرية صحيحة ليكون طريقه نيرا ومعروف الهدف وهناك العكس حيث الضمور واللامبالاة عند البعض يؤدي الى تخريب حياتهم فالانسان الذي لا تهمه طريقة العيش في الحياة هو انسان إما يخاف المواجهة والتصدي الى الظروف او يُخاف الفشل!.
لكن يوجد دوما متضادات وكذلك ما نعيشه نحن البشر حيث ينقسم الناس شقين في الحياة:
الشق الاول من يؤمن ان حياة الدنيا ليست حياة جوفاء يعاش فيها ما قدر له الله ثم يرحل بل هي تعتبر عامود الحياة الآخرة فيبذلون قصار جهدهم لتلبية كل الرسالات الشخصية والانسانية والدينية وغيرها من الرسالات السامية.
وعلى هذا الاساس تنطلق هذه الفئة من الناس نحو الحياة لتدوين بطولاتهم على جبينهم مستخفين بالضعف، وهنا تظهر ثلاثة الوان في طريقهم وهي (اسود، احمر، ابيض) فكل لون من هذه الالوان هي محطة للنجاح لكن بصعوبات متفاوتة وقد تستغرق وقتا طويلا لاثبات بصمتهم في العالم الواقعي، حيث اللون الاسود هو خط البداية الذي ينطلق منه الانسان، اسميته هكذا لان اغلب من باشر في هدفه يجد ان ليس هناك فرصة متاحة له رغم كل التعب الذي واجهه في سبيل ان يحصل على فرصة واحدة يبتدأ منها، وهذه مرحلة طبيعية جدا سيشعر فيها ان الحظ لا يسعفه وكل الابواب التي طرقها موصدة بوجهه والدنيا "اسودت بعينيه" لكن الاصرار على الوصول هو ما يجعله ان يصل الى مبتغاه بعد ليال من السهر والارق وربما بضعة سنين.
لكنه في النهاية وجد مكان تلك الفرصة المنقذة لأفكاره ومخططاته في عمله بعد صراعات طويلة من الاحباطات والملل، في الحقيقة لا شيء يأتي بالهين ان لم يستخدم الانسان طاقته الفكرية في الوصول وهذا هو الخط الاسود في بداية كل انطلاقة بسبب الصعوبات الكببرة التي ستختلط بين اليأس والاصرار لتتحول في نهاية المطاف الى اثر خالد.
اما بالنسبة للخط الاحمر هو مرحلة المشاكل والايقاع بالشخص للاستحواذ على ما وصل اليه وهذا ايضا من الامور الطبيعية التي يتعرض لها اي شخص حقق النجاح عدّة مرات وخاصة لو ان النجاح الشخصي تم تحقيقه في نطاق مليء بالابداعات وتميز على من حوله وهذه هي مرحلة الخط الاحمر للتصرف بحكمة وذكاء كي لا يخسر ويعود الى القاع مجددا، لان استعادة النجاح سيكون اصعب من الوصول اليه بسبب ان الغير يستمرون بعرقلة الطريق كي لا يعلو احدا عليهم.
ومن المعروف ان الاشخاص الناجحين في الحياة والواثقين باعمالهم كثيرا ما يتعرضون لمثل هذه الامور ولكن تصرفاتهم الحكيمة مع الوضعية السيئة يجعلهم في المقدمة، إذ ان الانسان في هذه المرحلة يجب ان يبرهن وجوده عبر سياسته الخاصة وان يكون على دراية بكيفية التعامل مع كل المشكلات التي يتعرض لها وهذا يأتي بالتروي والهدوء المطلق تجاه المقابل.
الآن ماذا عن اللون الابيض؟
هنا تتم الاجابة عن هذا السؤال بشكل مختصر "تم الوصول الى النجاح بامتياز" لكن هذا لا يعني التوقف عن الهدف بسبب تحقيقه بل على العكس من المفترض الحفاظ على المكانة التي وصل اليها الشخص لان البرود تجاه هكذا مواضيع حساسة يكون سببا في ضياع عمرا كاملا من التعب والشقاء، ومن المعروف تسلق الجبل بواسطة حبل التسلق للوصول الى قمته هو ليس بالامر اليسير إضافة الى الكدمات التي تحصل مع المتسلق منها من تُنسى بمرور الزمن لانها مجرد خدوش بسيطة ومنها لن تشفى لو مر عليها خمسون سنة، اما انهيار الجبل واندثاره بسبب زلزال ارضي مفاجئ سهل جدا.
فالنجاح مثل الجبل بالضبط وهو وليدُ الانسان ورعايته كرعاية الاب للأبن اي يجب معاملته معاملة خاصة كي لا يذهب في مهب الريح او يمحق الى الابد.
اما الشق الثاني من الناس هم الذين يأخذون الحياة على انها مجرد محطة احلام يجب ان تعاش وينتهي الامر حيث ان هذا النوع من الناس يتلقون كل الصعوبات في الحياة ولا يهتمون لانهم من الاصل لا يرغبون في اجهاد انفسهم هؤلاء هم الفاشلين حقا الذين لا يحركون انفسهم في سبيل اثبات ذاتهم ويغادرون الدنيا وهم لا يعلمون ما معنى التجربة التي اعطاها الله لهم.
فالحياة نعمة من عند الله يأتينا بها للعيش بسلام لكنها تحتاج الى عناصر مهمة لتسير على نهج الحق والسعادة وهذا يعتمد على الانسان ذاته، فكلما اعطاها الانسان حقوقها سيأخذ منها حقوقه بمعنى انها مبدأ "اخذ وعطاء".
اضافةتعليق
التعليقات