تستخدم الأشعة السينية جرعة صغيرة من الإشعاع المؤيّن لتصوير الصدر لتقييم حالة الرئتين والقلب وجدار الصدر وتساعد في تشخيص ضيق التنفس والسعال المزمن والحمى وألم الصدر. وتستخدم أيضًا في تشخيص ومتابعة نتائج علاج أمراض الرئة المختلفة مثل ذات الرئة والنفّاخ الرئوي والسرطان.
يُعد تصوير الصدر بالأشعة السينية سهلًا وسريعًا، لا يتطلب الكثير من التحضير، لذلك يستخدم في تشخيص وعلاج الحالات الإسعافية.
في إطار التحضير للفحص يجب على المريض ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة أو ثوب خاص، ويجب على النساء إخبار الطبيب عن احتمال الحمل.
تصوير الصدر بالأشعة السينية
يُعد هذا الإجراء من أقدم أنواع التصوير الطبّي وأكثر الفحوصات التشخيصية المستخدمة شيوعًا، إذ يتعرض المريض فيه لجرعة صغيرة من الإشعاع المؤيّن لتصوير القلب والرئتين والمجاري التنفسية والأوعية الدموية والعمود الفقري والصدر، ما يساعد الأطباء في تشخيص الحالات الطبية وعلاجها.
ما الاستخدامات الشائعة لهذا الإجراء؟
يُستخدم تصوير الصدر كأول إجراء مساعد في تشخيص الأعراض مثل:
صعوبة التنفس.
السعال المزمن.
ألم أو رض الصدر.
حمى.
يستخدم أيضًا للمساعدة في تشخيص ومتابعة العلاج في الحالات التالية:
ذات الرئة.
قصور القلب والمشاكل القلبية الأخرى.
النفاخ الرئوي.
سرطان الرئة.
توضّع الأجهزة الطبية.
تجمّع السوائل أو الهواء حول الرئتين.
حالات طبية أخرى.
كيف يستعد المريض للفحص؟
لا يتطلّب تصوير الصدر بالأشعة السينية أي تحضيرات خاصة. عند إجراء الفحص، يرتدي المريض ثوبًا خاصًا، أو يحتاج لخلع بعض الملابس والمجوهرات والنظارات والأجهزة السنّية القابلة للإزالة والأشياء المعدنية التي قد تتداخل مع الصورة.
يجب على النساء دائمًا إخبار الطبيب أو الفنّي عن الحمل لتجنّب تعرّض الجنين للإشعاع، وعند الضرورة القصوى سوف يأخذ الطبيب احتياطاته لتقليل تعرّض الطفل للأشعة قدر الإمكان.
كيف يبدو جهاز التصوير؟
تتألف المعدّات اللازمة للتصوير عادةً من جهاز مثبّت على الحائط يشبه الصندوق يحتوي على فيلم الأشعة أو لوح خاص يسجّل الصورة رقميًا، ويُوضع الأنبوب الذي يطلق الأشعة السينية على بُعد مترين تقريبًا.
وفي حالة المرضى غير القادرين على الوقوف يمكن تعليق أنبوب الأشعة فوق منضدة يستلقي عليها المريض، ووضع فيلم الأشعة أو لوح التسجيل الرقمي أسفل الطاولة.
يمكن أيضًا نقل جهاز الأشعة المحمول إلى سرير المريض في المستشفى أو غرفة الطوارئ، إذ يوصل الأنبوب بذراع مرن يُمد فوق المريض ويوضع فيلم الأشعة أو لوح التسجيل أسفل المريض.
كيف يعمل هذا الإجراء؟
تُعتبر الأشعة السينية شكلًا من أشكال الإشعاع مثل الضوء أو موجات الراديو، يمكنها اختراق معظم الأشياء بما في ذلك الجسم البشري.
يوجّه الفنّي حزمة الأشعة السينية بعناية نحو المنطقة المُراد تصويرها، فيصدر الجهاز دفقة صغيرة من الأشعة تمر عبر الجسم، ليلتقطها الفيلم أو الكاشف المخصص.
يمتص الجسم الأشعة السينية بدرجات متفاوتة، إذ تمتص العظام نسبة عالية من الأشعة فتظهر على الصورة باللون الأبيض، بينما تسمح الأنسجة الرخوة (العضلات والدهون والأعضاء) بمرور كمية أكبر من خلالها فتظهر بدرجات متفاوتة من اللون الرمادي، أما الهواء فيأخذ اللون الأسود.
تمتص الأضلاع والعمود الفقري الكثير من الأشعة في صورة الصدر البسيطة فتبدو باللون الأبيض أو الرمادي الفاتح، بينما يمتص نسيج الرئة القليل من الأشعة فيظهر بلون داكن.
يمكن للطبيب الوصول بسهولة إلى الصور لتشخيص الحالة ومتابعة العلاج كونها ملفّات رقمية مخزّنة الكترونيًا.
كيف يتم تصوير الصدر؟
هناك وضعيات عديدة لتصوير الصدر: الصورة الخلفية والأمامية والجانبية.
يقف المريض في الصورة الأولى وصدره ملتصق بلوح التسجيل مع يديه مثبتتين على الوركين فيما يوضع لوح التسجيل في الصورة الثانية إلى جانب المريض وتطلق الأشعة من الجانب الآخر مع المحافظة على اليدين مرفوعتين، أما المرضى العاجزون عن الوقوف فيمكنهم الاستلقاء على طاولة الأشعة.
يجب على المريض أن يبقى ثابتًا، وقد يحتاج إلى حبس أنفاسه لثوانٍ قليلة في أثناء قيام الفنّي بالتقاط الصورة، إذ يساعد ذلك في الحد من تشويش الصورة.
لا يستغرق تصوير الصدر بالأشعة السينية بدءًا من تموضع المريض حتى الإنتهاء من التقاط الصورة وتدقيقها أكثر من 15 دقيقة، وقد يطلب الفنّي من المريض الانتظار حتى يؤكّد اختصاصي الأشعة حصوله على جميع الصور اللازمة.
يُعاد التقييم في غضون ساعات أو أيام أو شهور، لمتابعة أي تغييرات حاصلة في الصدر.
ماذا سيواجه المريض خلال الفحص؟
تُعد صورة الصدر إجراءً غير مؤلم، لكن قد يشعر المريض بعدم الراحة بسبب برودة غرفة التصوير، وربما يصعب على المرضى المصابين بالتهاب المفاصل أو بأذيات في جدار الصدر أو الكتفين البقاء ثابتين في أثناء الفحص، لذلك سيحاول فني الأشعة وضعهم في أفضل وضعية ممكنة للحصول على الصورة المطلوبة.
من يفسّر نتائج التصوير وكيف يحصل المريض عليها؟
يحلل اختصاصي الأشعة، وهو طبيب مدرّب على الإشراف على فحوصات الأشعة وتفسيرها، الصور ثم يرسل تقريرًا موقّعًا إلى الطبيب المعالج الذي سيناقش النتائج مع المريض.
تُتاح نتائج الصورة مباشرةً ليراجعها الطبيب مع مريضه، وقد يحتاج المريض إلى المتابعة بسلسلة من الفحوصات لتقييم المشاكل المحتملة، أو أي تغيير مع الوقت.
تُعتبر المتابعة الطبية بالفحوصات الدورية الوسيلة الأفضل لمعرفة مدى نجاح العلاج، أو إذا كانت المشكلة بحاجة إلى اهتمام أكبر.
ما فوائد الفحص ومخاطره؟
الفوائد:
يبدو أن إجراء التصوير بالأشعة السينية في الظروف المثالية ليس له أي آثار جانبية، إذ يزول أثر الإشعاع من الجسم بعد الفحص.
نظرًا لكون التصوير بالأشعة السينية إجراء سهلًا وسريعًا، فهو مفيد على نحوٍ خاص في تشخيص وعلاج الحالات الطارئة والإسعافية، إذ تعد تجهيزات الصورة غير مكلفة نسبيًا ومتوفّرة على نطاق واسع في غرف الطوارئ وعيادات الأطباء ومراكز الرعاية المتنقّلة ودور رعاية المسنين.
المخاطر:
يتعرّض المريض لكمية قليلة من الأشعة، مع ذلك يوجد دائمًا احتمال ضئيل للإصابة بالسرطان بسبب التعرّض المفرط للإشعاع، لكن الفائدة التي يمنحها التشخيص الدقيق تفوق المخاطر المصاحبة.
يحاول الأطباء استخدام أقل جرعة إشعاع ممكنة لإنتاج أفضل صورة، فقد تختلف جرعة الإشعاع المستخدمة في هذا الإجراء من شخص لآخر.
تقوم المنظّمات الوطنية والدولية للحماية من الأشعة بمراجعة وتحديث المعايير التقنية التي يستخدمها اختصاصيو الأشعة باستمرار.
تستخدم أنظمة الأشعة السينية الحديثة آليات متعددة وحزم أشعة خاصة لضمان عدم تبعثر الإشعاعات أو انحرافها ما يضمن وصول أقل قدر من الأشعة إلى مناطق الجسم الغير مراد تصويرها.
ما حدود التصوير الإشعاعي للصدر؟
تصوير الصدر بالأشعة السينية مفيد للغاية لكن له حدود، إذ إنه لا يمكننا من الكشف عن بعض الحالات، فلا نتمكّن من خلاله من استبعاد جميع مشاكل الصدر.
على سبيل المثال، لا تظهر السرطانات الصغيرة والخثرات الدموية في الرئتين (الصمة الرئوية) في صورة الصدر البسيطة. ولهذا فقد نحتاج إلى أنواع التصوير الأخرى لإيضاح النتائج أو للبحث عن الآفات التي لا تستطيع الأشعة السينية البسيطة كشفها.
اضافةتعليق
التعليقات