مفهوم واسع يشمل تعليم وتربية سليمة وجوانب أخرى لسلوكيات المشرع الاسلامي ويتم تعلم التربية وبرامج التوعية الصحية، وهذا الأسلوب متوفر في البلاد المتقدمة أما في العالم العربي فهو لا يدرّس ويكون تحت كلمة "عيب" وغير صالح، وبشكل عام، بينما في أميركا الشمالية تعتبر مادة أساسية في المنهاج المدرسي في السنوات المتوسطة والثانوية.
وفي بعض الحالات، تكون من ضمن مادة أشمل مثل الأحياء أو الصحة أو التربية البدنية، وما زال هذا الموضوع مثاراً للجدل في بعض الأوساط الأميركية من حيث نوعية مضمون المادة أو سن الطالب المناسب لبحث الأمر أو المواضيع التي يجب تعليمها، واعتبر الغرب أن تعليم الأبناء هذه الثقافة هي لتوفير الوعي الصحي والاهتمام بالجسد من التحرش والاغتصاب، ومن انتشار مرض الإيدز الذي دفع العديد من الحكومات والمدارس في نشر التوعية الجنسية كوسيلة للحد من انتشاره.
بينما تعاني المجتمعات العربية بشكل كبير من نقص المعرفة والطرح كهذه المواضيع بين الأبناء حتى يعرف الصالح من الطالح ويميز ما هو حلال في الشرعية الاسلامية وما هو حرام، لذلك نرى تصرفات غاية في الخطورة من قبل الأمهات والآباء في التعامل مع أجساد أطفالهم، والحديث عن خصوصياتهم أمام الأهل والأصدقاء، لا يعرفون مدى خطورة هذا الموضوع.
فهناك مشاكل نفسية موجودة في المجتمع تعود آثارها إلى سوء التربية الجنسية عند الأطفال، منها الشذوذ والتحرش والانحراف عند الأبناء فهو يسمع من اصدقائه ما لا يسمعه من الأب، ويجد ما يبحث عنه في شبكة الانترنت فكل شيء متاح للصغار قبل الكبار بضغطة زر يحصل على ما يريد، لماذا لم تخرج الأم من هذه القوقعة التي وضعها المجتمع والعادات والتقاليد عليها، حتى ضاع الأبناء .
إن التربية الجنسية للطفل لا تقل أهمية عن أي جانب من جوانب التربية الأخرى فعندما تبحثين عن حل لعناد طفلك أيضا ابحثي عن كيف تربين طفلك ثقافيا، ولا تندهشي أو تصرخين إذا قلت لك أن تربية الطفل الجنسية تبدأ منذ أول سنواته حتى بلوغه، والمربي الاسلامي أفصح عن شروط تربية الفتاة في الاسلام والصبي أيضا وهناك أدلة نقلها أهل الحديث عن تعامل الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) عن معاملة الصبيان فكان له عمر خاص في تقبيل الصبيان حتى أحفاده من السيدة الزهراء كان يقبلهم في مناطق عامة وأمام الجميع حتى يعرفون مبادئ التربية الاسلامية وأعطى توصيات في تفريق الفراش وعدم الجمع بين الصبيان والفتيات في موضع مشترك.
فعلى الأم المسلمة أن تربي طفلها منذ يومه الأول على أن جسده له خصوصية فلا تقوم بتغيير ملابسه أمام الملأ، أو تعبث في أماكن جسده، للأسف بعض الأمهات تجدهم يغيرون ملابس أطفالهم أمام العائلة ويبدأ البعض باللعب بالأعضاء التناسلية للطفل والضحك عليه على أساس أنه "صغير "وغير بالغ".
لذلك بعد سنوات لا تستغرب الأم إن سمعت أن ابنها اعتدى عليه أو يفعل الفاحشة، واأافضل أن تقوم بمهمتها التربوية بشكل صحيح لأنها أمانة في أعناقها ولا أحد منا يتمنى لأي طفل أن يُؤذى فكيف إن كان أطفالنا ونحن المسؤولون عنهم ! مراعاة جسد اأاطفال من لعب أو خلع ملابسهم أمام الغير، وإن قام أحد بلمسه أو محاولة الكشف عن جسده يجب عليه أن يصرخ ويخبر والديه لأن هذا أمر خاطئ ويجب أن يعاقب هكذا تعلم الأم إبنها التربية الصحيحة، فالأم التي لم توعي أطفالها بشكل كافٍ عن خصوصية أجسادهم وخطورة تعرض الآخرين لهم ولم توفر لهم مساحة من الأمان والثقة للحديث عن مشاكلهم الجسدية.
قد يعتقد البعض بأن مثل هذه الأمور لا تناسب مرحلة الطفولة المبكرة، نحن في زمن الانفتاح التكنولوجي والمعرفي جعل الأطفال عرضة للانحراف أكثر من أي زمن آخر وإن لم يبادر الآباء بالحديث عن مثل هذه الأمور وُيشعروا الطفل بالأمان عند الحديث عنها وأنها أمور طبيعية ويوفروا له مساحة آمنة للسؤال عن كل ما يسمع ويرى ويتبادر لذهنه فسوف يكون هناك بديل ونحن لا نعرف ما هو ومن هو هذا البديل؛ فقد يكون محرما أو خطرا فيلم اباحي أو صديق منحرف أو معلومات خاطئة!.
خطوات مهمة جدا في تثقيف الاطفال
- إخراج الطفل من غرفة نوم والديه أثناء فترة المعاشرة.
- عدم السماح لأي شخص بتغيير ملابسه والنظر لعورته.
- اشغل الطفل عن أماكن العورة وعدم اللعب فيها.
- لا نتركه في البيت وحده مع العاملة أو العامل أو أحد الأقرباء البالغين.
- عندما تتحدث عن عورته تحدث بطريقة إيجابية حتى لا يكره جسده.
- إذا كانت فتاة لا تخلع ملابسها أبدا خارج المنزل مهما كانت الأسباب.
- لا نسمح لها بالخروج مع السائق لوحدها.
- لا تلعب مع أقربائها الذكور الأكبر منها.
- تعليمها طريقة الجلوس السليمة (عدم فتح رجلها أو أن تكون ملابسها مرتفعة).
- تعويدهم النوم على الشق الأيمن وبيان أن النوم على البطن مكروه.
- البدء في تعليم الاستئذان قبل الدخول على الوالدين بغرفتهما.
- تعريفها معنى البلوغ والدورة الشهرية وتنظيف أماكن الجسد من الشعر.
- شرح معنى الاعتداء الجنسي والتحرش الجنسي.
- نوضح ذلك بأسلوب القصص .
وأهم ثلاثية تربوية نختم بها في حفظ أبنائنا وتربيتهم جنسيا بالطريقة الصحيحة، أن تكون العلاقة بيننا وبينهم مبنية على (الثقة، والعلم، والأمان) فأما الثقة فهي التي تطيل عمر العلاقة بين الوالدين والأبناء، وأما العلم فحتى يكون الوالدان مرجع المعلومات الجنسية لهم، وأما الأمان فيظهر في حالة لو ارتكب الطفل خطأ جنسيا فلا بد أن نشعره بالأمان ونعلمه كيفية تصحيح خطئه فنعطيه الثقة والدعم لكي لا يكرر الخطأ مرة أخرى، من الأمور الواجبة في مرحلة الطفولة المبكرة أيضاً التأكيد على الهوية الجنسية للطفل وربطها بالأب إن كان ذكراً وبالأم إن كانت أنثى والتأكيد على مفهوم الأنوثة والذكورة.
مثال على ذلك أن طلب طفل ذكر أن يضع طلاء أظافر أو ربطات شعر مثل أخته نرفض ونحدثه عن أنه رجل وهذه الأشياء للنساء وليست للرجال فأنت يمكنك أن تمشط شعرك فقط وتضع الطيب لكن لا يسمح في ارتداء المجوهرات وذلك لحكم الشرع الاسلامي .
مشكلة الكثير من الآباء أنهم يعاملون طفلهم على أنه "صغير لا يفهم" فيجارونه ولا يدركون أن مثل هذا التهاون قد ينتج عنه مشاكل نفسية كبيرة لاحقا، منها حب الاناث وتطبع الانوثة، يجب أيضا التحدث إليه عن الفطرة الربانية بوجود ذكر وأنثى يعيشان سوياً ضمن الضوابط الإلهية في الأرض ولابد من مراعاتها وحفظ التوصيات الإسلامية .
اضافةتعليق
التعليقات