• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لعلّكم تتقون

خديجة الصحاف / الأحد 10 نيسان 2022 / اسلاميات / 2140
شارك الموضوع :

علينا أن لا ندع الشهر الكريم يرحل من ديارنا حزينا يتساءل بأسى: ما بال القوم لا يحسنون إكرام الضيف؟!

عندما يكلّفنا المولى يخاطبنا بنداء يلمس شغاف قلوبنا، ويرفع معنويتنا، ويجعلنا على استعداد تام لتقبّل التكليف وبكل رضا وانشراح: { يا أيها الذين آمنوا }؛ لذا يقول الإمام الصادق عليه السلام: (لذة ما في النداء - أي يا أيها الذين آمنوا - أزال تعب العبادة والعناء) .

فالمنادي هو الله تعالى بكل عظمته ورحمته، وحكمته، والمنادى نحن بكل ضعفنا، وأهوائنا، وشهواتنا، ولكنه ينادينا بلطف وحنان، وبعنوان محبب يملأ القلب بالسرور، ويخفف عنا المشقة، ويهيئ الأرضية الصالحة في داخلنا للانقياد والطاعة .

وإذ يكلفنا المولى فهو -بلطفه- يبين لنا فلسفة هذا التكليف الذي ينطوي على بعض الصعوبة والعناء، ويوضح لنا ما يعود به علينا من منافع، لتكون هذه العبادة محبوبة لنفوسنا نؤديها بسعادة وإقبال، ونسعى إليها تطوّعا فضلا عن الوجوب؛ { لعلّكم تتقون } .

نعم التقوى تلك الثمرة الشهية التي يمنحها لنا الصوم، فما من شيء مثل الصوم يربّي ملكة التقوى في الروح، ويمنحها القدرة على حفظ النفس وصيانتها من الوقوع في المعصية والإثم، فالصوم هو المدرسة الأولى بلا منازع التي تمنح الإنسان شهادة رفيعة المستوى تسمى (التقوى) ولكن بشرطها وشروطها!

فلكي لا نكون مصداقا لقول الرسول عليه السلام:  (كم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش )، علينا أن نعي قيمة الهدف، ونسعى إليه بكل جهدنا، فما قيمة صوم لا يمنحنا التقوى؟ وما نفع أيام تمضي ونحن ساهون، غافلون يتحكّم بنا هاجس الجوع فلا نفكر إلا بوحي موائد إفطارنا العامرة، وخيالات تخمتنا ! متناسين مقدار جوع وضمأ أرواحنا وما أصابها من هزال وضمور !!

الكثير من  الناس -وللأسف- حوّلوا شهر رمضان بكل قدسيته، وباعتباره أهم المواسم والمحطات العبادية التي تعيد بناء الإنسان المؤمن وترمّمه من جديد حوّلوه إلى مناسبة شعبية تراثية، يستعدون لها بشراء مستلزمات كمالية صنعت لكي تستنزف الإنسان ماديا، وتلهيه عن أهمية المناسبة وقداستها!

فما علاقة الشهر الفضيل -حيث أنفاسنا فيه تسبيح، ونومنا عبادة- بالفوانيس الرمضانية، والأواني المنقوشة بصور الهلال، وبالزينة الضوئية والوسائد الرمضانية التي تذكرنا بالوسائد الحمراء الخاصة بالفلانتاين، وكأن هناك من يريدنا أن نعيش في دوامة اللوازم الكمالية، فما أن تنتهي مناسبة يغرقون فيها أسواقنا بتلك السلع حتى يخترعون لنا أخرى؛ فابتعوا لنا بدعة الركن الرمضاني في البيوت لنملأه بأمور ما أنزل الله بها من سلطان، تلهينا، وترهق جيوبنا .

ولا ننسى الأوقات الضائعة بالمسلسلات التلفزيونية التي حُشِدت عمدا في هذا الشهر، والكم الهائل من وصفات الطبخ والحلويات، وما تتطلبه من ساعات طويلة تقضيها المرأة في المطبخ لإعدادها، وكأن الناس تنتظر هذا الشهر المبارك لتأكل بعد جوع عام كامل!

وللأسف تكون المرأة -عادة- الخاسر الأكبر في هذا الشهر مابين سوق ومطبخ، دون أن تستعد لتكون الرابح الأكبر مابين صلاة، ودعاء، وتلاوة .

شهر رمضان شهر مبارك، فيه ليلة واحدة تعادل ألف شهر، وموائد الرحمن ممتدة بلا حدود تدعونا للضيافة، فيه فيوضات لا تنتهي، ورحمة أبى مانحها إلا أن يفيضها على عباده بسخاء، فما علينا سوى أن نمدّ أيدينا الموسومة أبدا بالفقر والحاجة لتُملأَ بفيض الكرم والعطاء .

شهر رمضان يطرق أبوابنا كل عام ضيفا كريما حاملا معه هداياه، وتحفه، لكنه دائما على عجل؛ ساعاته المباركة تمضي مسرعة فعلينا أن لا نتركها تتسلل من بين أيدينا بغفلة دون أن نعانقها، نتوحّد بها، دون أن ننتشي بروعة اللقاء، ونسمح لأنواره المقدسة أن تضيء جوانب أرواحنا المتعبة، وأن نفرح بهداياه التي حملها لنا بكل حب وسخاء .

علينا أن لا ندع الشهر الكريم يرحل من ديارنا حزينا يتساءل بأسى: ما بال القوم لا يحسنون إكرام الضيف؟!

الانسان
شهر رمضان
الصيام
الدين
القرآن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    أسباب الارتباك

    السخرية من الآخرين في ضوء القرآن الكريم وسبل الوقاية النفسية والاجتماعية منها

    قبل استنزاف طاقتك.. 9 طرق للتعامل مع الإرهاق الرقمي

    هكذا يحكم رجالات الله .. نبيّ الله أُسوة

    روبوت يحمل وينجب بدلًا من الأم.. كارثة أم معالجة طبية؟

    آخر القراءات

    دراسة: لا علاقة بين استخدام الهاتف المحمول وسرطان المخ

    النشر : الأحد 08 ايلول 2024
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    في 2019: نزاعات وأزمات وقودها الأكبر من الأطفال

    النشر : الأحد 19 كانون الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الامام المهدي

    النشر : السبت 25 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    عالمة في أبحاث السرطان ومدربة للمهاجرين الجدد.. تعرّف على الشابة المصرية سارة حجي

    النشر : الخميس 30 تشرين الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 40 ثانية

    فضل الصلاة المحمدية

    النشر : الأربعاء 15 تموز 2020
    اخر قراءة : منذ 43 ثانية

    تظاهرات تشرين.. ثورة لا تموت وثائر لا يفنى

    النشر : الخميس 05 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 47 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 448 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 422 مشاهدات

    من النبوة إلى الإمامة: أحفاد النبي محمد ومسار استمرار الرسالة

    • 412 مشاهدات

    من الوحي إلى الدرس: كيف صنع الرسول صلى الله عليه واله وسلم أمة بالعلم؟

    • 393 مشاهدات

    عندما يُقيمُ القلب موسمهُ

    • 381 مشاهدات

    عن فضيلة السكون في عالمٍ لا يصمت

    • 364 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1434 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1371 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1247 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1097 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1089 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1059 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء
    • منذ 17 ساعة
    أسباب الارتباك
    • منذ 17 ساعة
    السخرية من الآخرين في ضوء القرآن الكريم وسبل الوقاية النفسية والاجتماعية منها
    • منذ 17 ساعة
    قبل استنزاف طاقتك.. 9 طرق للتعامل مع الإرهاق الرقمي
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة